قبيل الانسحاب من أفغانستان.. جنرال أميركي كبير يحذر من حرب أهلية
مسؤولون أميركيون يقولون إن الجيش الأميركي على بعد أيام من اتمام انسحابه مستبقاً بفترة كبيرة تاريخ الموعد في أيلول/ سبتمبر المقبل، وقائد القوات الأميركية في أفغانستان يحذّر من حرب أهلية بعد الانسحاب.
حذّر قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال أوستن سكوت ميلر من خطر وقوع حرب أهلية مع تدهور الوضع الأمني في البلاد، وذلك قبل أسابيع من إتمام عملية الانسحاب الأميركي.
وقال ميلر في تصريحات من كابول إن "المكاسب الأخيرة التي حققتها حركة طالبان مقلقة للغاية حتى وإن لم تكن غير متوقعة".
وأضاف أن "الوضع الأمني ليس جيداً في الوقت الحالي، والحرب الأهلية هي بالتأكيد مسار يمكن تخيّله إذا استمر المسار على ما هو عليه حالياً"، مشيراً إلى أن ذلك "يجب أن يكون مصدر قلق للعالم".
وأوضح أن هناك أسباباً متعددة لانهيار هذه المناطق، بما في ذلك إجهاد القوات، والاستسلام والهزيمة النفسية والهزيمة العسكرية".
ورأى أوستن أنه "من أجل المضي قدماً، يجب أن تركز قوات الدفاع الأفغانية على تعزيز قوتها وإنشاء مناطق استراتيجية وحمايتها"، معتبراً أن "خسارة مناطق أمام طالبان تسمح لهم بقطع روابط النقل والاتصالات يهدد عواصم المقاطعات".
قائد القوات الأميركية في أفغانستان أكد أن قوات "الناتو" تمتلك في الوقت الحالي الأسلحة والقدرة على مساعدة قوات الدفاع والأمن الوطنية الأفغانية.
كلام المسؤول العسكري الأميركي يأتي في الوقت الذي صرّح فيه مسؤولون أميركيون لوكالة "رويتر" أن الجيش الأميركي على بعد أيام على ما يبدو من اتمام انسحابه من أفغانستان، مستبقاً بفترة كبيرة تاريخ 11 أيلول/سبتمبر المقبل، الذي حدّده الرئيس جو بايدن موعداً نهائياً لإتمام سحب القوات، وإنهاء أطول الحروب التي خاضعتها الولايات المتحدة.
انسحاب القوات الأميركية والعتاد من أفغانستان، لن يشمل قوات ستظل لحماية الدبلوماسيين بالسفارة الأميركية والمساعدة على الأرجح في تأمين مطار كابول، وفق المسؤولين الأميركيين، حيث ستبقى قوة تتألف من نحو 650 عسكرياً.
الرئيس الأميركي أكد قبل يومين خلال لقائه نظيره الأفغاني أشرف غني ورئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية عبد الله عبد الله استمرار دعمه لأفغانستان رغم انسحاب القوات الأميركية من البلاد.
وكان كبار المسؤولين في "البنتاغون" أعلنوا، أن هجمات "طالبان" الأخيرة، والتي "يراقبها" الجيش الأميركي عن كثب، لن تؤثر في الانسحاب العسكري من أفغانستان، بحلول 11 أيلول/سبتمبر.
ويأتي ذلك بعد تصريح للبنتاغون جاء فيه أنّ وتيرة انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان "قد تتباطأ" إذا "واصلت حركة طالبان تحقيق مكاسب ميدانية في الهجمات التي تشنّها في عدة جبهات".
ويأتي الكشف عن الوتيرة السريعة للانسحاب الأميركي من أفغانستان، في وقت كثّفت فيه "طالبان" هجماتها، كما استولت على عدة مناطق عسكرية في البلاد.
وتشير تقديرات وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إلى أن الحركة تسيطر حالياً على 81 من مناطق أفغانستان البالغ عددها 419.
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي صرّحت في شهر نيسان/أبريل الماضي، بأن "بايدن اتخذ قرار الانسحاب من أفغانستان بعد التشاور وأخذ في حساباته جميع الظروف الصعبة"، مضيفةً أن الرئيس "لا يؤمن بأن هناك حلاً عسكرياً في أفغانستان بل ينبغي أن يكون دبلوماسياً".
وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بدوره أن بلاده "حققت كل الأهداف في أفغانستان وحان الوقت للعودة إلى الوطن".
ايطاليا تعلن استكمال انسحاب قواتها من أفغانستان
وفي السياق، أعلنت إيطاليا اليوم الأربعاء أنها استكملت عملية سحب آخر جنودها من أفغانستان، في إطار الانسحاب السريع لقوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" من هذا البلد.
وقال وزير الدفاع لورنزو جويريني في بيان له "انتهت مهمة البعثة الإيطالية في أفغانستان مساء الثلاثاء رسمياً".
وأضاف أن "التزام المجتمع الدولي، بدءاً بإيطاليا، تجاه أفغانستان لا يتوقف عند هذا الحد، بل سيستمر في أشكال أخرى من تعزيز التعاون إلى التنمية، ودعم المؤسسات الأفغانية".