رداً على الانسحاب الأميركي.. إيران تعلّق بعض التزاماتها بالاتفاق النووي
المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني يعلن عن مهلة 60 يوماً للدول الأعضاء بالاتفاق النووي لتنفيذ تعهداتها، والرئيس حسن روحاني يؤكد أن بلاده لا تريد الخروج من الاتفاق "ولكن اليوم نخطو خطوة جديدة في الاتفاق النووي". ووزارة الخارجية الفرنسية تقول إنه "إذا لم تلتزم إيران بتعهداتها في الاتفاق النووي فسنعود إلى نظام العقوبات". ومجلس الدوما الروسي يحمّل الموقف الاميركي مسؤولية الخطوة الإيرانية "الدبلوماسية".
أعلن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني عن مهلة 60 يوماً للدول الأعضاء بالاتفاق النووي لتنفيذ تعهداتها.
وأكد المجلس في بيان له أن إيران ستبدأ من اليوم بتعليق تنفيذ بعض الاجراءات بإطار الاتفاق النووي، وهي لن "تتعهد حاليًا بمراعاة المحددات المرتبطة باحتياطات اليورانيوم المخصب وباحتياطات الماء الثقيل"، وذلك لمدة 60 يوماً.
وختم المجلس "عندما تلبى مطالبنا سنستأنف تطبيق هذه الاجراءات من جديد".
الرئيس الإيراني حسن روحاني أكد أن بلاده لا تريد الخروج من الاتفاق "ولكن اليوم نخطو خطوة جديدة في الاتفاق النووي".
واعتبر روحاني أن "انهيار الاتفاق النووي خطر على إيران والعالم"، مشدداً "وهو لن يستبدل وفق ما تريد الولايات المتحدة".
وأوضح أنه "إذا كان الاتفاق النووي لأمن المنطقة والسلام العالمي يجب على الجميع أن يطبقه وأن يدفع تكاليفه".
روحاني لفت إلى أن طهران أرسلت رسائل إلى الأطراف الخمسة في الاتفاق بشأن خطواتها الجديدة في سياق الاتفاق النووي.
القوات المسلحة الإيرانية قالت من جهتها "نحذّر الاعداء من أن أي تحرك محتمل لهم سيقابله رد من قبل الشعب والقوات المسلحة"، مؤكدة "ندعم الإجراء الأخير الذي أعلنته الحكومة الإيرانية حول الاتفاق النووي".
مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون السياسية سلّم سفراء الدول الأعضاء في الاتفاق النووي رسالة الرئيس الإيراني، والتي تتضمن القرارات التي اتخذها المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني حول ايقاف تنفيذ بعض التعهدات.
وكان ظريف قد أعلن أن طهران ستقلص التزاماتها "الطوعية" بموجب الاتفاق النووي.
لافروف وظريف يتمسكان بالاتفاق النووي ويتهمان واشنطن بالسعي إلى تقسيم سوريا
وفي السياق، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن طهران التزمت بتعهداتها في الاتفاق النووي إلا أن واشنطن لم تفعل ذلك.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو قال ظريف إن بلاده وروسيا متمسكتان بالاتفاقية، بينما الدول الأوروبية تتحدث بالأمر ولكنها لا تفعل شيئاً حيال ذلك.
وحول سوريا أكد ظريف أن منصة أستانة هي الحل الوحيد لإنهاء الأزمة في هذا البلد.
وقال ظريف "نحن التزمنا بتعهداتنا في الاتفاق النووي إلا أن واشنطن لم تفعل ذلك إن نهج الولايات المتحدة تخريبي، ويجب عدم الاستمرار فيه ودور روسيا هنا مهم جداً، وواشنطن تخلت عن مسؤولياتها في الاتفاقات الواحدة تلو الأخرى".
بدوره قال لافروف إن على جميع المشاركين في خطة العمل في الاتفاق النووي تنفيذ تعهداتهم.
وأضاف لافروف "بعض الدول الأوروبية تحاول تقديم أفكار لا علاقة بها بخطة العمل المشتركة حول الاتفاق النووي، يجب على شركائنا الأوروبيين تنفيذ تعهداتهم في الاتفاق من خلال تنفيذ آلية نقل الأموال التي أعلنوها".
ورأى لافروف أن الاتفاق النووي أصبح هشّاً عندما تخلت عنه واشنطن "ونحن أكدنا تمسكنا بقرارات مجلس الأمن وروسيا أعلنت التزامات ستنفذها".
وفي الملف السوري نصح لافروف الدول التي تنتقد إطار أستانة "بعدم عرقلة عمل تشكيل اللجنة الدستورية".
لافروف اتهم الولايات المتحدة "بمحاولة تقسيم سوريا من خلال توطين الكرد في الأراضي التي تعيش فيها القبائل العربية".
وأكد لافروف "نحن مع أن يحصل الكرد على حقوقهم ولكن واشنطن تحاول تجزئة سوريا من خلال محاولة فصلهم يحاولون لعب الورقة الكردية كما يجري في المناطق التي تقع تحت سيطرة واشنطن في سوريا".
لافروف وقبيل بدء اجتماعه بظريف قال إن "السلوك الأميركي تجاه معاهدة الاتفاق النووي غير مقبول"، مشيراً إلى أن موسكو تقدر التزام طهران بالاتفاق.
من جانبه أعلن ظريف أنه يحمل رسالة مكتوبة من الرئيس حسن روحاني إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول قرار إيران بشأن الاتفاق النووي.
الكرملين قال من جهته "نحن الآن نرى عواقب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي"، مضيفاً أنه "من السابق لأوانه التحدث عن عقوبات على إيران فيما يتعلق بالاتفاق النووي".
فرنسا: إذا لم تلتزم ايران بتعهداتها في الاتفاق النووي فسنعود إلى نظام العقوبات
وفي أول رد أوروبي على الإعلان الإيراني، قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنه "إذا لم تلتزم إيران بتعهداتها في الاتفاق النووي فسنعود إلى نظام العقوبات".
أما وزيرة الدفاع الفرنسية فرأت أنه "ما من شيء أسوأ من خروج إيران من الاتفاق النووي والأوروبيون يريدون استمرار الاتفاق".
ورحب مجلس الدوما الروسي من جانبه بالموقف الإيراني "المستعد للحوار مع الأوروبيين" مشيرًا إلى أنه "على الأميركيين اظهار ذلك أيضًا".
وحمّل مجلس الدوما الموقف الاميركي مسؤولية تعليق ايران بعض تعهداتها في الاتفاق النووي، معتبرًا أن "الموقف الايراني ليس انسحابًا من الاتفاق النووي ولكن خطوة دبلوماسية".
وأكدت الخارجية الصينية من جانبها أنه "يجب تنفيذ الاتفاق النووي مع إيران بالكامل وكل الأطراف تتحمل مسؤولية هذا الأمر"، معتبرةً أن "إيران تنفذ التزاماتها النووية بالكامل في الوقت الراهن".
ودعت الخارجية الصينية "جميع الأطراف في الاتفاق النووي مع إيران إلى الوفاء بالتزاماتها".