"حماس": انتفاضة الحجارة.. ملحمة شعبية وطنية ملهمة
حركة حماس تؤكد في ذكرى الانتفاضة الأولى أن المقاومة حق مشروع وخيار استراتيجي ولن تتخلى عنه، معلنة رفضها كل أشكال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
أصدرت حركة حماس في الذكرى الـ33 للانتفاضة الأولى بياناً قالت فيه: "لم يكن تاريخ الثامن من شهر كانون الأول من العام 1987 مجرد ذكرى لتفجر انتفاضة الحجارة الكبرى، أو ذكرى تتشابه مع ذكريات كثيرة من التاريخ الثوري المشرق للشعب الفلسطيني، بل كانت وستظل في وعي الشعب وذاكرته منارة سامقة وعلامة فارقة في تاريخ النضال الفلسطيني".
وأضافت: "في انتفاضة الحجارة، سجّل الشعب الفلسطيني ملحمة بطولية شارك فيها كل الشعب بكل فئاته وطوائفه وأجياله، حيث كان لهذه الهبة الشعبية الشاملة العارمة وقع كبير على المحتل الذي راهن في تلك الفترة على وهم تدجين الشعب الفلسطيني وكي وعيه".
وقالت إن الشعب "اختار التعايش مع الواقع، ولم يعد يطالب بحقوق سياسية وتحرير، فقد جاءت انتفاضة الحجارة كالصاعقة على المحتل الصهيوني وقيادته، فقلبت الطاولة على رأس المحتل، وحطمت كل رهاناته الخاسرة، وأثبتت لكل الدنيا أن في فلسطين شعبًا لا يقبل الضيم، ولن يكون بدعاً بين الأمم، فيرضخ للمحتل ويسكت عن حقه، بل إنه في ثورته صار ملهماً لكل شعوب الأرض التي تسعى للتحرر".
وأردفت قائلةً في بيانها: "لقد قدّم شعبنا الفلسطيني في انتفاضة الحجارة التضحيات الجسام التي أثبتت أن الشعب الفلسطيني متجذر في أرضه ومتمسك بهويته الوطنية، ويأبى الاستسلام والانكسار لكل محاولات تشويه الوعي الوطن والعبث بالانتماء للأرض والقضية. وقد تجلت في هذه الانتفاضة الوحدة الوطنية ووحدة الدم بين كل فصائل الشعب الفلسطيني ومكوناته، فقاتل الجميع كتفًا بكتف، وكفًا بكف، فاستعصى شعبنا الفلسطيني على الكسر، وأذاق الاحتلال ويلات المواجهة والتصدي".
وشددت على أن "ما تتعرض له القضية الفلسطينية اليوم من مخاطر الشطب والتصفية هو أدعى إلى أن تتضافر الجهود وتتوحد البنادق في مواجهة عدو واحد، وهو الاحتلال الصهيوني، فها هو يعلن يومًا بعد يوم عن مزيد من مشاريع الاستيطان في الضفة الغربية، وينادي بضم الأغوار وفرض سيادته المزعومة عليها وعلى المستوطنات الجاثمة على حدود 67، وها هو يشن الاقتحام تلو الآخر على المسجد الأقصى المبارك، في محاولة لفرض حقائق جديدة وتمرير أقذر عملية تزوير للتاريخ من خلال محاولات التهويد، ومحاولات التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك وحرق الكنائس".
بدورها، أكدت لجان المقاومة في فلسطين أن إنتفاضة الحجارة شكلت محطة هامة ورافداً أصيلاً ونموذجاً مشرفاً للمقاومة والوحدة ضد الاحتلال الإسرائيلي، مطالبة السلطة الفلسطينية "بمغادرة نهج أوسلو لإفشال المؤامرات والمخططات التصفوية للقضية الفلسطينية".
وفي بيانها، قالت إن التطبيع وهرولة بعض الدول العربية للارتماء في أحضان الاحتلال أضرت بالقضية الفلسطينية وبالأمتين العربية والإسلامية، داعية أحرار العالم إلى مجابهة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.