هل تُثمر اتصالات ثلاثي سوتشي خارطة جديدة لخفض التصعيد في سوريا
وزير الخارجية الكازاخي يقول إنّ وزراء خارجية تركيا وإيران وروسيا سيحددون خلال اجتماع لهم منتصف الشهر الجاري موعد الجولة التاسعة من مباحثات أستانا، واتصالان هاتفيان يجريهما أردوغان مع روحاني وبوتين للبحث في الملف السوري وتحديداً الوضع بالغوطة الشرقية.
أَعلن وزير الخارجية الكازاخي خيرت عبد الرحمنوف أنّ الدول الضامنة للتسوية في سوريا قد تُحدد موعداً لعقد الجولة التاسعة من مباحثات أستانا في الاجتماع المرتقب لوزراء خارجيتها منتصف هذا الشهر، مضيفاً في تصريح له أن وزراء خارجية تركيا وإيران وروسيا سيعتمدون في لقائهم المقبل في 16 من الشهر الجاري، بياناً مشتركاً يعكس التوجهات الأساسية لتقدم عملية أستانا بشأن التسوية في سوريا.
وقال عبد الرحمنوف إن الجولة التاسعة من المحادثات حول سوريا في أستانا، قد تكون "بعد هذا الاجتماع، والاتفاق على التاريخ سيتم تحديده لاحقاً".
وكانت الجولة السادسة من محادثات أستانا حول سوريا، قد أثمرت اتفاقاً بين روسيا وتركيا وإيران، على إنشاء منطقة رابعة لخفض التصعيد تُقام في محافظة إدلب، كجزءٍ من خطة تقودها موسكو لحلحلة النزاع المستمر منذ 6 سنوات، إضافة إلى ثلاث مناطق شمال مدينة حمص في ضواحي دمشق، وفي منطقة الغوطة الشرقية، وعلى الحدود السورية مع الأردن في محافظة درعا.
يذكر أن أستانا تعد منصة للمحادثات حول تسوية الأزمة السورية، ومنذ شهر كانون الثاني/يناير من العام اتلماضي عُقدت 6 جولات، وكانت النتيجة الرئيسية للمفاوضات الاتفاق على تأليف فريق عمل مشترك لمراقبة وقف القتال في سوريا، وتوقيع الدول الضامنة الثلاث على مذكرة تفاهم بشأن إنشاء مناطق خفض التصعيد.
أردوغان وروحاني يبحثان الوضع بالغوطة الشرقية ودمشق وكفريا والفوعة
على صعيد متصل، قال مصدر في مكتب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن الأخير ونظيره الإيراني حسن روحاني اتفقا في اتصال هاتفي اليوم الأربعاء على "الإسراع في تنفيذ وقف إطلاق النار بمنطقة الغوطة الشرقية في سوريا".
وأضاف المصدر أن الرئيسين أكّدا أهمية أن "تبذل تركيا وروسيا وإيران جهوداً مشتركة لتنفيذ وقف إطلاق النار".
وبحسب بيان صادر عن الرئاسة الإيرانية فإنّ روحاني أكّد لإردوغان أنه يقع على عاتق أنقرة وطهران "مسؤولية كبيرة لإنقاذ الشعب السوري".
وأضاف البيان أن الرئيس الإيراني طالب تركيا باستخدام تأثيرها لإنهاء الحصار المفروض على النساء والأطفال في كفريا والفوعة من قبل الإرهابيين، ومنعهم من قصف العاصمة السورية دمشق بقذائف الهاون من الغوطة الشرقية.
وأوضح روحاني لإردوغان أنّه "من الصعب جداً أن تقبل أي حكومة بقصف عاصمتها من قبل الإرهابيين".
وأشار الرئيس الإيراني إلى أنه متى ما توقف الإرهابيون عن قصف العاصمة السورية، حينها يمكن توجيه طلب لباقي الأطراف أن توقف هجماتها على الغوطة، وشدد أنه ينبغي على "الجميع" السعي من أجل منع "حدوث كارثة إنسانية" في الغوطة الشرقية.
وأعرب روحاني عن استعداد الجمهورية الإسلامية لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة لوقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية وإرسال المساعدات الإنسانية إلى هناك.
من جهته، قال الرئيس التركي لروحاني " ينبغي علينا كبلدين إسلاميين كبيرين في المنطقة بذل قصارى جهدنا ونتكاتف، من أجل إنهاء هذه التراجيديا في الغوطة الشرقية".
واعتبر أنه من الضروري وقف هجمات الإرهابيين من الغوطة الشرقية باتجاه سكان العاصمة السورية.
ونوه إلى أنه إذا تم الوصول إلى وقف إطلاق النار في الغوطة من خلال الاتصالات والمباحثات، فإنّه يمكن اتخاذ خطوات مشتركة ناجحة قريباً.
الوضع في عفرين والغوطة محور اتصال بوتين- أردوغان
وكان إردوغان قد أجرى أيضاً اتصالاً هاتفياً مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء لبحث التطورات الحالية في الغوطة.
وبحسب بيان صادر عن الكرملين فإن الرئيسين الروسي والتركي "ناقشا الوضع في منطقة الغوطة الشرقية بسوريا"، وأضاف أن أردوغان أطلع بوتين أيضاً على العملية التي تقوم بها تركيا في عفرين بسوريا، كما ناقشا المشروعات الاستراتيجية المشتركة في قطاع الطاقة.
وأمس الثلاثاء قال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية إنّ قمة ثلاثية تركية إيرانية روسية ستعقد في نيسان/ إبريل المقبل لبحث الوضع في سوريا والخطوات المحتملة في المنطقة.