المشاركة الروسية العسكرية في سوريا تفرض على أميركا تغيير معادلاتها
حملة السوخوي الروسية فرضت على أميركا مراجعة شاملة تبدأ من إصلاح شامل لبرنامج دعمها المعارضة المعتدلة ولا تنتهي في بصماتها لدى حلفائها من إسرائيل إلى السعودية وتركيا...
السوخوي الروسية تفضح الآداء الأميركي الضعيف في مكافحة الارهاب
منذ انطلاق المشاركة الروسية في الحرب السورية قبل نحو أربعة أسابيع بدأت ما
يمكن تسميتها ب"المراجعة" الأميركية التي يذهب البعض إلى حسبها "تخبطاً"
مراجعة تنسحب على مواقف أميركا في السياسة وفي الميدان وعلى حلفائها في المنطقة من
إسرائيل إلى السعودية وتركيا. فواشنطن تمعن في تغطية الجرائم الإسرائيلية إزاء الانتفاضة
الفلسطينية الجديدة، تطلق يد السعودية في اليمن، وجنيف الموعود طار جراء الرفض السعودي،
وتركيا لا أحد يسائلها في حربها ضد الأكراد.
بعد عاصفة السوخوي صعقت أميركا
بعاصفة القمة الروسية السورية سريعاً، تنادت إلى الاجتماع بحلفائها في فيينا، حيث انضم
فيما بعد سيرغي لافروف... ما يحصل في سوريا "حرب استنزاف" على ما يصفها باراك
أوباما، بحث الرجل على الأرض السورية، فلم يجد له حليفاً إلا الارهاب أو ما تسمي بعضه
واشنطن "المعارضة المعتدلة"، ووزير الدفاع الاميركي يعلن صراحة السعي إلى
القضاء على الجيش السوري، وهذا ليس بمستغرب طالما أن كل أعداء هذا الجيش على الأرض
السورية هم حلفاء أميركا، وعليه وكي لا تخسر واشنطن موقعها أو ما تبقى منه في سوريا
ستبذل كل الجهود اللازمة لمنع الجيش السوري وحلفائه من تحقيق أي انتصار. ومن المفيد
التذكير هنا بأنه بعد أربعة أيام من انطلاق عاصفة السوخوي أعلنت أميركا أنها تدرس تقديم
دعم لآلاف مقاتلي المعارضة السورية في اطار إصلاح شامل لدعمها عقب النكسات التي قضت
تقريباً على برنامج التدريب والتجهيز الذي رعته لفصائل هذه المعارضة.
وفي هذا السياق تحدث كارتر عما
سماه "تسليح السنة والأكراد" بعيداً من الحكومة العراقية المركزية، من دون
إغفال التحذير الأميركي للحكومة العراقية من طلب أي مساعدة روسية، لمحاربة داعش، حتى
أن قوى عراقية تتهم القوات الأميركية بأنها نفذت عملية الانزال الأخيرة في الحويجة،
بالاتفاق الكامل مع داعش، في محاولة لاعادة الاعتبار لأميركا التي فضحت المشاركة الروسية
أداءها الضعيف في مكافحة الارهاب.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
سياسية الخصوصية