"الناتو" قلق من "تحركات" روسية قرب أوكرانيا.. وموسكو: لدينا حرية تحريك جنودنا
الناطق باسم الكرملين دميرتي بيسكوف، ينفي مشاركة الجنود الروس في النزاع المسلح في أراضي أوكرانيا، ويشير إلى أن ذلك لم يحدث "قط".
دعا الكرملين اليوم الخميس كييف والغرب إلى "عدم القلق" حيال تحرّكات الجنود الروس عند الحدود الأوكرانية، في وقت أعربت أوكرانيا عن قلقها "من احتمال حدوث تصعيد جديد في النزاع شرق البلاد".
ولم يؤكد الناطق باسم الكرملين دميرتي بيسكوف مباشرة، تكدّس الجنود على الحدود مع أوكرانيا، مشدداً على أن "لدى موسكو حرية تحريك جنودها ضمن أراضيها".
وقال بيسكوف للصحافيين "روسيا تحرّك قواتها المسلّحة بحسب تقديرها لما هو مناسب"، مضيفاً "يجب ألا يقلق أحد وألا يمثّل (الأمر) تهديداً لأحد".
كما نفى بيسكوف مشاركة الجنود الروس في النزاع المسلح في أراضي أوكرانيا، مشيراً إلى أن ذلك لم يحدث "قط".
حلف شمال الأطلسي يشعر بالقلق
وفيما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الخميس، أن بلاده "سترد على أي أعمال عدوانية بحقها"، قال حلف شمال الأطلسي (الناتو) إنه يشعر بالقلق من الحشد العسكري الروسي قرب الحدود مع أوكرانيا.
وجاء البيان بعد اجتماع سفراء الدول الأعضاء في الحلف لـ"بحث تصاعد أعمال العنف بمنطقة دونباس في شرقال أوكرانيا في الآونة الأخيرة".
وقال مسؤول في الحلف لـ"رويترز" إن موسكو "تقوض جهود السلام في شرق أوكرانيا"، مضيفاً أنه "عبَر الحلفاء عن قلقهم إزاء الأنشطة العسكرية الروسية الأخيرة على نطاق واسع في أوكرانيا وحولها".
وتنابع: "كما يشعر الحلفاء بالقلق إزاء الانتهاكات الروسية لاتفاق وقف إطلاق النار، المبرم في يوليو 2020، والتي تسببت في مقتل أربعة جنود أوكرانيين الأسبوع الماضي".
وأضاف المسؤول أن "أعمال روسيا المزعزعة للاستقرار تقوض الجهود المبذولة لتخفيف حدة التوتر"، وفق وصفه.
هذا وتحدّثت أوكرانيا والولايات المتحدة هذا الأسبوع عن تحرّك للجنود الروس في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو، وعلى الحدود الروسية-الأوكرانية.
وقال البنتاغون للصحافيين الأربعاء إنّ القوات الأميركية في أوروبا رفعت حالة التأهب بعد "التصعيد الأخير للأعمال العدائية الروسية في شرق أوكرانيا".
وتحدّث رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مارك ميلي، يوم أمس الأربعاء، مع نظيره الروسي فاليري غيراسيموف، ورئيس هيئة الأركان العامة الأوكراني روسلان خومشاك.
وأفاد خومشاك هذا الأسبوع أنه "تم نشر 28 ألف مقاتل انفصالي وأكثر من ألفي مدرّب ومستشار عسكري روسي" في شرق أوكرانيا.
واندلعت الحرب في شرق أوكرانيا عام 2014 عندما ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم، حيث أسفر النزاع عن مقتل 13 ألف شخص منذ 2014، بحسب الأمم المتحدة.
وكانت شبه جزيرة القرم قد عادت إلى روسيا، بعد تصويت الأغلبية الساحقة من سكانها لصالح هذه الخطوة في الاستفتاء الشعبي الذي نظم في آذار/مارس عام 2014، وذلك على خلفية إسقاط حكومة يانوكوفيتش واندلاع صراع مسلّح في جنوب شرقي أوكرانيا بين حكومة كييف وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين من جانب واحد.
وبناء على هذا الضم فرضت دول أوربية عقوبات على روسيا، على الرغم من تأكيد موسكو أن إعادة انضمام القرم إلى الدولة الروسية جاءت بالتوافق الكامل مع القانون الدولي.