منزل غيفارا يخلد المسيرة التحررية لصاحبه

على الرغم من مرور عشرات السنين على رحيل الثائر العالمي ارنستو تشي غيفارا، فإن منزلـه الواقع في قرية مونتي كارلو الأرجنتينية ما يزال رمزاً لتخليد المسيرة التحررية للكوماندانتي.

تشهد بقايا المنزل على طفولة تشي
الأرجنتين تخلد مسيرة الثائر تشي غيفارا عبر تحويل بيته إلى متحف وطني. أنقاض بيت تشي تتحول إلى مقصد يومي لمحبيه وللزوار. رفاق النضال يستذكرون تشي كرمز عالمي لمقاومة الاستبداد. ويقول ديوجينيس دي أوليفيرا، مناضل برازيلي عايش غيفارا، إن "الرجل الذي يهجر كل مراكز السلطة ويقدم نفسه للموت وحيداً في جبال بوليفيا دفاعاً عن المضطهدين، هو شهيد يعيش في قلوبنا وفي ذاكرتنا الثورية بل يمثل الصورة الحية والخالدة في حياتنا اليومية". ويتابع "أنا أؤكد ومن دون أي تملق أن تشي لو كان حياً الآن، لحمل بندقيتـه جنباً إلى جنب مع المناضلين في قطاع غزة والضفة الغربية، هذا هو خيار القائد العالمي الذي حمل المناقبية  والشجاعة طوال فترة حياته". كيفما وليت وجهك، ترافقك قصة تشي غيفارا على مدى الطريق المؤدية إلى قريته "مونتي كارلو" شرق الارجنتين. وصلنا إلى عاصمة الثورة حيث كان في الاستقبال دي أوليفيرا. لم تشكل الطريق الوعرة هاجساً للعجوز الذي أفاض في الحديث عن رفيق النضال، قبل أنْ يقطع الصمت وصولـنا إلى المنزل الذي آوى عائلة  تشي. وتشهد بقايا هذا المنزل على طفولة تشي، أو إينستور تشي غيفارا لا سرنا، ومنه أطلق الكوماندانتي مسيرتـه الثورية التي عبرت حدود الوطن وأسست لأكبر ثورة تحرر عرفتها أميركا اللاتينية. ويتقاسم النهر حكاية الثورة، فمنه انطلقت العائلة إلى مدينة كوردوبا بعد إصابة الطفل تشي بمرض الربو ما استدعى البحث عن مكان يقيه من رطوبة وادي مونتي كارلو. مسيرة النضال الطويلة للقائد اللاتيني لم تـتعبْ مناصريه الذين يروْن في حركات المقاومة الممتدة على طول خريطة العالم استكمالاً لنهج الكومنداتتي. ويسخر ديوجينس من محاولة النظام السابق محو سيرة تشي غيفارا. فمنزلـه تحول إلى مزار يومي، مزار لم يختصرْ حكاية الكومنداتتي الذي استوطن الذاكرة اللاتينية فباتت كل المساحات بيوتاً له.  

اخترنا لك