إعلام إسرائيلي: "الجيش" يفرض قيوداً على تقارير إصابات الحرب
وسائل إعلام إسرائيلية تقول إنّ المتحدث باسم "الجيش" الإسرائيلي يفرض قيوداً جديدة على كل ما يتعلق بالتقارير بشأن الإصابات الإسرائيلية في الحرب على غزة.
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الخميس، أنّ المتحدث باسم "الجيش" الإسرائيلي يفرض قيوداً جديدة على كل ما يتعلق بالتقارير بشأن الإصابات الإسرائيلية في الحرب على غزة.
وأورد موقع "والاه" أنّ المتحدث باسم "الجيش" ينوي التحكم في تقارير المستشفيات الإسرائيلية.
وفي رسالة أرسلتها، الثلاثاء، رئيسة فرع الإعلام في وحدة المتحدث باسم "الجيش"، المقدّم عدي برئيل - إيفن، أُبلغت المستشفيات إجراءً جديداً سيمكنهم، بموجبه، إصدار بيان يومي واحد فقط عند الساعة الـ13:00 بعد البيان اليومي للمتحدث في هذا الشأن.
ووفقاً للمخطط الجديد، فإنّ البيان سوف يتضمن بيانات عن اليوم الأخير، ولن يقدم تفاصيل بشأن جرحى لم يُنشَر عن إصابتهم في التقرير الأخير للمتحدث باسم "الجيش".
وأوضح الموقع قائلاً: "بلغة اصطلاحية صحافية، فإن بيان المستشفيات المسموح به منذ الآن هو بيان متابعة يومي لبيان المتحدث باسم الجيش، وهذا شرط لإصداره"، مشيراً إلى أنّ "الحديث يدور عن خشية على المواد التي قد تمس أمن إسرائيل".
ولفت الموقع إلى أنّ منظومة الهيئات الإعلامية الإسرائيلية تصدق أصلاً المنشورات لدى الرقابة المؤتمنة على هذا المجال، والمتحدث باسم "الجيش" يعرف، ويوضح أنّ منطق الإجراء الجديد هو "الرغبة في المحافظة على احترام المصابين وعائلاتهم".
وأشار إلى أنه "يطلبون أيضاً تجنب نشر أخبار تلمّح إلى وصول جنود مصابين، قبل الإعلان الرسمي للمتحدث باسم الجيش".
وبحسب ما تابع الموقع، فإنّ التحذير والإجراء الجديدين يأتيان بعد حادثتين ظهرت خلالهما ثغرة كبيرة بين تقارير المتحدث باسم "الجيش" خلال اليومين الأخيرين. فعلى سبيل المثال، ظهر أنّ "الجيش" لم يبلغ أبداً بشأن إصابة ثلاثة جنود نتيجة قذيفة هاون تم توجيهها إلى موقع "نوريت" المجاور لشتولا، ليل الأحد - الاثنين.
وأكد الموقع أنّ "الأمر لم يصل إلى الإعلام إلا بعد أن ظهر صباحاً في بيان المركز الطبي للجليل، وصولُ مصابين بجروح إلى المستشفى نتيجة شظايا (بالطبع من دون الإشارة إلى أنّ الحديث يدور عن جنود أو ظروف إصابتهم)".
وفي موضوعٍ آخر، نشر المتحدث الإسرائيلي يوم الأحد أنّ 5 جنود أُصيبوا بجروح طفيفة بعد إطلاق نيران مضادة للدروع في اتجاه بيت هلل، بينما أفاد مستشفى "زيف" في صفد بوصول ـ12 مصاباً إلى المستشفى، وظهر بعد التحقق أنّ 11 منهم كانوا جنوداً.
"طلبوا إلينا أن نكذب"
وأضاف موقع "والاه" أنّ "التوجيهات الجديدة تثير غضباً وسط المتحدثين باسم المستشفيات، ووصف أحدهم الأمر، خلال حديثه، قائلاً: هم في الحقيقة يبتزوننا".
ونقل الموقع عن المتحدث باسم مستشفى "رامبام" الإسرائيلي، دافيد رتنر، قوله إنّ "المتحدث باسم الجيش أخذ على عاتقه وظيفة مندوب المعنويات القومية، ربما بسبب الفراغ".
وأضاف أن "المتحدث باسم الجيش يريد تعويد الجمهور والمتحدثين باسم المستشفيات على بيانين في اليوم. في هذه الحرب، هم (الجيش) أيضاً يريدون التحكم في كل المجال الإعلامي، وحتى في كل ما يتعلق بالمستشفيات".
بدوره، قال متحدث باسم مستشفى آخر إنّ "ما يحدث هنا هو تطبيق لأجندة إخفاء معلومات عن الجمهور. فهم يحاولون تجنب الضغط من أجل تنفيذ عملية في الشمال، ويحاولون التخفيف من ذلك".
وتابع بالقول: "يطلبون إلينا إخفاء معلومات أو تحريف أخبار. لقد قالوا لي: قل إن من وصلوا هم فقط مدنيون. لقد طلبوا إلينا أن نكذب من أجلهم"، مضيفاً: "طلبوا إلى أحد المتحدثين باسم المستشفى ألا يُصدر بياناً لأنّ كل العائلات لم تتبلّغ، لكنه أجرى تحقيقاً في القسم لدى الجنود والأقرباء الذين كانوا قرب أسرّتهم، واكتشف أنّ الجميع عرف".
يُشار إلى أن "جيش" الاحتلال الإسرائيلي أفاد، قبل أيام، بأنّ نحو 1000 جندي أُصيبوا منذ بداية الحرب على قطاع غزّة، وذلك بعد أن رفض تقديم أي معطيات بشأن أعداد الجرحى وحالاتهم، كما طلب إلى المستشفيات التقيد بذلك.
وتتباين هذه السياسة عن الحروب والعمليات السابقة، التي تمّ فيها كشف أعداد الجرحى وحالاتهم، إلى جانب الإعلامٍ بشأن نشاطهم القتالي ومواكبة إعادة تأهيلهم، بحسب ما أوضحت صحيفة "هآرتس"، لافتةً إلى أنّ رفض الإفصاح والنشر لم يتغير حتى بعد التوغل البري في قطاع غزّة.