حرس الثورة الإيراني يعرض مشاهد لاحتجاز الناقلة البريطانية في مضيق هرمز
السلطات الإيرانية تبدأ تحقيقاتها مع طاقم ناقلة النفط البريطانية المحتجزة لديها، وحرس الثورة الإسلامية يعرض مشاهد لعملية احتجاز الناقلة أمس، بينما تعلن القيادة المركزية الأميركية عن تطويرها عملية عسكرية تحت مسمى "غارديان" في الخليج والشرق الأوسط، "لتعزيز المراقبة والأمن في الممرات المائية والحد من التوترات في المنطقة".
عرض حرس الثورة الإسلامية في إيران مشاهد لاحتجازه الناقلة البريطانية في مضيق هرمز أمس الجمعة، وتظهر المشاهد الزوارق السريعة التابعة لحرس الثورة وهي تتوقف بجانب الناقلة المحتجزة التي ترفع علم بريطانيا، كما تظهر عناصر الحرس وهم ينزلون على السفينة البريطانية من طائرة مروحية.
IRGC releases a video of the moment that their forces seized #British #tanker #StenaImpero in #StraitOfHormuz. #Iran #IRGC #UnitedKingdom pic.twitter.com/29Q11mgzFP
— Press TV (@PressTV) July 20, 2019
في هذه الأثناء بدأت السلطات الإيرانية تحقيقاتها مع طاقم ناقلة النفط البريطانية وذلك بعدما وصلت هذه الناقلة اليوم السبت إلى ميناء "بندر عباس" لبدء دراسة أسباب اصطدامها بسفينة صيد في مضيق هرمز وأبعاد ذلك، بحسب ما أعلن مدير الملاحة البحرية في إقليم هرمزغان الإيران مراد عفيفي بور، مؤكدا أنها تضم 23 بحاراً معظمهم من الهند بالإضافة إلى روسيا والفلبين وليتوانيا والطاقم سيبقى على متنها.
وفي سياق متصل، أعلنت القيادة المركزية الأميركية عن تطويرها عملية عسكرية تحت مسمى "غارديان" في الخليج والشرق الأوسط.
من جهته اعتبر وزير خارجية بريطانيا أن احتجاز إيران ناقلة النفط الريطانية يبعث بإشارات مقلقة بأن طهران ربما تختار طريقاً خطيراً، قد يؤشر إلى انتهاجها سلوكاً غير قانوني ومزعزعاً للاستقرار، مؤكداً أن بلاده تحاول حل قضية الناقلة الإيرانية جريس 1 لكنها ستضمن سلامة الشحن البريطاني.
وقال إنه ستتم دراسة أسباب وأبعاد اصطدام ناقلة النفط البريطانية بسفينة صيد في مضيق هرمز، مبرزاً إن العملية تهدف لتعزيز المراقبة والأمن في الممرات المائية والحد من التوترات في المنطقة، كما تهدف أيضاً ضمان المرور الآمن في جميع أنحاء الخليج ومضيق هرمز ومضيق باب المندب وخليج عُمان، وضمان حرية الملاحة على ضوء الأحداث الأخيرة في منطقة الخليج.
كما وجّهت لندن رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، أكدت فيها أنّها "لا تسعى للتصعيد أو للمواجهة مع إيران"، نافية وجود أدلّة على تصريحات إيران عن اصطدام الناقلة بقارب صيد إيرانيّ.
واعتبرت بريطانيا الإجراء الإيراني "تدخلاً غير قانونيّ، ويمثّل تهديدا للملاحة في الممرات الدولية".
وأكدت القيادة المركزية الاميركية أن العملية تجري بالتنسيق مع الحلفاء والشركاء في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، مشيرة إلى أنه يتم التنسيق مع الحلفاء تفاصيل والقدرات اللازمة لعملية المراقبة لضمان حرية الملاحة في المنطقة.
وكشفت صحيفة التايمز البريطانية أن سفينة عسكرية سارعت لمساعدة ناقلة النفط البريطانية التي أوقفتها ايران بالخليج قبل احتجازها، لكن السفينة العسكرية تأخرت 10 دقائق عن انقاذ الناقلة، وقد بدا الإيرانيون جاهزين للتعامل معها، بحسب ما نقلت التايمز البريطانية عن مصدر عسكري.
كما نقلت صحيفة اندبندنت عن مصدر عسكري قوله إن احتجاز إيران للسفينتين أثار مفاجأة لندن خصوصاً بعد عرضها اطلاق غرايس واحد مقابل ضمانات.
وقال مراسل الميادين في طهران إن ناقلة النفط البريطانية اطفأت جهاز التتبع ودخلت المياه الاقليمية الإيرانية، مضيفاً أن الناقلة انحرفت عن مسارها قبل اصطدامها بقارب صيد إيراني.
وكان حرس الثورة الإسلامية في إيران قد أعلن أمس توقيف ناقلة بريطانية في مضيق هرمز ونقلها إلى السواحل الإيرانية موضحاً أن الناقلة البريطانية التي احتجزت اسمها stena impero "وأوقفت لعدم مراعاتها القوانين الدولية للملاحة".
ونقل مراسل الميادين في طهران أن حرس الثورة أعلن أنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق السفينة البريطانية.
هذا واعتبرت ألمانيا أن احتجاز إيران ناقلتين في مضيق هرمز هو خطوةٌ غير مبررة تفاقم بشدة الوضع المتوتر في المنطقة. وزارة الخارجية الألمانية حذرت في بيان أن أي تصعيد في المنطقة سيكون خطيراً جداً وسيقوض كل الجهود القائمة لإيجاد سبيل للخروج من الأزمة داعيةً طهران إلى الإفراج عن الناقلة وطاقمها فوراً.
من جهتها رأت وزارة الخارجية الفرنسية أن احتجاز ناقلة نفط بريطانية في إيران هو خطوةٌ تضر بجهود وقف التصعيد في المنطقة. ودعت طهران إلى الإفراج عنها، وعبرت الخارجية الفرنسية في بيانها عن تضامنها الكامل مع بريطانيا.
وأفاد الإعلام الإيراني بأن الناقلة البريطانية "أوقفت بطلب من منظمة المرافئ والملاحة وبناء على حكم قضائي لتلويثها البيئة"، بينما أكد مدير عام الموانئ في هرمزكان الإيرانية تلقيه تقارير عن تسبب ناقلة النفط البريطانية بأضرار وطلبه نقلها لميناء بندر عباس.
وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية أنها تسعى بشكل عاجل للحصول على معلومات بشأن التقارير عن تحرك ناقلة بريطانية نحو المياه الإيرانية، فيما قال مجلس الأمن القومي الأميركي إنه على علم بالتقارير عن احتجاز قوات إيرانية ناقلة نفط بريطانية، في الأثناء اعتبر البيت الأبيض أن إعلان إيران احتجاز ناقلة بريطانية دليل على "العنف المتزايد" من قبلها.
فيما نقلت "رويترز" عن مصدر بريطاني قوله إن لجنة الطوارئ الحكومية في بريطانيا تجتمع في لبحث حادث احتجاز الناقلة في الخليج.
شركة "نورثرن مارين" المشغلة للناقلة البريطانية أعلنت أنها فقدت التواصل مع طاقمها بعد اقتراب زوارق صغيرة مجهولة ومروحية منها، وأضافت أن 23 بحاراً كانوا على متن الناقلة ولا تقارير عن إصابات.
وكانت المحكمة العليا في جبل طارق قرّرت تمديد احتجاز ناقلة النفط الإيرانية 30 يوماً، والتي احتجزتها وهي في طريقها إلى سوريا بطلب من المملكة المتحدة.
وقال المدعي العامّ في البلاد إنّ احتجاز الناقلة "غرايس وان" سيمدّد إلى الخامس عشر من آب/أغسطس المقبل.