بايدن من بريطانيا يأمل بتجاوز عزلة أميركا في عهد ترامب
الرئيس الأميركي جو بايدن يؤكد من بريطانيا التي وصلها مع بداية جولته الأوروبية أنه يأمل أن تتجاوز الولايات المتحدة العزلة التي اتسم بها عهد سلفه ترامب، ويشير إلى أن واشنطن لا تبحث عن صراع مع موسكو.
أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن بعيد وصوله إلى بريطانيا في مستهل جولته الخارجية الأولى أن "الولايات المتحدة عادت" آملاً بتجاوز العزلة والضغائن التي اتسم بها عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
ورأى بايدن أن الوضع الدولي الحالي "يختلف جوهرياً حتى عما كان عليه قبل 10 سنوات"، مشدداً "يجب أن نبني المستقبل المشترك الذي نسعى إليه".
وأكد أن "الولايات المتحدة لن تحاول فرض إرادتها على دول أخرى لتحقيق مثل هذا المستقبل"، لافتاً إلى أنه "مستقبل تكون فيه الدول خالية من الإكراه أو السيطرة من قبل الدول الأكثر قوة"، وأن مثل هذا المستقبل يفترض مسبقاً أن "الفضاء البحري والجوي والخارجي الدولي سيظل حراً ومتاحاً لمنفعة الجميع".
الرئيس الأميركي أشار إلى أنه من أجل التغلب على الوباء الحالي وتحييد "التهديدات البيولوجية" المستقبلية، ولحل مشكلة تغير المناخ العالمي، فإن "التعاون الدولي يتطلب إجراءات منسقة متعددة الأطراف"، وعلى الجميع الالتزام "اتخاذ إجراءات مناخية طموحة، إذا أردنا منع أسوأ العواقب لتغير المناخ"، حسب بايدن.
واعتبر أن التقاعس عن العمل في هذه المسألة سيؤدي إلى "نزوح كبير" لسكان الكوكب، وإلى "معارك من أجل الأرض". وأشار إلى أن ملايين الأشخاص سيضطرون إلى مغادرة أراضيهم الأصلية، لأنهم سيجدون أنفسهم تحت مستوى سطح البحر".
هذا وسيلتقي بايدن مع رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، اليوم الخميس، في كورنويل، لبحث العلاقة الخاصة بين البلدين، بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأعلنت الحكومة البريطانية في بيان أن جونسون وبايدن سيوقعان خلال لقائهما الأول "ميثاقاً أطلسياً" جديداً يأخذ في الاعتبار خطر الهجمات الإلكترونية والاحتباس الحراري.
وأشار البيان إلى أن "ميثاق الأطلسي" الجديد وضع وفق صيغة "الميثاق" الذي وقعه رئيس الحكومة الأسبق وينستون تشرشل، والرئيس الأميركي الأسبق فرانكلين روزفلت.
كما لفت إلى أن "الوثيقة ستعترف بتحديات أحدث مثل الحاجة إلى معالجة التهديد الذي تمثله الهجمات الإلكترونية والعمل بشكل عاجل لمكافحة تغير المناخ وحماية التنوع الحيوي، وبالتأكيد لمساعدة العالم على وضع حد لوباء كوفيد-19 والتعافي منه".
وبحسب بيان الحكومة البريطانية، فإن "بايدن وجونسون سيناقشان استئناف السفر بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة بعد تفشي فيروس كورونا، وكذلك إبرام اتفاق مستقبلي يسمح بتعاون أفضل في قطاع التكنولوجيا".
وقال جونسون في البيان إن "التعاون بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة، أقرب شريكين وأعظم حليفين سيكون حاسماً لمستقبل الاستقرار والازدهار في العالم"، مضيفاً: "الاتفاقات التي سنبرمها أنا وبايدن ستشكل أسس انتعاش عالمي دائم".
وينص الميثاق الجديد حسب "داونينغ ستريت" على أنه "إذا تغير العالم منذ 1941، فإن القيم تبقى هي نفسها" في الدفاع عن الديمقراطية والأمن الجماعي والتجارة الدولية.
وبعد انتهاء قمة مجموعة السبع التي تستغرق ثلاثة أيام، سيزور بايدن وزوجته جيل الملكة إليزابيث في قلعة وندسور.
وحول لقائه المرتقب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال بايدن للجنود الأميركيين في قاعدة "ميلدنهال" في شرق بريطانيا إن "واشنطن لا تبحث عن صراع مع موسكو".
وأشار إلى أن أهدافه تتمثل في "تعزيز التحالف لكي يوضح لبوتين والصين أن أوروبا والولايات المتحدة على قلب رجل واحد".
ووصل بايدن أمس الأربعاء إلى بريطانيا في أول رحلة خارجية له منذ توليه منصبه، ستستغرق ثمانية أيام، وتهدف لإعادة بناء العلاقات عبر الأطلسي التي توترت خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، وإنعاش العلاقات مع روسيا.
وتمثل الجولة اختباراً لقدرة الرئيس الأميركي على إدارة وإصلاح العلاقات مع الحلفاء الرئيسيين الذين أصيبوا بخيبة أمل من الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب وانسحابه من معاهدات دولية.
وسيتوجه الرئيس الأميركي إلى بروكسل لإجراء محادثات مع قادة حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، ومن المتوقع أن تتركز المحادثات على روسيا والصين.
وفي وقت سابق، أشار بيان للبيت الأبيض إلى أن "رحلة بايدن ستسلّط الضوء على التزام الولايات المتحدة استعادةَ تحالفاتها، وتنشيط العلاقة عبر حلف شمال الأطلسي (الناتو)، و التعاون الوثيق مع الحلفاء والشركاء، لمواجهة التحديات العالمية، وتأمين المصالح الأميركية بصورة أفضل".