قرية سعوة في النقب.. الضحية الجديدة لسياسة الهدم والسرقة الإسرائيلية
عشرات الآالاف من البيوت الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة عام 1948 مهددة بالهدم. الفلسطينيون يؤكدون أن الغاية من السياسة الإسرائيلية العدوانية هي السيطرة على ما تبقى لديهم من أراض وتضييق الخناق عليهم.
يقول طفل من عائلة الخواطرة في القرية "هدموا بيتنا وبيت عمي وبيت عمي الثاني وبيت آخر".. قد لا يبقى ركام منزل هذا الطفل جاثماً فوق الأرض طويلاً ليشهد على المأساة، لكنه سينغرس في ذاكرته وذاكرة أمثاله مدى العمر. فمنذ قيامها عام النكبة، تسعى إسرائيل إلى مصادرة وتفريغ الأراضي من العرب، حتى بات الفلسطينيون داخل أراضي 48 لا يملكون اليوم سوى اثنين ونصف في المئة فقط من مجمل الأراضي، ومنازلهم تهدم بحجة البناء غير المرخص. يتحدث إسماعيل الخواطرة، عن حجم المأساة حيث "الأولاد أصبحوا في العراء في هذا الطقس البارد والمطر" مضيفاً "الشخص منا يبني بيتاً صغيراً يلم فيه أهله واولاده وحتى لو أردت أن تبني بيتاً جديداً سيهدموه". بدوره يرى إبراهيم الذي هدم الاحتلال بيته أيضاً أن "هدفهم جعل الأرض بلا ناس
وهذا لن يحصل لأننا ثابتون هنا وهذه أرضنا وليست أرضهم". منذ مطلع العام الجاري هدمت السلطات الإسرائيلية نحو 25 منزلاً في قرية سعوة وحدها عدا عمليات الهدم وتجريف الأراضي في مناطق أخرى من النقب، هذه السياسة تنطبق أيضاً على باقي المدن والبلدات العربية، فبحسب بعض التقديرات يصل عدد الوحدات السكنية العربية المهددة بالهدم إلى ثلاثين ألف وحدة. سياسة الخنق والضغط والملاحقة لن تحقق هدفها بتهجير الفلسطينيين، فالعراقيب هذه القرية التي هدمت ما يزيد عن ثمانين مرة وشيدها أهلها من جديد هي المثال الحي لصمود الفلسطيني وبقائه في أرضه.