لبنان: قطع طرقات واحتجاجات على تردي الأوضاع الاقتصادية
مدن ومناطق لبنانية تشهد قطعاً لطرقات رئيسية وفرعية ودولية، خلال احتجاجات على تردي الأوضاع الاقتصادية، وارتفاع سعرف صرف الدولار الأميركي أمام الليرة اللبنانية.
يعاني لبنان من أزمة اقتصادية خانقة، وتدهور خطير في الوضع المعيشي والإنساني، إضافة إلى انهيار العملة الوطنية أمام الدولار الأميركي منذ مدة.
وعلى وقع هذه الأزمة، أفاد مراسل الميادين في بيروت بأن الرئاسة اللبنانية دعت إلى اجتماع أمني إقتصادي اجتماعي اليوم الإثنين لبحث التطورات الراهنة في البلاد.
ويترأس الاجتماع الأمني الاقتصادي المالي الرئيس اللبناني ميشال عون، وحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، ووزراء الدفاع، المالية، الداخلية، والإقتصاد، وقادة الأجهزة الأمنية ورؤساء القطاعات المالية في البلاد.
بدء الإجتماع الأمني الاقتصادي المالي برئاسة الرئيس عون، وحضور الرئيس دياب ووزراء الدفاع، المالية، الداخلية، والإقتصاد، وقادة الأجهزة الأمنية ورؤساء القطاعات المالية
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) March 8, 2021
وقبيل الاجتماع التقى الرئيس عون مع دياب تناقشا خلالها الأوضاع المتوترة في المناطق اللبنانية بسبب تردي المعيشة، والوضع الانساني الخانق نتيجة غلاء الأسعار.
الرئيس عون يلتقي الرئيس دياب قبيل الاجتماع الأمني الاقتصادي المالي pic.twitter.com/RovnN1sRKz
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) March 8, 2021
تزامناً، ترأس قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون صباح اليوم الإثنين اجتماعاً لكبار الضباط، خصص للبحث في سلسلة التطوارت التي تشهدها الأراضي اللبنانية، وأعطى توجيهاته للتعامل مع الأحداث الطارئة.
وقال اللبناني العماد عون: "نحن مع حرية التعبير السلمي لكننا لن نسمح بأي مسّ بالاستقرار".
هذا، وتشهد مدن ومناطق لبنانية عدة قطع طرقات رئيسية وفرعية ودولية، ومواجهات خلال احتجاجات على تردي الأوضاع الاقتصادية، وارتفاع سعرف صرف الدولار الأميركي أمام الليرة اللبنانية حيث وصل سعره سقف الـ11 الف ليرة لبنانية.
مراسل الميادين أفاد اليوم الإثنين بإقفال الأوتوستراد الساحلي من جهتي بيروت الجنوبية والشمالية، إضافة الى إقفال طرق رئيسية في الشمال والجبل.
ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد لعدد من الطرقات المقطوعة، وغرّدوا تحت وسم "الطرقات_مقطوعة و #إثنين_الغضب.
طرقات لبنان تقطع في إعلان اثنين الغضب، في الصورة قطع طريق جل الديب في الاتجاهين.#الطرقات_المقطوعة#جل_الديب#الذوق pic.twitter.com/cDxvgPzt77
— minbeirut news (@MinbeirutNews) March 8, 2021
وحذّر ناشطون قبل ساعات على "تويتر" من أن موجة الاحتجاجات ستتصاعد، وسيتم إقفال معظم الطرقات في لبنان.
🇱🇧🇱🇧🛑خبر عاجل🛑
— joey AKl 🇱🇧 (@akl_joey) March 7, 2021
حسب المعلومات المتداولة على شبكات التواصل الإجتماعي.
إعتباراَ من الساعة ١٢،٠٠ ليلاً سيتم قطع كل طرقات لبنان.
الرجاء من كل المواطنين الإلتزام بمناطقهم وأحيائهم لأن الطرقات سيتم تسكيرها بالسواتر الترابية.
وحاول أحد المواطنين إحراق نفسه عند مفرق بلدة العباسية في مدينة صور جنوب لبنان، وذلك أثناء قطع الطريق من قبل المحتجين.
وأشار مراسلنا إلى حصول مواجهات بين متظاهرين والجيش اللبناني في منطقة البحصاص في مدينة طرابلس عاصمة الشمال، بعدما عمدت عناصر الأمنية اللبنانية إلى فتح الطريق.
ودخل لبنان في مرحلة احتجاجات جديدة منذ منتصف الأسبوع الماضي، مرحلة جديدة رغم إجراءات كورونا على وقع إنسداد الأفق على المستوى السياسي، تزامنت مع انهيار سريع في سعر صرف الليرة مقابل الدولار.
ويؤكد المحتجون أن الموجة الجديدة من التّحركات هذه المرة لن تكون قصيرة المدى، بل ستستمر، حتى تحقيق الأهداف المطلوبة منها.
الرئيس عون كان قد طالب قبل أيام حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، بإطلاع اللبنانيين على أسباب ارتفاع سعر الدولار.
وذكرت الرئاسة اللبنانيّة أنّ عون "سأل حاكم مصرف لبنان عن مسار التدقيق الجنائي وأكد على وجوب إجرائه".
وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب في وقت سابق إن "لا إصلاحات في لبنان من دون حكومة جديدة"، وأضاف أن "لبنان بلغ حافة الانفجار بعد الانهيار والخوف من عدم إمكانية حمايته من الأخطار".
وقبل أيام، قال مصدر أمني لبناني لـ الميادين إن "حال الغضب لدى المحتجين في الشوارع تستوجب التعاطي الهادىء"، مشدداً على أنها "ستمنع الاعتداءات على المارة وعلى الممتلكات العامة والخاصة".
وكانت مدينة طرابلس شمال لبنان شهدت في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي احتجاجات وصدامات بين محتجين بسبب تدهور الأوضاع المعيشيّة بعدة ايام، قام المحتجون خلالها بتحطيم مبنى بلدية مدينة طرابلس شمال لبنان، وإضرام النيران في داخله.
ويعاني لبنان من أزمة اقتصاديّة حادة اشتدت بعد انطلاق الاحتجاجات الشعبيّة في تشرين الأوّل/أكتوبر 2019، ثمّ فيروس كورونا، وانفجار مرفأ بيروت في آب/أغسطس الماضي.
وترافقت الأزمة مع انهيار حاد في قيمة العملة الوطنيّة، فيما لا تزال البلاد من دون حكومة بعد استقالة حكومة حسان دياب منذ أشهر.