استشهاد الوزير الفلسطيني زياد أبو عين في مواجهات مع الإحتلال في رام الله
استشهاد وزير شؤون الاستيطان الفلسطيني زياد ابو عين جراء تعرضه للاعتداء بالضرب من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي خلال تظاهرة ضد الاستيطان، والرئيس الفلسطيني يصف جريمة القتل بالبربرية ويتوعد الاحتلال بالمحاكمة.
من هو الشهيد زياد أبو عين؟
اعتقل ابو عين في العام 1977 أثناء ترؤسه اتحاد شباب فلسطين داخل فلسطين ، وفي العام 79 أعيد اعتقاله في الولايات المتحدة الأميركية بعد مطاردة ساخنة من قبل الموساد والمخابرات الأميركية بتهمة القيام بعمليات مسلحة أدّت الى قتل وجرح العشرات من الاسرائيليين، حيث تم اعتقاله في سجن شيكاغو لمدة ثلاثة اعوام وذلك حتى يتم تسليمه لسلطات ألاحتلال الإسرائيلي.
تحولت قضيته إلى قضية عالمية حركت الضمير العالمي واشعلت المظاهرات في شتى عواصم العالم ، مما أدى إلى عقد عدة اجتماعات من هيئة الأمم المتحدة ولجان حقوق الانسان والجامعة العربية، وصدرت عدة قرارات دعت الولايات المتحدة الأميركية إلى عدم تسليمه للإحتلال ، حيث استدعي السفير الأميركي في عدد من دول العالم وذلك للضغط على بلادهم من أجل عدم تسليمه.
وخلال ذلك خاض ابو عين مجموعه من الإضرابات عن الطعام ، حيث رفضت السلطات الأميركية السماح لطبيب من الصليب الأحمر الأميركي زيارته ، فصمم أبو عين على مواصلة الإضراب المفتوح على الطعام مطالبا بحضور طبيب من الهلال الاحمر الفلسطيني من بيروت ، وهذا ما كان تحت ضغوط الإضراب عن الطعام والخوف على حياته بعدما تحولت قضيته الى قضية راي عام دولي، حيث أحُضر طبيب بناء على طلب الولايات المتحدة من مستشفى عكا ببيروت أرسله الرئيس الشهيد أبو عمار خصيصا لمعاينة أبو عين .
إلاّ أن الولايات المتحدة عمدت إلى تسليم ابو عين الى اسرائيل حيث اقتيد وسط حراسات مشددة للتحقيق ، واعتبر أول فلسطيني في التاريخ يسلّم لإسرائيل ، تلك التي حكمته بالسجن المؤبد وذلك من دون أي اعترافات وذلك تبعاً لما كان يسمى قانون تامير ، حيث تطوّع عدد كبير من المحاميين الدوليين والعرب والفلسطينيين للدفاع عنه ، وراس الفريق رمزي كلارك وزير العدل الأميركي السابق . وفي عملية تبادل الاسرى في العام 83 لحركة فتح ، كان ابو عين على رأس اسماء المحررين.
ولكن وخلال عملية التحرير تم اختطافه من مطار اللد حيث كان يشرع بترحيله الى القاهرة ومن ثم للجزائر مع عشرات الاسرى ، فأختطف على يد المخابرات الاسرائيلية اثناء عملية التبادل ، مما أوجد أزمة كبيرة بين منظمة التحرير الفلسطينية والإحتلال الاسرائيلي والصليب الاحمر الدولي ، بحيث حضر رئيس الصليب الأحمر الدولي للقاء اسحق شامير انذلك للمطالبة بالإفراج الفوري عن ابو عين والتوجه معه إلى جنيف ، فكان رد شامير " ليس هناك اخلاق بيننا وبين المخربين ونحن قمنا بتبديل زياد بسجين اخر " مما حدى بالصليب الاحمر إلى التوجه إلى جنيف واستصدار قرار من مجلس حقوق الانسان باجماع دولي شامل ما عدا امريكا واسرائيل لإلزام قوات الاحتلال الافراج الفوري عن ابو عين ، حيث تعطلت صفقة تبادل الأسرى – أحمد جبريل – لمدة عام ونصف بسبب تصميم جبريل على الإفراج عن أبو عين .
وفي العام 85، كان أبو عين من ضمن ال 36 إسماً من المرفوض تحريرهم ، إلا أن صفقة عقدت مع المبعوث النمساوي نصّت على أن يتم اختيار 18 أسيراً منهم من قبل القيادة العامة ، حيث كان زياد ابو عين من أولهم ، حينها صمّم الشهيد على الخروج من الأسر الى داخل الارض المحتلة رغم تحذيرات القيادة له للخروج للخارج نتيجة التهديدات المستمرة على حياته ، الا انه صمم على البقاء في الداخل.
وخلال شهرين من إعادة الإفراج عنه ، أعيد اعتقاله إداريا ضمن سياسة القبضة الحديدية بأمر شخصي من اسحق رابين ، وأعيد اعتقاله كذلك عدة مرات خلال الإنتفاضات المتلاحقة .
للوزير أبو عين أربعة ابناء ، ثلاث ذكور وبنت وهو من مواليد 1959 .