أديس أبابا وقوات تيغراي تتبادلان الاتهامات إثر تجدد المعارك
المتحدث باسم تيغراي، يؤكد تجدد المواجهات بين "قوات تيغراي" وقوات الحكومة المركزية على حدود الإقليم الشمالية. والحكومة وجبهة تحرير تيغراي تتبادلان الاتهامات.
أعلن المتحدث باسم قوات إقليم تيغراي، اليوم الأربعاء، وقوع اشتباكات بين قوات من منطقة تيغراي، شمالي إثيوبيا، وقوات الحكومة المركزية في محيط بلدة كوبو، على الرغم من توقيع الهدنة في نهاية آذار/مارس الماضي.
وأفاد تلفزيون تيغراي، الذي يسيطر عليه الإقليم، بأنّ "القوات الإثيوبية إلى جانب قوات أمهرة الخاصة، وميليشيات من أمهرة شنّت هجوماً واسع النطاق في نحو الساعة الخامسة صباحاً".
وأكد شهود عيان أنّ اليومين الماضيين شهدا تحركات كبيرة إلى المنطقة من جانب قوات " فانو" المحلية، وجنود الجيش الإثيوبي، والقوات الخاصة من منطقة أمهرة المجاورة.
هذا وتبادلت "جبهة تحرير تيغراي"، والحكومة الإثيوبية، الاتهامات ببدء الأعمال القتالية، وتقويض جهود السلام الجارية.
وقالت القيادة العسكرية لـ"جبهة تيغراي" في بيان: "بعد أن أمضى العدو 5 أيام في إعادة تمركز القوات على الجبهة الجنوبية، بدأت الفرق الميكانيكية الثانية والسادسة والثامنة هجوماً واسعاً الساعة الخامسة صباح اليوم".
وأضاف البيان "تود القيادة العسكرية لجبهة تحرير تيغراي أن توضح أنه إذا لم يقم العدو بوقف الهجوم، الذي بدأه بناءً على خطة هجومية معروفة مسبقاً، فإنّ جيش تيغراي جاهز تماماً لصدّ هذا الهجوم، والانتقال إلى هجوم مضاد لتحرير أراضي تيغراي المحتلة ذات السيادة، وإعادة النازحين إلى ديارهم".
في المقابل، ذكرت الحكومة الإثيوبية في بيان، أنّ الجبهة بدأت الأعمال القتالية، رغم إطلاق الحكومة سراح سجناء بارزين كانوا من قادة الجبهة في إطار جهودها المستمرة من أجل السلام.
وقبل أيام، دعت الحكومة الإثيوبية، إلى توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار مع "المتمردين" في تيغراي، حتّى تتمكن من إعادة الخدمات الأساسية التي حرمتها المنطقة، وأعلنت إرسال "مقترح سلام" إلى الاتحاد الأفريقي.
وفي وقت سابق من شهر آب/أغسطس الجاري، قالت الحكومة إنها تريد عقد محادثات "من دون شروط مسبقة"، فيما اشترطت حكومة تيغراي إعادة الخدمات إلى المدنيين أولاً.
وفي حزيران/يونيو الماضي، شَكلت حكومة آبي أحمد لجنة لمفاوضة الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي.
ويشكل القتال ضربة كبيرة لمحاولة بدء محادثات سلام بين حكومة رئيس مجلس الوزراء آبي أحمد، و"الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي"، التي تسيطر على الإقليم.
وتوقف القتال في تيغراي منذ الهدنة التي قرّرها طرفا النزاع في نهاية آذار/مارس، لكن لم يُتوصّل إلى اتفاق رسميّ لوقف إطلاق النار.
وبدأت الحرب في إقليم تيغراي في تشرين الثاني/نوفمبر 2020، وامتدت إلى منطقتي عفار وأمهرة المجاورتين قبل عام.
وتسبب النزاع بأزمة إنسانية خطرة في شمالي إثيوبيا، حيث يحتاج أكثر من 9 ملايين شخص إلى مساعدة إنسانية، بحسب برنامج الأغذية العالمي.
يذكر أن برنامج الأغذية العالمي ذكر في تقريره، الأسبوع الماضي، أنه منذ الأول من نيسان/أبريل الماضي، دخلت تيغراي 20 في المئة فقط من الوقود اللازم لتوزيع الإمدادات الإنسانية.
الأمم المتحدة قالت بدورها إنّ ما يقارب 90% من سكان المنطقة بحاجة إلى مساعدات، محذّرةً من أنّ معدلات سوء التغذية ارتفعت بشكل كبير، ومن المتوقع أن يزداد الوضع سوءاً حتى موسم الحصاد في تشرين الأول/أكتوبر المقبل.