إثيوبيا: جبهات الاشتباكات بين أديس أبابا ومتمردي تيغراي تتسع

الحكومة الإثيوبية والمتمردون في منطقة تيغراي يتبادلون الاتهامات بشأن فتح جبهات جديدة في شمالي إثيوبيا، بعد أسبوع على استئناف المعارك التي خرقت هدنة دامت خمسة أشهر.

  • الحكومة والمتمردون يعلنون توسيع مناطق النزاع في إثيوبيا
    أفادت "جمعية تنمية الرعاة في إقليم عفر" (APDA) غير الحكومية، بأنّها أحصت 18 ألف نازح

تبادلت الحكومة الإثيوبية والمتمردون في منطقة تيغراي الاتهامات، الأربعاء، بفتح جبهات جديدة في شمالي إثيوبيا، بعد أسبوع على استئناف المعارك التي خرقت هدنة دامت خمسة أشهر.

ويأتي توسيع نطاق النزاع غداة غارة جوية جديدة على ميكيلي عاصمة تيغراي، هي الثانية منذ تجدّد القتال في 24 آب/أغسطس في منطقتي أمهرة وعفر في محيط الطرف الجنوبي الشرقي لتيغراي.

وفي بيان نشر صباح الأربعاء، اتهمت الحكومة الإثيوبية المتمردين بـ"توسيع هجومهم ليشمل مناطق أخرى" في شمال إثيوبيا في منطقة واغ الإدارية (شمالي شرقي أمهرة) وفي وولكيت غربي تيغراي وفي مناطق غربي أمهرة على الحدود مع السودان.

ورداً على سؤال لوكالة فرانس برس، اتّهم غيتاتشو رضا، المتحدث باسم سلطات المتمردين في تيغراي، "نظام أبيي بـشنّ هجوم على هذه المناطق".

وتحتلّ قوات أمهرة الإقليمية، التي تساند الجيش الفدرالي، المنطقة الإدارية لتيغراي الغربية منذ نهاية عام 2020، علماً أنّ المنطقة موضع نزاع بين تيغراي وأمهرة.

ولم تذكر الحكومة الإثيوبية في بيانها الغارة الجوية الجديدة، كما أنّها لم تؤكد أو تنفي وقوعها، لكنّ مصدراً إنسانياً طلب عدم الكشف عن هويته أكّد لوكالة فرانس برس، الأربعاء، وقوع غارة جوية ليلية على ميكيلي، بدون مزيد من التفاصيل.

وقال مدير مستشفى أيدر العام في إثيوبيا، كيبروم جيبريسيلاسي، إنّ "ضربة جوية استهدفت مستشفى آخر في عاصمة إقليم تيغراي في شمالي البلاد في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء".

وقالت سلطات المتمردين في تيغراي في بيان إنّ الغارة "تسببت في وقوع إصابات طفيفة وخطيرة بين المدنيين فضلاً عن أضرار مادية" بدون مزيد من التفاصيل.

ونشرت حسابات مقاطع فيديو لمن تقول إنهم أسرى حرب من الجيش الإثيوبي وقعوا بيد جبهة تيغراي.

وكانت غارة جوية قد استهدفت المدينة في 26 آب/أغسطس مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقلّ بينهم طفلان، بحسب الدكتور كيببروم جبريسيلاسي، المسؤول في مستشفى آيدر الرئيسي في ميكيلي.

وأكّد المتمردون واليونيسف أنّ "روضة أطفال استهدفت"، في حين قالت الحكومة إنّ طيرانها "قصف مواقع عسكرية".

وقال المتحدث باسم السلطات المتمردة في تيغراي، غيتاتشو رضا، ليلاً إنّ "الغارة الليلية الجديدة بطائرة بدون طيار على ميكيلي لم تكن تستهدف أي هدف عسكري"، واتّهم رئيس الوزراء الإثيوبي آبيي أحمد "بقتل أطفال ومدنيين أبرياء".

18 ألف نازح

والثلاثاء، أوضح غيتاتشو أنّ متمردي تيغراي، "بعد أن دافعوا عن مواقعهم في البداية، شنوا هجوماً مضاداً خارج الحدود الجنوبية لتيغراي، بينما أكدت الحكومة في بيانها أن الجيش "دافع ببسالة عن نفسه في وجه الهجمات التي شنها المتمردون شرقي أمهرة".

وبحسب مصادر دبلوماسية وإنسانية ومحلية، تقدّم المتمردون في الأيام الأخيرة حوالى خمسين كيلومتراً داخل أمهرة، واقتربوا من مدينة ولدية وكذلك من عفر.

والثلاثاء، أفادت "جمعية تنمية الرعاة في إقليم عفر" (APDA) غير الحكومية، بأنّها أحصت 18 ألف نازح في المنطقة بعد استئناف القتال. كما أفادت عن تقدم متمرّدي تيغراي من عفر باتجاه منطقة أمهرة "ممّا سيزيد من عدد النازحين". 

على استعداد للتفاوض

وبعد هزيمتهم بسرعة في تشرين الثاني/نوفمبر 2020 على أيدي القوات التي أرسلها آبيي لطرد السلطات التنفيذية في تيغراي التي كانت تعارض سلطته، واتهمها بمهاجمة القواعد العسكرية، استولى المتمردون في تيغراي منتصف عام 2021 على القسم الأكبر من المنطقة بعد شنّ هجوم مضاد جعلهم يقتربون من أديس أبابا.

وتراجعوا بعد ذلك إلى تيغراي، متهمين الحكومة ب "محاصرة" المنطقة الفقيرة، وهو ما تنفيه أديس أبابا.

وفي الأيام الأخيرة، تضاعفت دعوات المجتمع الدولي لوقف الأعمال العدائية والحوار، ومنذ حزيران/يونيو، كرر الطرفان استعدادهما للتفاوض مع الاختلاف حول سبل المحادثات المستقبلية.

ورغم استئناف القتال، أكدت الحكومة الأربعاء "أنها لم تستبعد بعد امكانات تحقيق السلام"، وأكد المتمردون الثلاثاء أنهم  "منفتحون على أي مفاوضات".

وفيما سمحت الهدنة باستئناف إيصال المساعدات الإنسانية من طريق البر إلى تيغراي، بعدما توقّفت لمدة ثلاثة أشهر، يبدو أنها مهدّدة مرة أخرى بسبب تجدد القتال.

من جهة أخرى، تبقى حصيلة هذه الحرب غير معروفة، غير أنها أدت إلى نزوح أكثر من مليوني شخص، كما أغرقت مئات الآلاف من الإثيوبيين في ظروف قريبة من المجاعة، وفقاً للأمم المتحدة.

إضافة إلى ذلك، تعاني هذه المنطقة منذ أكثر من عام حرمانها من الكهرباء والاتصالات والخدمات المصرفية، وحتى الوقود.

اخترنا لك