الأزمة اللبنانيّة تحتدم سياسياً واقتصادياً وفي الشارع... إلى أين تتجه البلاد؟

التقاذف السياسي يحتدم بين عون والحريري، وكرة النار المعيشيّة تكبر في الشارع.. وسط مخاوف على الوضع الأمنيّ وتدهور الأزمة أكثر، إلى أين يتجه لبنان؟

  • لا حكومة قريباً في لبنان رغم اشتداد الأزمة الاقتصاديّة وتوتر الشارع
    لا حكومة قريباً في لبنان رغم اشتداد الأزمة الاقتصاديّة وتوتر الشارع

كلّما اشتدّت الأزمة في لبنان يقول اللبنانيون ستُفرج قريباً، إلا أنّ الواقع لا يشي سوى بالتصعيد والتأزيم سياسياً واقتصادياً.

فبعد انسداد الأفق الحكومي خرج رئيس الجمهورية ميشال عون اليوم الأربعاء، ليضع أمام الرئيس المكلّف سعد الحريري خيارين: إمّا التأليف أو الاعتذار. فما كان من الرئيس المكلّف إلا أن ردّ الطلب بمثله: إمّا التوقيع على التشكيلة أو الانتخابات الرئاسية المبكّرة.

ووسط هذا التقاذف السياسي، تكبر كرة النار المعيشية في الشارع مع استمرار قطع الطرق احتجاجاً على انفلات وضع الليرة وارتفاع سعر الدولار من دون سقف أو رادع أو معالجة.

وفي ظل المخاوف على الوضع الأمنيّ وتدهور الأزمة أكثر، إلى أين يتجه لبنان؟ ما مصير الأزمة السياسيّة والاقتصاديّة؟ وما المتوقع في الآونة المقبلة. أسئلة كثيرة تشغل بال اللبنانيين الذي يراقبون يومياً انخفاض قيمة عملتهم أمام الدولار، ويعيشون على وقع ارتفاع الأسعار وتدهور القيمة الشرائيّة.

علوش: الحريري سيزور عون للتحاور معه

نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش، أكد في حديث مع الميادين اليوم الأربعاء، أنّه "تمّ إحباط مبادرة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم قبل وصولها للحريري". 

علوش اعتبر أنّه "عند الدخول في التفاصيل نعود لأساس المشكلة عند نقطة الصفر"، متسائلاً: "يقال أن الحريري لا يريد تشكيل الحكومة، فلماذا لا يتمّ الموافقة على تشكيلته وإحراجه؟". 

وأكد علوش أنّ الحريري سوف يزور رئيس الجمهوريّة للتحاور معه مجدداً حول تشكيلة الحكومة، مضيفاً: "عون يستطيع التخلص من الحريري إذا قدم استقالته". 

سعود: يوجد قرار سعودي بعدم تشكيل الحكومة

من جهته، رأى الكاتب السياسي غسان سعود، أنّ الرئيس المكلف سعد الحريري لا يقوم بأيّ جهد لتشكيل حكومة، مؤكداً لـ الميادين أنّ "المطلوب هو ممارسة الضغط على الحريري حتى يخرج من الارتباط بالسعوديّة". 

سعود أشار في هذا الإطار إلى أنّه "يوجد قرار سعودي بعدم تشكيل الحكومة، وأنّ الحريري اختار تشكيلة من الوزراء حددتهم السفيرة الأميركيّة وفرع المعلومات"، مبرزاً أنّ "رئاسة الجمهوريّة لا تملك في الدستور إلا خيار توجيه رسالة لمجلس النواب". 

منيّر: انتقل الصراع من العقد العاديّة إلى مرحلة تثبيت المعادلات

من ناحيته، فسّر الكاتب السياسي جوني منيّر تصريحات الرئيسين عون والحريري، بأنها دليل على أنه لن يتمّ تشكيل الحكومة قريباً. 

منيّر قال لـ الميادين أنّ "الجميع يتحمّل المسؤوليّة عن الوضع الذي وصلت إليه الأمور في تشكيل الحكومة"، مشدداً على أنّ "المزيد من الانقطاع بين الحريري والسعودية سيقع في حال تمثيل حزب الله بوزيرين علناً". 

وأضاف منيّر: "لقد انتقل الصراع من العقد العاديّة إلى مرحلة تثبيت المعادلات"، مؤكداً أنّ "الحريري لا يستطيع أن يقدم أيّ تشكيلة للرئيس عون ويطلب منه التوقيع عليها". 

يذكر أنّ لبنان يعيش منذ أكثر من عام ونصف على وقع أزمة اقتصاديّة خانقة، اشتدت حدتها في الأيام الأخيرة مع انهيار العملة الوطنيّة أمام الدولار الأميركي وفقدانها 90% من قيمتها، مع ارتفاع الأسعار وانخفاض القدرة الشرائيّة وتخفيض الدعم الحكومي عن عدد من المواد الغذائيّة الأساسيّة.

الأزمة الاقتصاديّة والماليّة انعكست حدّتها في الشارع، من خلال عودة قطع الطرقات واشعال الاطارات والتظاهر أمام فروع المصرف المركزيّ والإدارات الرسميّة. 

اخترنا لك