الجزائر: التحديات الداخلية والأمنية تطغى على خطابات الحملة الانتخابية
غالبية المشاركين في الانتخابات البرلمانية الجزائرية المرتقبة يؤكدون في حملاتهم على أهمية المشاركة بقوة في الاستحقاق الانتخابي، معتبرين أن خيار المقاطعة يفتح الباب للتدخلات الخارجية في الشأن الجزائر.
تتواصل اليوم في الجزائر الحملة الانتخابية للتشريعيات المسبقة، حيث يواصل قادة الأحزاب السياسية تجمعاتهم الانتخابية في مختلف المحافظات الجزائرية، فيما غالبية مرشحي القوائم المستقلة الأنشطة الحوارية المباشرة.
غالبية المشاركين في الحملة أكدوا في تجمعاتهم أمس الأربعاء، على أهمية المشاركة بقوة في الاستحقاق الانتخابي، معتبرين أن خيار المقاطعة يفتح الباب لبعض الأجندات التي تروّج لسيناريوهات المراحل الانتقالية والتدخلات الخارجية في الشأن الجزائر.
أهم التصريحات التي ميّزت اليوم الرابع عشر من الحملة الانتخابية هو تأكيد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أبو الفضل بعجي ومن محافظة المغير جنوب شرقي الجزائر العاصمة، حين قال إن حزبه "سيكتسح الانتخابات التشريعيات المسبقة، وسيحتفظ حزب جبهة التحرير الوطني بالأغلبية البرلمانية".
رئيس حزب صوت الشعب خلال قال خلال تجمّع له عشية اليوم الأربعاء "بتمنراست" أقصى جنوب الجزائر إنه حان الوقت بأن "تكون السيادة للشعب وعلى كل المسؤولين من مختلف مواقعهم أن يحترموا الإرادة الشعبية".
ودعا عصماني خلال تجمّع له بالمسرح وسط مدينة تمنراست مرشحي حزبه ومناضليه إلى "ضرورة العمل على التعبئة والتجنيد من أجل الذهاب إلى الجزائر الجديدة التي كان يحلم بها الشهداء".
من جانبه، شدد رئيس حركة البناء الوطني ومن تمنراست على "وجوب إعطاء اهتمام أكثر للدول المجاورة والتصدي للتهديدات الأمنية".
وبحضور مترشحي و مناضلي الحزب من ولايات تمنراست وعين قزام وبرج باجي المختار وعين صالح أبرز أهمية "إعطاء اهتمام أكثر بدول الجوار وخاصة مالي والنيجر وموريتانيا لمواجهة عدم استقرار أنظمة الحكم في هذه المنطقة".
عبد الله جاب الله رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية، ومن محافظي بأم البواقي، شرق الجزائر جدد دعوته إلى "التصويت في الانتخابات التشريعية المقبلة واختيار الأصلح".
وقال جاب الله مخاطباً مناضلي ومرشحي حزبه ومتعاطفين معه خلال تجمّع شعبي في إطار الحملة الانتخابية لتشريعيات 12 حزيران/يونيو المقبل"إذا أردتم أن تساهموا ولو مساهمة متواضعة ومتدرجة في الإصلاح ووضع الجزائر على الطريق الصحيح للبناء وللإصلاح وللتنمية الاقتصادية.
رئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد، ومن غرب الجزائر بمحافظة معسكر، شدد على ضرورة "استغلال التشريعيات المقبلة لبناء مؤسسات قوية وديمقراطية تسمح بالدفع بالجزائر إلى الأمام وتجاوز الأزمات".
ومن جانبه، ركز رئيس "جبهة الجزائر الجديدة" جمال بن عبد السلام، على أهمية المشاركة الواسعة في هذا الحدث السياسي المرتقب، "لإجهاض كافة المؤامرات التي تريد عرقلة المسار الديمقراطي".
وتابع موضحاً أن المرحلة الراهنة التي تمر بها البلاد "تشهد صراعاً محتدماً بين مشروع وطني أصيل يريد الحفاظ على اللحمة الوطنية ومكتسبات الشهداء، ومشروع آخر تقوده جهات عدوة تستهدف مؤسسات الدولة بغية إضعافها وإحداث التفرقة بين فئات المجتمع الجزائري".
أما الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي الطيب زيتوني، فقد لفت، من ولاية البويرة، إلى ضرورة أن يتحلى الجميع بالوعي تجاه المخاطر والتهديدات التي تواجه بالبلاد وحدودها، والتي "يتعين أخذها على محمل الجد".
وبعد تأكيده على أن التشريعيات المقبلة "ستعزز وحدة الشعب ومؤسسات الدولة الجزائرية"، ندد زيتوني بالدعاة إلى مقاطعة الانتخابات وتبني مرحلة انتقالية، محذّراً من المرامي المغرضة لهؤلاء.
ومن ذات الولاية، البويرة، دعا رئيس "الجبهة الوطنية الجزائرية"، موسى تواتي، إلى "المشاركة بقوة" في الانتخابات التشريعية المقبلة، معتبراً أن المقاطعة لا تخدم المصالح العليا للشعب الجزائر ومؤسسات الدولة.