أكثر من 100 زعيم دولة يتعهّدون إنهاء إزالة الغابات
رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، يقول إن المبادرة، التي ستستفيد من تمويل رسمي وخاصّ مقداره 19,2 مليار دولار، أساسية في تحقيق هدف حصر الاحترار المناخي في 1,5 درجة مئوية.
التزم قادة العالم، المجتمعون في غلاسكو في إطار مؤتمر الأطراف السادس والعشرين بشأن المناخ، الثلاثاء، في اليوم الثاني من قمتهم، لَجْمَ قطع أشجار الغابات بحلول عام 2030، إلاّ أن المدافعين عن البيئة يعتبرون أن هذا الموعد بعيد جداً.
ومن المواضيع المطروحة في جدول أعمال القمة، اليوم الثلاثاء، هناك أيضاً خفض انبعاثات الميثان، أحد الغازات الدفيئة الرئيسية، إلى جانب ثاني أكسيد الكربون، بنسبة 30% بحلول عام 2030.
وقال مسؤول أميركي، في مقابلة مع وكالة "فرانس برس"، إن أكثر من 90 بلداً تمثّل ثلثي الاقتصاد العالمي، بما في ذلك "نصف المصادر الثلاثين الرئيسية لانبعاثات غاز الميثان"، وافقَت على هذا التعهّد.
وإلى جانب المحيطات، تؤدي الغابات دوراً حيوياً في مكافحة تغيُّر المناخ، من خلال امتصاص جزء كبير من مليارات الأطنان من الغازات الدفيئة التي تطلقها النشاطات البشرية في الغلاف الجوي كل عام.
وبهدف وقف تدهورها واستعادة "كاتدرائيات الطبيعة" هذه، أقر قادة أكثر من 100 دولة، تضم 85 في المئة من الغابات العالمية، بينها غابة كندا البوريالية، وغابة الأمازون في البرازيل، وغابة حوض الكونغو المدارية، هذا الإعلانَ المشترك خلال اليوم الثاني من مؤتمر الأطراف.
وقال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إن المبادرة التي ستستفيد من تمويل رسمي وخاص، مقداره 19,2 مليار دولار، أساسية في تحقيق هدف حصر الاحترار المناخي في 1,5 درجة مئوية.
وقال، اليوم الثلاثاء، "لا يمكننا التعامل مع الخسارة المدمِّرة للموائل والأنواع من دون مكافحة تغير المناخ، ولا يمكننا التعامل مع تغير المناخ من دون حماية بيئتنا الطبيعية واحترام حقوق الشعوب الأصلية".
وأضاف أن "حماية غاباتنا هي الأمر الصحيح، والذي يجب القيام به، ليس فقط لمكافحة تغير المناخ، بل أيضاً من أجل مستقبل أكثر ازدهاراً للجميع".
ونُقِل عنه قوله إن "هذه الأنظمة البيئية الرائعة هي رئة كوكبنا"، مضيفا أن الغابات "أساسية في استمرارنا"، إلاّ أنها تتراجع في "وتيرة تثير القلق"، وتوازي مساحة 27 ملعباً لكرة القدم في الدقيقة.
ووفقاً لمنظمة "غلوبل فورست واتش"، غير الحكومية، تسارعت وتيرة إزالة الغابات في العالم في السنوات الأخيرة، إذ ازداد تدمير الغابات الأصلية بنسبة 12 في المئة في عام 2020 مقارنة بالعام السابق.
ومن بين الدول الموقِّعة الصين وروسيا وفرنسا وأستراليا والولايات المتحدة.
خشية الفشل
والتعهد الجديد بشأن مكافحة قَطع أشجار الغابات يلتقي مع "إعلان نيويورك بشأن الغابات "في عام 2014، والذي التزم كثير من الدول، في إطاره، خَفْضَ هذه الظاهرة إلى النصف بحلول عام 2020، والقضاء عليها عام 2030.
لكنّ منظمات غير حكومية، مثل "غرينبيس"، تعتبر أن هدف عام 2030 بعيد جداً، ويعطي الضوء الأخضر لـ"قطع أشجار الغابات لمدة عقد إضافي".
من جانبها، أعربت منظمة "غلوبل ويتنس" عن خشيتها "تكرارَ الفشل الذي كان مصير التعهدات السابقة"، بسبب نقص التمويل وعدم الوفاء بالعهود.
وأعلنت الحكومة البرازيلية، التي تتعرّض لانتقادات حادة بشأن سياستها البيئية، الإثنين لمناسبة "كوب 26"، أهدافاً أكثر طموحاً بشأن خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ومكافحة قطع أشجار الغابات.
لكن، منذ بداية ولاية الرئيس اليميني جايير بولسونارو في عام 2019، فقدت منطقة الأمازون البرازيلية 10 آلاف كيلومتر مربع من الغابات سنوياً، في مقابل 6500 كيلومتر مربع في العقد السابق.
أما كولومبيا، وهي دولة مجاورة للبرازيل، فأعلن رئيسها إيفان دوكي، اليوم الثلاثاء، أنها قررت عدم الانتظار حتى عام 2030، وحماية 30 في المئة من أراضيها، اعتباراً من عام 2022.
وسيتعهد رؤساء أكثر من 30 مؤسسة مالية، مثل أفيفا وأكسا، التوقفَ عن الاستثمار في نشاطات مرتبطة بقطع أشجار الغابات، وفق ما أفادت به رئاسة الحكومة البريطانية.
ويتأتى ربع الانبعاثات العالمية للغازات الدفيئة (23 %) راهناً من نشاطات، مثل الزراعة وصناعة الأخشاب.