كاسترو صديق فلسطين الحريص على وحدة العرب
بوفاة الزعيم الكوبي فيديل كاسترو تخسر فلسطين مدافعاً عنها وتخسر الدول العربيّة صديقاً لها.
-
-
المصدر: الميادين نت
- 26 تشرين ثاني 2016
عام 1973 قطعت كوبا علاقاتها الدبلوماسية مع الكيان الإسرائيلي
نعت حركة فتح الفلسطينية الزعيم الكوبي
الراحل فيدل كاسترو، واصفة إيّاه بالزعيم العالمي والصديق الكبير لشعب فلسطين.
وجاء في بيان الحركة "الزعيم كاسترو ضرب
نموذجاً إنسانياً قلّ مثيله بالتضحية والحكمة والبصيرة والإبداع النضالي من أجل
الانتصار لقضية الحرّية والاستقلال لوطنه وللشعوب المظلومة، على رأسها شعبنا
الفلسطيني الذي يكنّ له الاحترام والتقدير والمحبّة باعتباره نموذجاً تفتخر حركتنا
وشعبنا أنّه كان من المناصرين الأوفياء لقضيّتنا ولثورة شعبنا وحقه في الحرية
والاستقلال".
وعُرف كاسترو بمواقفه المناصرة لقضيّة فلسطين
والمدافعة عن شعبها.
وقد وقّع كاسترو عام 2014 بياناً دوليّاً
للدفاع عن فلسطين، يطالب إسرائيل باحترام قرارات الأمم المتّحدة والانسحاب من
الضفة الغربية والقدس الشرقية. كما أعرب الزعيم الكوبي مراراً عن دعمه لطلب فلسطين
بأن تصبح عضواً في الأمم المتّحدة.
وبدأت كوبا بمناصرة القضية الفلسطينية تدريجيّاً
بعدما استلم كاسترو الحكم. وتفرّدت كوبا من بين دول أميركا اللاتينية بشجب العدوان
الإسرائيلي صبيحة الخامس من حزيران/
يونيو 1967 كما طالبت بانسحاب إسرائيل الشامل من الأراضي الفلسطينية المحتلّة ومن
الجولان السوري المحتلّ.
وبتاريخ 27 تمّوز/ يوليو 1970،
دُعيت منظّمة التحرير الفلسطينية لأوّل مرة لحضور احتفالات أعياد الثورة الكوبية.
وعام 1972 صادرت السلطات الكوبية المركز
الثقافي الإسرائيلي في هافانا وكانت تبث منه الدعاية الصهيونية. وظلّت البعثة
الإسرائيلية الدبلوماسية بعد ذلك التاريخ موكلة إلى دبلوماسية برتبة سكريتير أوّل
إلى أنّ أعلن كاسترو بتاريخ 9 أيلول/
سبتمبر 1973 في مؤتمر القمة الرابع لدول عدم الانحياز المنعقد في الجزائر قطع
العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل. وبهذا كانت كوبا أوّل دولة في القارة الأميركية
تقطع علاقاتها الدبلوماسية بالكيان الصهيوني.
علاقات مميزة مع قادة عرب
حضر كاسترو الاحتفال بذكرى ميلاده الـ90 مرتدياً بذلة المنتخب الجزائري لكرة القدم
وكان للزعيم الكوبي علاقات جيّدة مع أكثر من رئيس عربي، كجمال عبدالناصر وحافظ الأسد ومعمّر القذافي وصدّام حسين وياسر عرفات، إلا أنّ علاقته مع الجزائر ورئيسها عبدالعزيز بوتفليقة كانت مميّزة.
وفي الحفل الذي أقيم احتفالاً بميلاد كاسترو الـ 90، ظهر الزعيم الكوبي ببذلة المنتخب الجزائري الرياضية.
سوريا ومصر
أخبار تشي غيفارا عبدالناصر أنّه وكاسترو رفعا صورة عبدالناصر عندما سمعا بإعلان تأميم قناة السويس
أما عن سوريا، فقد قال كاسترو بعد وفاة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد "إننا نقف مع نضال سوريا العادل، ونؤيّد كل التأييد الرئيس الأسد في تصدّيه للإمبريالية العالمية". وقال أيضاً "سوريا بقيادة الرئيس حافظ الأسد، قلعة ثورية للتحرّر والتقدّم". وقد زار الزعيم الكوبي سوريا مرّة واحدة عام 2001.
ويروي الكاتب المصري محمد حسنين هيكل في كتاب "عبدالناصر والعالم" أنّ ثورة تمّوز/ يوليو 1952 وجمال عبدالناصر كان لهما تأثير مباشر على فيدل كاسترو ورفاقه عندما دخلوا العاصمة الكوبية هافانا عام 1958.
وخلال زيارة لتشي غيفارا إلى القاهرة في حزيران/ يونيو 1959، نقل الأخير لعبدالناصر أنّه وكاسترو رفعا صورة عبدالناصر عندما سمعا بإعلان تأميم قناة السويس.
ليبيا والعراق
دعا كاسترو صدام حسين للانسحاب من الكويت مشيراً إلى أنّ الولايات المتحدة ستضرب العراق بشدّة
واتّخذ كاسترو موقفاً سلبيّاً واضحاً مما قام به حلف شمال الأطلسي عند إسقاط معمّر القذّافي، واصفاً الحلف بأنّه أصبح "آلة القمع الأكثر خداعاً في تاريخ الإنسانية".
وبالرّغم من أنّ العلاقة بين كاسترو وصدّام حسين كانت ودّية في البداية، إلا أنّ الزعيم الكوبيّ لم يساند الرئيس العراقي المخلوع في قراره غزو الكويت، ودعاه للانسحاب قبل أن تستغلّ الولايات المتّحدة الأميركية الوضع و"تضرب العراق بشدّة".
وقد ورد في رسالة عن هذا الموضوع وجّهها كاسترو لصدام حسين "لو كانت هناك أسباب مبرّرة ومنطقية، لكنت آخر من يطلب منك تفادي هذه التضحية، وإنّ التجاوب مع ما تطلبه منك الغالبيّة العظمى من الدول الأعضاء في الأمم المتّحدة، لا ينبغي أن تراه وكأنّه نوع من الإذلال وفقدان الشرف".
وكان للزعيم الكوبي مواقف عدّة تصب في الدعوة للحفاظ على وحدة العرب ورفض تقسيم البلدان العربية.