المسلحون يحتجزون 900 من أهالي كفريا والفوعة
المسلحون يحتجزون آخر دفعة من الحافلات التي تقل أهالي كفريا والفوعة، ويعتدون عليهم ويهددونهم بتفجير مماثل لتفجير الراشدين، وانتهاء عملية إخلاء بلدتي الفوعة وكفريا من المحاصرين فيها منذ أكثر من 3 سنوات بعد صمود أمام مئات المعارك التي فشل من خلالها المسلحون من تنفيذ أي خرق في البلدتين.
قالت موفدة الميادين إن المفاوضات متواصلة لاستكمال تنفيذ باقي بنود اتفاق كفريا والفوعة، مضيفة أن المسلحون اعتدوا على الخارجين من أهالي كفريا والفوعة وهددوهم بتفجير مماثل لتفجير الراشدين، وأصيب تقريباً 40 شخصاً بينهم نساء وأطفال نتيجة اعتداء المسلحين على الخارجين من كفريا والفوعة.
واحتجز المسلحون ما بين 19 إلى 21 حافلة من الحافلات التي تقل أهالي كفريا والفوعة، وهي الدفعة الأخيرة، بعد أن صعدوا على متن الباصات وصادروا أغراضاً من أهالي البلدتين.
ويقدّر عدد المدنيين المحتجزين بـ900 مدني، كما طالب المسلحون بالافراج عن مسلحين آخرين بدلاً من الذين رفضوا التوجه إلى إدلب، حيث أن نحو 700 مسلح من أصل 1500 يشملهم الاتفاق رفضوا الذهاب إلى إدلب وفضلوا البقاء في مناطق الدولة.
وكانت عملية إخلاء بلدتي الفوعة وكفريا من المحاصرين فيها منذ أكثر من 3 سنوات قد انتهت بعد صمود أمام مئات المعارك التي فشل من خلالها المسلحون من تنفيذ أي خرق في البلدتين.
وبدأ خروج أهالي البلدتين مساء الأربعاء واستمر حتى صباح الخميس عبر دفعات بعد تجمعهم في منطقة الصواغية شرق الفوعة، حيث تعرضت حافلاتهم للاعتداء بالحجارة من قبل الجماعات المسلحة ما أدى إلى إصابة مدنيين وخسائر مادية بالحافلات.
وبعد إخلاء آخر قافلة من أهالي البلدتين، بدأ المسلحين بالدخول إليهما ما أدى إلى انفجار عبوات ناسفة مزروعة في محيطهما خلال عملية الحصار لمنع أي محاولة تسلل.
وكان المسلحون حاصروا بلدتي الفوعة وكفريا في 28 أذار/ مارس عام 2015 بعد سيطرة "جيش الفتح" على مدينة إدلب بالكامل، حيث استمرت المعارك في محيط البلدتين عدة أشهر متواصلة في محاولة للسيطرة عليهما.
وشهدت البلدتين أعنف المعارك بعد حصارهما في شهر تموز/ يوليو 2015 عبر تنفيذ هجمات انتحارية استخدم فيها أكثر من 15 عربة مفخخة، واستمرت هذه الهجمات بشكل شبه متواصل حتى أيلول/ سبتمبر من العام ذاته، فخسر المسلحون أكثر من 500 قتيل ومئات الجرحى.
وفي 20 أيلول/ سبتمبر 2015 تمّ الإعلان عن أول هدنة لوقف إطلاق النار شملت بلدتي الفوعة وكفريا في ريف ادلب الشمالي والزبداني ومضايا في ريف دمشق، إلا أن الجماعات المسلحة خرقتها أكثر من مرة وتسببت بارتقاء عشرات الشهداء والجرحى في البلدتين المحاصرتين جراء استهدافهما بالصواريخ والقذائف الثقيلة.
ودخلت أول قافلة مساعدات إنسانية إلى البلدتين عقب اتفاق الهدنة بتاريخ 28أيلول/ سبتمبر 2015، بالتوازي مع دخول قافلة مماثلة إلى الزبداني ومضايا وإخراج الحالات الإنسانية من البلدات الأربع، إلا أن الجماعات المسلحة سرقت حينها العديد من محتويات قافلة المساعدات خلال تفتيشها على نقاطهم دون أي تدخل من المنظات الإنسانية، في الوقت التي حصل فيها مسلحو الزبداني ومضايا على المساعدات كاملة في إطار التزام الحكومة السورية ببنود الاتفاق.
واُدخلت قافلتا مساعدات في شهري كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير من العام 2016 إلى البلدات الأربع، حيث تمّ خلال هذه الفترة بتاريخ 21 نيسان/ أبريل من العام نفسه بإخراج نحو 250 مدنياً من بلدتي الفوعة وكفريا إلى تركيا ونقلوا براً إلى لبنان ومن ثم إلى دمشق، مقابل إخراج عدد مماثل من مدينتي مضايا والزابداني.
أما في شهر آب/ أغسطس من العام نفسه تمّ إخراج 18حالة مرضية من بلدتي الفوعة وكفريا مقابل العدد نفسه من مضايا والزبداني.
وبعد 5 أشهر وفي 1كانون الثاني/ يناير 2017 قامت الجماعات المسلحة بخرق اتفاق وقف إطلاق النار، وشنّت هجوماً في محيط البلدتين عبر استخدام عربات مفخخة وانتحاريين لتضييق الخناق على الأهالي، وسيطر المسلحون على تل أم عانون في محيط بلدة الفوعة ليتم بعدها العودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي 28 أذار/ مارس 2017 تمّ التوصل لاتفاق باخلاء الفوعة وكفريا مقابل إخلاء مسلحي الزبداني ومضايا، حيث بدأت عملية إجلاء عدد من الجرحى في 12 نيسان/ أبريل، وبعدها بثلاثة أيام تمّ إخراج حوالى 75 حافلة و20 سيارة إسعاف من البلدتين تقلّ قرابة 5000 شخص من البلدتين باتجاه حلب، إلا أن الجماعات المسلحة فجرت حينها سيارة مفخخة بالقافلة عند وصولها إلى منطقة الراشدين، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 120شخصاً بينهم 68 طفلاً وعشرات الجرحى والمفقودين.
وبعد التفجير توقف تنفيذ أي اتفاق بخصوص البلدتين حتى شهر نيسان/ أبريل من العام الجاري بعد الوصول إلى اتفاق جديد يقضي بخروج 1200 شخص من بلدتي الفوعة وكفريا مع 42 مدنياً من مختطفي بلدة اشتبرق بريف جسر الشغور، مقابل اخراج مسلحي مخيم اليرموك وبلدة يلدا جنوب دمشق.
ورفض حينها أهالي البلدتين المحاصرتين الخروج ضمن هذا الاتفاق على دفعات تحسباً لأي تصرف مشابه لما حدث في منطقة الراشدين، وتمّ الاشتراط حينها أن يشمل الاتفاق كامل أهالي البلدتين بضمانات دولية لأمنهم، حيث تمّ خلالها إعادة الحافلات فارغة وانتهى الأمر بإخراج مسلحي اليرموك وتحرير مختطفي اشتبرق.
وقدمت بلدتا الفوعة وكفريا منذ بدء الحرب على سوريا أكثر من 3500 شهيد ومئات الجرحى، حيث تعرضت لمئات الهجمات والقصف بآلاف القذائف أدت إلى دمار كبير في البنية التحتية للبلدتين وصعوبة الوصول إلى الأراضي الزراعية لملاصقتها مناطق انتشار المسلحين.