هل يمكن لأردوغان أن ينزل عن حصان التصعيد الذي افتعله مع مصر؟
وزير الخارجية التركي يقول إن بلاده مستعدة لتحسين العلاقات مع مصر فور إقدام القاهرة على "خطوات من أجل الديمقراطية"، والموقف التركي يأتي بعد زيارة أمير قطر للعاصمة التركية غداة نجاح الوساطة السعودية في دفع قطر لتلبية شروط المصالحة مع مصر.
تصريحات وزير الخارجية التركي
بإتجاه مصر برأي ديبلوماسيين ومراقبين، تعكس تغييراً في الخطاب التركي تجاه مصر. فمن
وصف ثورة يونيو بالانقلاب وبأنها قتلت أعداداً كبيرة إلى الاستعداد لتحسين العلاقات. فهل هذا هو ما تريده
القاهرة؟
مصدر دبلوماسي مطلع في القاهرة
قال لصحيفة الشروق إن "العلاقات بين مصر وتركيا لم تتغير، لأن أنقرة لم تقدم على
أي خطوة سوى إيوائها عناصر الإخوان المطلوبين فى مصر على ذمة قضايا إرهاب وعنف".
واشترط المصدر وقف الحملات الإعلامية
التي تشن من أنقرة، قبل أي اتصالات بين البلدين.
وقال خبراء في العلاقات الإقليمية
إن تصريحات أوغلو، تعبر عن مرونة فرضتها رغبة قطرية بالتوجه إيجابياً نحو مصر، إضافة
إلى إحساس أنقرة بالحصار السياسي شرقاً وغرباً. لكن أنقرة في تصريحات خارجيتها التي
تحمل شروطاً تحتاط لمتطلبات حلفها الراسخ مع إخوان مصر، بهذا المعنى لن تمحو المرونة
اللفية المشروطة للوزير أوغلو الورم السياسي الذي تسببت به استراتيجية رئيسه رجب طيب
أردوغان تجاه مصر.
وجددت الصحافة المصرية وصف أردوغان
بالديكتاتور الذي ينكل بشعبه، كتاب آخرون وصفوه بالمتناقض.
وفي السياق نفسه يقدّم ديبلوماسيون
مصريون تفسيراً للإشارات التركية تجاه مصر تفيد بأن حكم أردوغان مرتبك ومنقسم حيال
القطيعة مع مصر، وإذا كان الرئيس التركي لا
يمكنه النزول عن حصان التصعيد الذي افتعله، فإن في حكومته أصواتاً تسعى لتنفيس
الاحتقان مع القاهرة لحاجة تركية ملحة لتفادي الضغوط الخليجية والأوروبية على حد سواء.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
سياسية الخصوصية