أعمال عنف في كوسوفو.. وموسكو: الاتحاد الأوروبي وضع نموذجاً لذلك سابقاً
اندلاع أعمال عنف في شمالي كوسوفو والسكان الصرب يغلقون الطرق، والمتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، تعلّق على الأحداث.
أفادت شرطة كوسوفو ووسائل إعلام محلية، اليوم الأحد، بوقوع انفجارات وإطلاق نار وإقامة حواجز على الطرق ليلاً شمالي البلاد، ما تسبب بإصابة بعض الأشخاص، جراء أعمال عنف في شمالي كوسوفو إثر إغلاف صربيين الطرق.
وذكرت وكالة "رويترز" أنّ شرطة كوسوفو تبادلت النيران مع صرب محليين يغلقون الطرق.
Kosovo police exchange fire with local Serbs blocking roads https://t.co/cXs5VlYxEv pic.twitter.com/z960ki7G94
— Reuters (@Reuters) December 10, 2022
وأفادت بعثة سيادة القانون التابعة للاتحاد الأوروبي، المعروفة بـ"إيوليكس"، بأنّ "قنبلة صوتية ألقيت على دورية استطلاع تابعة للبعثة الليلة الماضية"، لكن لم تتسبب بوقوع إصابات أو أضرار مادية.
ودعت "إيوليكس"، التي لديها نحو 134 ضابطاً من الشرطة البولندية والإيطالية والليتوانية المنتشرة في الشمال، المسؤولين عن "الأعمال الاستفزازية" إلى عدم التسبب بوقوع مزيد منها، وحضّت مؤسسات كوسوفو على "تقديم الجناة إلى العدالة".
وعقب الأحداث، صرّحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اليوم الأحد، بأنّ "الاتحاد الأوروبي يقوم بشكل أساسي بوضع نموذج للوضع الحالي في كوسوفو منذ سنوات".
وأضافت زاخاروفا معلّقةً على تصريح رئيسة مجلس الوزراء الصربية، آنا برنابيتش، أنّ البلاد على وشك الحرب وسألت "لماذا التقاعس، هذا هو بالضبط الوضع الذي كان الاتحاد الأوروبي يضع له نموذجاً منذ سنوات".
أما مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، فقال إنّ "الاتحاد الأوروبي لن يتسامح مع الهجمات ولا في استخدام أعمال إجرامية عنيفة في الشمال".
وفي تغريدةٍ في توتر، أكّد بوريل أنّ "على مجموعات صرب كوسوفو إزالة الحواجز بسرعة، لاستعادة الهدوء"، مشيراً إلى أنّ بعثة الاتحاد الأوروبي المعنية بسيادة القانون في كوسوفو "ستواصل التنسيق مع السلطات المحلية".
#EU will not tolerate attacks on @EULEXKosovo or use of violent, criminal acts in the north. Barricades must be removed immediately by groups of Kosovo Serbs. Calm must be restored. EULEX will continue to coordinate w/Kosovo authorities & KFOR.
— Josep Borrell Fontelles (@JosepBorrellF) December 11, 2022
All actors must avoid escalation.
واتهم الرئيس الصربي، ألكسندر فوتشيتش، بريشتينا بأنّها تخطط لأعمال العنف منذ أشهر. وأعلن، أمس السبت، أنّ "صربيا ستطلب إلى صنّاع السلام في حلف شمال الأطلسي السماح لها بنشر الجيش والشرطة الصربيين في كوسوفو، مع أنها تعتقد أن ليس هناك فرصة للموافقة على الطلب".
وأوضح أنّ كوسوفو "تخطط لتقديم طلب للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في 15 كانون الأول/ديسمبر الجاري"، في خطوة تمثل خرقاً للاتفاقيات التي جرى التوصل إليها في وقت سابق، مشيراً إلى أنّ ذلك "بالنسبة إلينا حدث مزعج وخرق مباشر لاتفاقيات واشنطن، ومؤشّر إلى أنّه يمكنهم خرق ما يشاؤون".
وبعد انهيار المحادثات التي توسط فيها الاتحاد الأوروبي، نشرت قوات "الناتو" لحفظ السلام في كوسوفو على الطرق الرئيسة في شمالها، قائلة إنها مستعدة لحماية حرية الحركة لجميع الأطراف.
اقرأ أيضاً: الاتحاد الأوروبي يفشل مجدداً في حل الخلاف بين صربيا وكوسوفو
وتصاعدت التوترات بين صربيا وكوسوفو من جديد، الشهر الماضي، عندما أعلنت حكومة كوسوفو بقيادة رئيس مجلس الوزراء ألبين كورتي، أن وثائق الهوية الصربية ولوحات ترخيص المركبات لم تعد صالحة في إقليم كوسوفو، ويجب استخراج وثائق من خلالها.
وردّ الصرب في كوسوفو بغضب على التغييرات المقترحة، فيما تبلغ الغرامة 150 يورو، ومن المقرر أن تستمر هذه الفترة الانتقالية حتى 21 نيسان/أبريل المقبل، وبعد ذلك تبدأ شرطة كوسوفو بمصادرة المركبات التي تحمل لوحات تسجيل صربية.
وبعد 14 عاماً من إعلان كوسوفو ذو الأغلبية الألبانية استقلاله عن صربيا، ما زال نحو 50 ألف صربي يعيشون في شماليها، ويستخدمون اللوحات المعدنية والوثائق الصربية، رافضين الاعتراف بالمؤسسات التابعة للعاصمة بريشتينا.
وتأتي الاضطرابات الأخيرة على الرغم من تأجيل الانتخابات البلدية المقررة في 18 ديسمبر/كانون الأول التي يعارضها الصرب.