أمام صعوبة إدانته.. كيف سيتحرك مجلس الشيوخ في محاكمة ترامب؟

موقف قاعدة الرئيس السابق دونالد ترامب الانتخابية أمر يضعه في اعتبارهم المشرعون الجمهوريون. في المقابل، فإن الحزب الديمقراطي يحتاج لأصوات 17 جمهوري في مجلس الشيوخ لإدانته.

  • ترامب يحمل صحيفة تحمل عنوان
    ترامب يحمل صحيفة تحمل عنوان "مُبرأ" في واشنطن - 6 فبراير 2020 (أ ف ب).

بدا اليوم الأربعاء أن إفلات دونالد ترامب من الإدانة أكثر ترجيحاً بعد أن أشار جميع أعضاء مجلس الشيوخ من الحزب الجمهوري تقريباً إلى أنهم يعارضون محاكمته، ما عزز الجهود الرامية بدلاً من ذلك إلى توجيه "اللوم له" بعد نهب مبنى الكابيتول.

ويفكر الجمهوريون والديموقراطيون على حد سواء في إصدار قرار بـ"توجيه اللوم" كبديل، بعد أن حظيت مذكرة الطعن في دستورية محاكمة رئيس سابق بـ"تهمة تستدعي عزله"، بتأييد 45 من أصل 50 من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين. 

وأيد معظم أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين اقتراحاً تقدم به السيناتور راند بول، يهدف إلى إيقاف محاكمة الرئيس السابق دونالد ترامب بتهمة التحريض على التمرد عندما اقتحم عدد من أنصاره مبنى الكونغرس في 6 كانون الثاني/يناير، لكن الاقتراح سقط مع معارضة الأغلبية الديمقراطية. 

المذكرة فشلت وستبدأ في 9 شباط/فبراير المحاكمة التي يواجه فيها ترامب تهمة "التحريض على التمرد". ولكن مع موافقة 5 جمهوريين فقط إلى جانب الديموقراطيين الخمسين في المجلس على المضي قدماً في المحاكمة، بدا من غير المحتمل أن يصوت 17 جمهورياً ضد ترامب، وهو الحد الأدنى المطلوب للوصول إلى عتبة الثلثين لإدانته. 

ويذكر أن أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي صوتوا على قواعد تنظيم محاكمة الرئيس السابق دونالد ترامب، وقد أقرت هذه القواعد بأغلبية 83 صوتاً مقابل 17.

وأقر السناتور الديموقراطي تيم كاين، الأربعاء، بأن تبرئة ترامب أمر محتمل جداً، قائلاً إنه "يُعد بدلاً من ذلك قراراً من الحزبين لتوجيه اللوم إلى الرئيس السابق". 

وقال للصحافيين في الكونغرس: "لقد أعددت مسودة. لم أقدمها بعد، لأنني أحاول الحصول على أفكار الآخرين حول ما يجب أن تتضمنه. لكنني آمل أن نصل إلى نص وهو يمكن أن يكون بديلاً". 

وفي حين يمكن أن يستتبع الإدانة التصويت بأغلبية بسيطة على ما إذا كان سيمنع ترامب من تولي أيّ منصب عام في المستقبل، فإن قرار اللوم لا يستتبعه مثل هذا المنع.

ومن شأن ذلك أن يترك الباب مفتوحاً أمام ترامب للترشح مرة أخرى في عام 2024، وهو احتمال يؤيده الآن جزء كبير من الجمهوريين. 

إذ يعتقد حوالى 56% من الناخبين الجمهوريين أنه ينبغي على ترامب أن يترشح للرئاسة في عام 2024 سواء رجحوا ذلك أم أكدوه، مقابل أكثر من ثلث الناخبين الجمهوريين (36%) الذين قالوا إنه لا ينبغي أن يفعل ذلك سواء من باب الترجيح أو التأكيد، وفقاً لآخر استطلاع أجرته بوليتيكو آند مورنينغ كونسالت.

شعبية ترامب "تحاصر" الجمهوريين

وموقف قاعدة ترامب الانتخابية أمر يضعه في اعتبارهم المشرعون الجمهوريون الذين قد يكونون غاضبين من سلوك ترامب، بما في ذلك جهوده لإلغاء نتائج الانتخابات واتهاماته المتكررة بالتزوير والتي لا أساس لها من الصحة.

لكن النأي بالنفس علانية عن ترامب الذي ما زال يحتفظ بسطوة على الحزب، يمكن أن يضعهم في الجانب الخطأ من الانتخابات التمهيدية سواء في 2022 أو 2024، خصوصاً إذا تدخل ترامب وحث شخصاً ما على الترشح ضد سناتور جمهوري أساء إليه. 

وابتعد الجمهوري ميتش ماكونيل، زعيم الأقلية القوي في مجلس الشيوخ، عن ترامب في كانون الأول/ديسمبر وأعلن أن جو بايدن هو الرئيس المقبل المنتخب.

وبعد أسبوع من هجوم أنصار ترامب على الكونغرس في 6 كانون الثاني/يناير، قال ماكونيل إنه لا يستبعد إدانة الرئيس، ونقلت تقارير إعلامية عنه قوله بشكل خاص إنه "يعتقد أن سلوك ترامب يعرضه للعزل".

لكن ماكونيل كان الثلاثاء من بين الجمهوريين الذين صوتوا ضد المضي قدماً في المحاكمة، وهذه إشارة لها دلالتها.

وعندما سئل الأربعاء عما إذا كان تصويته يعني أنه لن يسعى لإدانة ترامب، بدا ملتبسًا. وقال للصحافيين "حسنا، المحاكمة لم تبدأ بعد. ... أنوي المشاركة في ذلك وسأستمع إلى الأدلة". 

لكن القضية واضحة بالنسبة للعديد من الديموقراطيين. فقد قال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر الثلاثاء، في ما يتعلق بتحريض ترامب أنصاره وما نتج عن ذلك من أعمال شغب: "كان الشعب الأميركي شاهداً على ما حدث. كنا جميعاً شاهدين على ما حدث. ما فعله ترامب هو بالنسبة لي أبشع شيء فعله أي رئيس على الإطلاق. أعتقد أنه يجب إدانته".

واتخذ بايدن الحريص على وضع ترامب وراءه وإحراز تقدم في "مكافحة جائحة كوفيد-19 وإنعاش الاقتصاد"، نهج عدم التدخل في محاكمة العزل. 

لكن الرئيس الذي كان لفترة طويلة عضواً في مجلس الشيوخ قال لشبكة "سي أن أن" في وقت متأخر الاثنين: "أعتقد أن هذا يجب أن يحدث".

بعد 4 سنوات من ولاية الرئيس دونالد ترامب يخوض الأخير انتخابات جديدة للفوز بولاية ثانية، فيما يخوض الديمقراطيون معركة العودة إلى الرئاسة مستفيدين من أخطاء ترامب والمشاكل التي أغرق فيها أميركا.

اخترنا لك