"ذا نيويوركر": ترامب يقوم بعملية "تطهير" في وزارتي الدفاع والأمن الداخلي
ذكرت "ذا نيويوركر" أن ترامب يقوم بتطهير في وزارتي الدفاع والأمن الداخلي، من أي شخص ليس موالياً له بنسبة مئة في المئة، ويقوم بتعيين موالين شديدين له.
كشفت مجلة "ذا نيويوركر" الأميركية أنه بعد أن أقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزير الدفاع ميكل إسبر، فإن ترامب يقود عمليات فصل وتوظيف صاخبة أخرى في المؤسسات الأمنية الأميركية.
ففي وزارة الدفاع - البنتاغون، أقال ترامب العديد من كبار المسؤولين وعين أربعة مسؤولين جدد، كثيرون منهم كانوا مساعدين أو موظفين سابقين لدى النائب ديفين نونيس، وهو مؤيد قوي لترامب. ففي أوائل عام 2017، عندما كان نونيس رئيساً للجنة الاستخبارات في مجلس النواب، دعا نونيس إلى مؤتمر صحفي للإعلان عن أن أحد المبلغين عن المخالفات في مجتمع الاستخبارات قد شارك معه وثائق سرية برأت الرئيس ترامب من أي أعمال غير لائقة تتعلق بروسيا خلال انتخابات عام 2016.
واتضح أن المصدر الحقيقي للوثائق كان مجموعة من مساعدي ترامب، الذين عرضوها على نونيس خلال زيارة له في وقت متأخر من الليل إلى البيت الأبيض. وأُجبر نونيس على التنحي عن تحقيق لجنته في التدخل الروسي في الانتخابات بينما حققت معه لجنة الأخلاقيات في مجلس النواب لإفشائه معلومات سرية بشكل غير قانوني. وتمت تبرئة نونيس في النهاية.
وحصل اثنان من مساعدي البيت الأبيض الذين عرضوا الوثائق على نونيس على وظائف جديدة مهمة هذا الأسبوع. وكان تم فصل أحدهم، وهو عزرا كوهين-واتنيك، بعد فضيحة نونز من قبل هربرت ماكماستر، مستشار الأمن القومي لترامب في ذلك الوقت. هذا الأسبوع، تم تعيين كوهين-واتنيك وكيل وزير الدفاع لشؤون الاستخبارات. التعيين الآخر، هو لمايكل إليس، الذي تم تنصيبه كمستشار قانوني لوكالة الأمن القومي، التي تشرف على شبكة عالمية للمراقبة وجمع المعلومات الاستخبارية.
وذكرت "ذا نيويوركر" أن ترامب قام بخطوات مماثلة في وزارة الأمن الداخلي، حيث أطاح باثنين من كبار المسؤولين. وقال مسؤول كبير سابق في الأمن القومي: "إنه تطهير للوكالات من أي شخص ليس موالياً بنسبة مئة في المئة، وغير مستعد لفعل ما يريده الرئيس، بغض النظر عن مدى الفساد".
لقد أثارت التغييرات في الموظفين هذا الأسبوع مخاوف داخل وخارج الحكومة، من أن يأمر ترامب بكشف واسع النطاق عن مواد سرية يعتقد أنها ستفيده سياسياً - ولكنها قد تضر بعلاقات أميركا مع حلفائها وتعوق جمع المعلومات الاستخباراتية.
وقال المسؤول الكبير السابق في الأمن القومي إن الهدف الرئيسي لترامب هو الإفراج عن مجموعة نفيسة من المعلومات الاستخباراتية يعتقد أنها يمكن أن تدحض الشكوك حول أنه عمل مع العملاء الروس خلال انتخابات عام 2016 - أو قد تدحض المزاعن أن روسيا تدخلت على الإطلاق، وذلك على الرغم من النتائج التي توصلت إليها وكالات الاستخبارات الأمريكية بالإجماع، والتي تناقض ذلك.
وقد عارضت مديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية جينا هاسبل بشدة رفع السرية عن المواد، بحجة أنها قد تسبب ضرراً شديداً لحلفاء الولايات المتحدة، وللعملاء الذين يعملون نيابة عن الاستخبارات الأميركية. وأراد ترامب إقالة هاسبل لإفساح الطريق أمام رفع السرية، لكنه توقف حتى الآن. ومع بقاء حوالى عشرة أسابيع قبل انتهاء إدارة ترامب، يظل من الممكن أن يطرد هاسبل، إلى جانب كريستوفر راي، رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي.
وقال أحد المساعدين الكبار في الكونغرس للمجلة: "أعتقد أننا سنشهد المزيد من عمليات فصل الأشخاص المحترفين وتعيين المزيد من العملاء المضحكين في أماكنهم".
وقال مسؤول في الإدارة الأميركية للمجلة إن العديد من الأشخاص حول الرئيس يأملون أن يأخذ استراحة ببساطة. لكن المسؤول يعتقد أن ترامب سيتنحى في 20 كانون الثاني / يناير، حتى لو لم يتنازل عن مزاعمه بالفوز. وقال المسؤول: "لن يحاصر نفسه في البيت الأبيض. سيرحل".
وقالت "ذا نيويوركر" إن وليام بار هو المسؤول الوحيد في الإدارة الذي يملك سلطة إيقاف دونالد ترامب ومحاولته الانقلابية. فقد نجا ترامب من المساءلة في الكونغرس، ومن ستة وعشرين اتهاماً بسوء السلوك الجنسي، وآلاف الدعاوى القضائية. وقد ينتهي حظه الآن بعد أن تم انتخاب جو بايدن الرئيس المقبل.
ومع احتمال أن يغير التقاضي نتيجة الانتخابات، يتطلع الجمهوريون إلى استراتيجيات قد تبقى حتى بعد عمليات الرفض في كل من صناديق الاقتراع وفي المحكمة.
ترجمة: الميادين نت