ترامب يعفو عن مجرمين وجواسيس.. ويستثني أسانج وسنودن!

بعد سنوات من المطالبة، ترامب يغادر البيت الأبيض من دون العفو عن جوليان أسانج وإدوارد سنودان. الأميركيون والمدافعون عن حرية الرأي والصحافة في العالم غاضبون: "خيبة أمل في نهاية حكم مرّ".

  • بدأت المطالبات تنهمر على الرئيس الجديد جو بايدن للعفو عن أسانج وسنودن
    بدأت المطالبات تنهمر على الرئيس الجديد جو بايدن للعفو عن أسانج وسنودن

استثنت قائمة العفو التي وقعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل مغادرته البيت الأبيض اليوم الأربعاء، مؤسس موقع "ويكيليكس" جوليان أسانج الذي يقبع خلف السجون البريطانيّة، وكذلك إدوارد سنودن الموظف السابق في الاستخبارات الأميركيّة الذي يعيش في المنفى في روسيا.

ترامب أصدر اليوم قائمة عفو رئاسي تتضمن عفواً كاملاً عن 73 شخصاً، وتخفيف أحكام عن 70 آخرين. ومن أبرز الشخصيات التي عفا عنها، مستشاره السابق ستيف بانون، والمسؤول السابق في حملته الانتخابية إليوت برويدي.

لم يحصل كل من جوليان أسانج ولا إدوارد سنودن، اللذان كشفا الكثير من الخبايا والفضائح عن سياسات الولايات المتحدة، على العفو من ترامب.

حملة شرسة أطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي في أميركا اليوم، اعتراضاً على عدم شملهما بالقرار. 

المغردون انتقدوا كيف أن ترامب عفى بالنهاية عن مجرمي "بلاك ووتر"، عن جاسوس إسرائيلي، عن مجموعة من المحتالين الماليين، ونشطاء سياسيين مشبوهين، لكن ليس عن جوليان أسانج وإدوارد سنودن.

المغردون عبّروا عن حزنهم لما يعاني منه سنودن وأسانج، معتبرين أنهما ضحّيا بحياتهما ليكشفا للأميركيين والعالم فضائح للصالح العام، ولكنهما لم يحصلا بالمقابل على أي شيء إيجابيّ، مؤكدان أن ترامب لا يمتلك أي حجج لعدم العفو عنهما. 

وشدد المغردون على أن عدم العفو عن الرجلان، هو خيبة أمل كبيرة في نهاية مرّة لحكم ترامب الذي امتدّ لـ4 سنوات.

كيم دوت كوم، أحد أشهر التكنولوجيين في العالم، والمتهم بالعديد من الجرائم، والمحكوم عليه بالسجن مع وقف التنفيذ عام 1994 بتهمة الاحتيال عبر الحاسوب والتجسس على البيانات، ومطلوب أيضاً فى الولايات المتحدة بتهم جنائيّة تتعلق بانتهاك حقوق الطبع والنشر، نشر فيديو عبر حسابه الرسميّ على "تويتر" قال فيه: "لجميع أنصار أسانج. من المخيب للآمال أن ترامب لم يعف عن جوليان. لكن أعدادنا نمت وينضمّ العديد من الأشخاص إلى حركتنا لتحرير أسانج كل يوم. لم يعد من الممكن تجاهل أصواتنا. دعونا نكافح من أجل إطلاق سراحه هذا العام".

وأشار "دوت كوم" أيضاً، إلى أنّ "العديد من الأشخاص في الدائرة الداخليّة لترامب علقوا عن العفو أمامي. أخبرتهم أنني لست مهتماً بالعفو عني ما لم يتمّ العفو عن أسانج وسنودن، وإذا لم يتمّ ذلك فسأستبدل عفوي عن أسانج. لست بحاجة إلى عفو. أنا محارب مليء بالقتال". 

عدد من المقربين من ترامب، والدائرة المحيطة به، روجوا خلال الساعات الأخيرة على السوشل ميديا، إلى أنّ سنودن وأسانج "لا يستحقان العفو". مستشار ترامب السابق سيباستيان غوركا، اعتبر في تغريدة على "تويتر" أنّ "سنودن كان خائناً، لأنه نقل بياناته المسروقة إلى الصين وروسيا؛ عدوّينا اللدودين". أمّا أسانج فنرجسيّ غاضب يعتقد أنه لا ينبغي تصنيف أي شيء على الإطلاق، ولا حتى لأجل أمننا القومي". 

سنودن كان غرد قبل ساعات من صدور عفو ترامب الأخير، مؤكداً أنّ "الفشل في العفو عن أسانج يقع على عاتق رجل واحد، وسيتذكر التاريخ أنه لم يكن محامياً للبيت الأبيض"، مشدداً على أنّ عواقب الفشل في العفو عن أسانج "تعني أنه سيبقى في السجن إلى أجل غير مسمى، بينما تقدم وزارة العدل بلا نهاية مناشدات لا تستحقها على الرغم من ذلك". 

الكثير من الشخصيات الأميركيّة تطالب ترامب منذ سنوات بإصدار عفوٍ عن سنودن وأسانج، حمايةً لحرية الرأي والتعبير، واستعادةً للديموقراطيّة الأميركيّة. فيما يغادر ترامب منصبه اليوم، من دون العفو عنهما.

أنصار الرجلين، والمنظمات الحقوقيّة حول العالم، دعت الجميع إلى الاستمرار في الدفاع عن جوليان أسانج وإدوارد سنودن، والمطالبة بالعفو عنهما ليعودا إلى حياتهما الطبيعيّة، التي دمرت بسبب قرارهما الدفاع عن حق الناس في المعرفة. 

وبدأت المطالبات للرئيس المنتخب جو بايدن، والذي يتسلّم منصبه اليوم الأربعاء، باصدار عفو عن الرجلين في أقرب فرصة ممكنة.

يذكر أنّ سنودن، فرّ من الولايات المتحدة بعد تسريب ملفات سريّة لوكالة الأمن القومي الأميركيّة حول برامج مراقبة السكان السريّة عام 2013، ومنحته روسيا حق اللجوء. وتسعى السلطات الأميركيّة منذ سنوات لإعادته إلى البلاد، حتى يمثل أمام محكمة جنائيّة ليواجه اتهامات بالتجسس.

أما أسانج، استرالي الجنسيّة، فتعود قضيته إلى العام 2010 بعدما نشر على موقعه "ويكيليكس" معلومات سريّة ألحقت ضرراً كبيراً بسمعة الحكومة الأميركيّة حول العام. وخوفاً من تسليمه إلى الولايات المتحدة ومحاكمته هناك، لجأ في عام 2012 إلى سفارة الإكوادور في لندن وبينما صدرت بحقه مذكرة توقيف في ستوكهولم، منحته الإكوادور حق اللجوء السياسي. 

أسانج الذي يقبع حالياً في سجن "بيلمارش" الشديد الحراسة في لندن، رفض القضاء البريطاني مؤخراً، طلب تسليمه إلى الولايات المتحدة التي تعتزم محاكمته بتهمة التجسس. 

اخترنا لك