انطلاق السباق الانتخابي في الجزائر.. وملحمة فلسطين تخطف الأضواء
على استحياء، الطبقة السياسية في الجزائر، تستعد لتخوض في الشأن الانتخابي المحلي، في اليوم الثالث فقط من عمر الحملة الانتخابية للتشريعيات المسبقة المقرر في الثاني عشر من جوان الداخل، بدأت الأحزاب والشخصيات المستقلة، تتحدث عن قضايا الجزائريين العادية.
تزامن انطلاق السباق الانتخابي يوم الخميس الماضي، مع مخاض النصر في ملحمة فلسطين، دفع بمعركة سيف القدس، إلى أن تكتسح المشهد العام في الجزائر، بل إن أغلب المشاركين في التجمعات الانتخابية خلال اليومين الأولين خصصوا الجانب الأكبر من مداخلاتهم إلى قضية الجزائريين المقدسة.
ووصل الأمر برئيس حركة مجتمع السلم الدكتور عبد الرزاق مقري، أن يفعل وعلى الملأ، ما لم يفعله طوال مشواره السياسي والذي يدخل عقده الرابع، حين دشن حملته الانتخابية بالرقص على أنغام الدبكة الفلسطينية فرحاً بنصر المقاومة الفلسطينية، رقصة تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي، واحتفى بها الجميع؛ من يتفق مع مقري ومن يعارضه.
ومع عودة ايقاع الحياة السياسية للنبض على وقع معركة برلمان ما بعد الحراك الشعبي، بدأت ملامح المشهد الانتخابي تتكشف، خاصة أن تداعيات جائحة كورونا، لاتزال تلقي بظلالها ، لجهة زخم التجمعات الانتخابية .
إذا كان هناك من توصيف، يمكن أن يلخص الحملة الانتخابية وهي تدخل يومها الثالث، أنها بدأت باهتة، وتكاد تكون بلون سياسي متقارب، بسبب غياب تمثيل جدي لأحزاب المعارضة التقليدية، وأيضاً بسبب عزوف ما يسمى في الجزائر بـ "التيار الديمقراطي العلماني" عن المشاركة في الاستحقاق الانتخابي.
عبد القادر بن قرينة، عبد الرزاق مقري، عبد العزيز بلعيد، وجيلالي سفيان، يضاف إليهم بدرجة أقل فيلالي غويني ، هذه الشخصيات هي ما تبقى من الحرس القديم للطبقة السياسية الجزائرية التي تشارك في المعركة الانتخابية الدائرة حالياً، يضاف إليهم رئيس حزب صوت الشعب حديث النشأة لمين عصماني.
أمّا بالنسبة للأحزاب، التي كانت محسوبة على النظام السابق، خاصة حزبي السلطة في عهد الرئيس بوتفليقة، جبهة التحرير الوطني، والتجمع الوطني الديمقراطي، فهما يخوضان معركة شرسة من أجل البقاء، والعمل دون خروجهم النهائي من الدورة البرلمانية المقبلة، في حين أن بقية الأحزاب الصغيرة التي كانت تدور في فلك السلطة السابقة مثل حزب تجمع أمل الجزائر، والتحالف الوطني الجمهوري، لا تبدو أنها تملك حظوظا جدية للمنافسة في التشريعيات المسبقة.
الأيام الثلاثة الأولى من الحملة الانتخابية، لم تظهر لحد الآن، عن شخصيات قيادية وازنة في القوائم المستقلة، والتي تشكل الجزء الأكبر في حجم المشاركة، مقارنة بالقوائم الحزبية، وقد تكون الأحداث في فلسطين المحتلة، قد ساهمت في عدم اهتمام الإعلام الجزائري، بالمخاض الانتخابي، وهو الأمر الذي يكون له تأثير كبير على فرص هذه الشخصيات المستقلة، في حال استمرت الحملة الانتخابية في الجزائر بهذا الهدوء والرتابة.