باسيل من عرسال: لا عودة عن عودة النازحين السوريين ونريدها أن تكون آمنة وكريمة
وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل يزور بلدة عرسال الحدودية مع سوريا، ويؤكد تسجيل 3000 نازح للعودة إلى سوريا، ويعتبر أن الهدف من الزيارة وجود "نزاعاً بين لبنان الذي يريد عودة مرحلية وآمنة والمجتمع الدولي الذي يريد منع العودة المبكرة للنازحين".
أكّد وزير الخارجية والمغتربين اللبناني جبران باسيل أنه "لا الرئيس سعد الحريري ولا أي لبناني يريد بقاء النازحين في لبنان، كما أن لا أحد يريد أي إشكال مع المفوضية العليا للاجئين، لكن حان الوقت لنقول كفى".
وأشار إلى أنّ "هناك من يريد لأزمة النازحين أن تطول مقابل من يريد لها أن تقصر"، مشيراً إلى "استمرار الخلاف بين لبنان والمجتمع الدولي بشأن العودة الطوعية للنازحين السوريين".
باسيل أضاف "لا نقول بعودة فورية وقسرية بل مرحلية وآمنة لكن المشكلة انهم (المفوضية) لا يسمحون لنا حتى بإتمام المرحلة الأولى"، مشدداً "نريد مساعدة الأمم المتحدة لإنجاز العودة وتقديم مساعدات للعائدين إلى ديارهم في سوريا".
وتابع: "عظمة الشعب اللبناني أن أبناء الجنوب نصبوا الخيم قرب منازلهم المهدمة بعد عدوان تموز / يوليو 2006 تمهيداً لإعادة البناء ويمكن للشعب السوري أن يقوم بالشيء نفسه".
وإذ شدد على ضرورة عودة النازحين السوريين إلى ديارهم أكد باسيل "بالنسبة لنا لا عودة عن العودة ونريدها أن تكون آمنة وكريمة ولا نقبل بعودة النازحين إذا لم تكن آمنة أو أن يحصل شيء لأحدهم لا سمح الله، مكرراً تأكيده "سنبقى نعمل وأنا راسلت وزير خارجية سوريا بموضوع حقوقكم بالملكية والتجنيد الإلزامي فأكد لي بكتابه أنهم مع العودة الآمنة والكريمة والمصالحة".
كلام وزير الخارجية اللبناني جاء بعد الاجتماع الذي عقد في بلدية بلدة عرسال في البقاع اللبناني مع رئيس البلدية والمخاتير وأعضاء المجلس البلدي، كذلك بعد لقاء باسيل مع وفد من لجان المصالحة وعدد من النازحين المسجلين للعودة في حضور النائب بكر الحجيري.
أما رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري فأكّد بدوره، أن "عودة النازحين إلى ديارهم نابع من إرادتهم ونحترم رغبتهم وهم يشعرون أن الوضع في سوريا أصبح آمناً".
ويذكر أنه تمّ تسجل 3000 نازح للعودة إلى سوريا، وتحديداً إلى منطقة القلمون.
موقف وزير الخارجية اللبناني يأتي بعد أيام على اصداره تعليمات لوزارته لإيقاف طلبات الإقامات المقدمة من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان.
إعلان باسيل استدعى رداً من قبل المفوضية العليا للاجئين التي أكدت في تصريح لمراسل الميادين في جنيف الثلاثاء على أهمية العمل مع لبنان لايجاد الحلول، آملة إعادة النظر سريعاً بقرار وزير الخارجية اللبناني.
وأشارت المفوضية إلى أنها "تشعر بقلق شديد إزاء إعلان وزير خارجية لبنان جبران باسيل تجميد إصدار تصاريح الإقامة لموظفي المفوضية لتأثيره على قدرة المفوضية القيام بمهامها".ويتوجه باسيل إلى جنيف الخميس لبحث الازمة مع مفوضية اللاجئين في ظل تمسك لبنان بالعودة الطوعية والامنة للنازحين السوريين على الرغم من عدم تشجيع المفوضية لذلك.
غراندي: ظروف العودة ليس متوفّرة حالياً
بدورها أكدت المفوضية العليا للاجئين أن الحل بالنسبة للاجئين السوريين في لبنان هو العودة إلى بلدهم أو إعادة توطين بعضهم في دول أخرى.
المدير العام للمفوضية فيليبو غراندي قال في مؤتمر صحفي في جنيف إن لبنان لا يمكن أن يتحمّل هذا العدد الكبير من اللاجئين، لكنّه طلب من اللبنانيين التحلّي بالصبر ريثما تسنح ظروف العودة، رافضاً الحديث عن التوطين.
ومما جاء في كلام غرادي "نحن واعون جداً للحمل الثقيل وغير العادل الذي يتحمّله لبنان من خلال استقباله مئات آلاف اللاجئين السوريين، فضلاً عن أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين الموجودين منذ زمن هناك. هذا الأمر يضغط بشدة ليس فقط على البنية التحتية، إنما الأهم على استقرار بلد نعرف جميعاً انه يقوم على توازن هش بين مكوّناته. نقول للبنانيين للأسف لا يستطيع هؤلاء اللاجئين العودة إلى بلدهم حالياً، وبعكس التصريحات الأخيرة فإننا نؤكد اننا لا نضع أية عقبة أمام من أراد العودة تلقائياً، بل على العكس نحن نساعدهم ونتواصل دائماً مع السلطات السورية من أجل تسهيل عودتهم".
وتابع "نقوم بين الحين والآخر بتحقيقات مع اللاجئين السوريين، وتظهر النتائج أن الأكثرية المطلقة من هؤلاء يريدون العودة إلى بلدهم، ولا يريدون البقاء أو الاستيطان. ومن جهتنا قلنا مرات عدة إن الحلّ بالنسبة للّاجئين السوريين هو بالعودة إلى بلدهم أو التوطين في بلد آخر غير لبنان".