محافظة مأرب اليمنية.. الأهمية الاستراتيجية والعسكرية والاقتصادية
خلال الأيام الماضية تتالت أنباء التطورات الميدانية في مأرب، وحظيت باهتمام دولي. المحافظة التي تعتبر القاعدة العسكرية الأولى والأكبر لقوات التحالف السعودي وحكومة هادي، جعلها موقعها الجغرافي واحدة من أهم المواقع العسكرية.
في وقت سابق اليوم، أفادت مصادر ميدانية للميادين، أن قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية سيطرت على منطقة الطَّلّعَة الحمراء ومواقع محيطة بها في مديرية صِرواح غربي محافظة مأرب.
ولفتت المصادر إلى أن قوات هادي والتحالف السعودي تحاول استخدام مخيمات النازحين في مأرب دروعاً بشرية لمنع تقدم الجيش واللجان.
وخلال الأيام القليلة الماضية تتالت أنباء التطورات السياسية والميدانية في مأرب، وحظيت باهتمام دولي، حتى أن وزارة الخارجية الأميركية دعت القوات اليمنية، الأربعاء، إلى وقف الزحف نحو مأرب والعودة إلى المفاوضات والعملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، على حد تعبيرها.
المحافظة التي تعتبر القاعدة العسكرية الأولى والأكبر لقوات التحالف السعودي وحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، جعلها موقعها الجغرافي واحدة من أهم المواقع العسكرية والاستراتيجية.
جغرافياً
تمتد محافظة مأرب على مساحة 17405 كم مربع، تبعد عن العاصمة صنعاء نحو 170 كم، وتربطها عبر منفذ الوديعة الواقع في الأطراف الشمالية للمحافظة.
وتحاذي مأرب شرقاً محافظتي شبوة وحضرموت الساحليتين على بحر العرب، ومن الناحية الجنوبية تحاذي محافظتي البيضاء وشبوة، أما إلى الجنوب الغربي فتحاذي أجزاء من مديرية بني ضبيان شمال شرق محافظة صنعاء.
وتحد مأرب من الجهة الغربية والشمالية الغربية مديريات نِهْم وخولان الطِّيال شرق صنعاء، كما تقع محافظة الجوف عند الناحية الشمالية للمحافظة.
استراتيجياً وعسكرياً
الموقع الجغرافي المميز هذا، منح محافظة مأرب أهمية استراتيجية عالية، حيث تعتبر القاعدة العسكرية الأولى والأكبر لقوات التحالف السعودي وحكومة الرئيس هادي، وتضم مقار وزارة الدفاع وقوات التحالف السعودي ورئاسة هيئة الأركان العامة وقيادتي المنطقتين العسكريتين الثالثة والسابعة التابعة لحكومة الرئيس هادي.
وفق هيكل وزارة الدفاع، فإن المسرح العملياتي للمنطقة العسكرية السابعة هي محافظات صنعاء وذمار ومحافظة مأرب، ويقع مركز قيادتها في مدينة ذمار وجميع هذه المحافظات خاضعة لسيطرة حكومة صنعاء.
ونظراً لفشل قوات الرئيس هادي والتحالف السعودي في السيطرة على أي منها، فقد أتُخذ من مدينة مأرب مقراً بديلاً لقيادة المنطقة العسكرية السابعة، وتتألف المنطقة من نحو 12 لواء عسكرياً، ولعل هذا ما يفسر الازدحام السكاني في المحافظة إلى جانب مخيمات النازحين فيها.
المنطقة العسكرية الثالثة هي إحدى المناطق العسكرية اليمنية، وتنتشر في محافظتي مأرب وشبوة، ويقع مركز قيادتها في مدينة مأرب، وتتألف المنطقة من 18 لواءً عسكرياً بينها وحدات دفاع جوي وساحلي.
وفي آذار/مارس 2018 أضيف محور بيحان غربي محافظة شبوة لهذه المنطقة بقرار من الرئيس هادي، ويضم المحور اللواء 26 ميكا، اللواء 19 مشاة، اللواء 163 مشاة، اللواء 153 مشاة، اللواء 173 مشاة.
اقتصادياً وسياحياً
تعد محافظة مأرب شمال شرق اليمن من أهم المحافظات المنتجة للغاز والنفط، فضلاً عن أنها محافظة سياحية غنية بأهم المواقع الأثرية والتاريخية، بالإضافة إلى كونها من أبرز المحافظات الزراعية.
ومن أهم المعالم السياحية في مأرب، مدينة براقِش التاريخية وتقع في مديرية مجزر التي تسيطر عليها قوات حكومة صنعاء حالياً. كما يوجد في مأرب، عرش الملكة بلقيس ملكة حضارة سبأ، ويقع حالياً تحت سيطرة قوات هادي.
عرش بلقيس أو معبد بران يعد الموقع الأثري الأشهر بين آثار اليمن، ويعرف حالياً بـ "العمائد"، وتقول المصادر التاريخية أنه بُني في عهد الملكة بلقيس التي حكمت مملكة سباء في القرن العاشر قبل الميلاد.
ومن المعالم الأثرية الهامة في محافظة مأرب، معبد أوام، الذي بقي مكاناً مقدسا تمارس فيه العبادات إلى بداية النصف الثاني من القرن الرابع الميلادي، ويعود إلى زمن المكرب السبئي، وتدل المعلومات أن هذا المعبد قد شُيّد لأول مره في القرن العاشر قبل الميلاد. ويعد الأقدم والأكبر من نوعه في الجزيرة العربية، وهو مرشح أن يكون الأعجوبة الثامنة.