الجزائر تدعو المغرب و"البوليساريو" إلى وقف إطلاق النار
الجزائر تستنكر الانتهاكات في منطقة الكركرات الصحراوية، وتدعو المملكة المغربية وجبهة البوليساريو إلى إبداء الشعور بالمسؤولية وضبط النفس.
استنكرت الجزائر "بشدة الانتهاكات الجسيمة في منطقة الكركرات الصحراوية"، وطالبت "بوقف فوري لإطلاق النار، والعمليات العسكرية التي من المحتمل أن تؤثر نتائجها على استقرار المنطقة برمتها".
ودعت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان "المملكة المغربية وجبهة البوليساريو إلى إبداء الشعور بالمسؤولية وضبط النفس".
كما دعت "الطرفين إلى احترام الاتفاقية العسكرية رقم 1 الموقعة بينهما مع الأمم المتحدة".
وقالت: "نتوقع من الأمم المتحدة الإنجاز الدقيق لمهامها بحياد ومن دون قيود أو عقبات، ونناشد أمين عام الأمم المتحدة لتعيين مبعوث شخصي في أقرب وقت للاستئناف الفعال للمحادثات السياسية".
يأتي بيان الخارجية الجزائرية بعد أن أعلن المغرب اليوم صباحاً إطلاق عملية عسكرية في منطقة الكركرات العازلة في الصحراء الغربية المتنازع عليها مع جبهة "البوليساريو"، وردّت الجبهة معتبرة أن العملية أنهت وقف إطلاق النار بين الجانبين المعمول به منذ 30 عاماً، وأن "الحرب بدأت".
وقال بيان لوزارة الخارجية المغربية اليوم إن "العملية تأتي بعد إقفال أعضاء من جبهة "بوليساريو" منذ 21 تشرين الأول/أكتوبر، "الطريق الذي تمرّ منه خصوصاً شاحنات نقل بضائع من المغرب نحو موريتانيا وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء".
وأوضحت قيادة القوات المسلحة المغربية في وقت لاحق أنها "أقامت ليل الخميس الجمعة حزاماً أمنياً من أجل تأمين تدفق السلع والأفراد عبر المنطقة العازلة في الكركرات".
وشددت في بيان نقلته وكالة الأنباء المغربية على أن العملية "ليست لها نوايا عدوانية"، و"تقوم على تجنب أي احتكاك مع أشخاص مدنيين وعدم اللجوء إلى استعمال السلاح إلا في حالة الدفاع الشرعي".
في المقابل، قال الناطق الرسمي باسم حكومة "الصحراء الغربية" إنه "اليوم الجمعة 13 تشرين الثاني/نوفمبر في الساعات الأولى من الفجر أقدمت المغرب على الإعلان نهائياً عن نسف وقف إطلاق النار وذلك بعد إقحامها مجموعة من القوات المدنية في هجوم على المدنيين الصحراويين المحتجين سلمياً أمام ثغرة الكركرات غير القانونية".
وأعلنت الحكومة الصحراوية أن "الجيش المغربي أقدم على فتح ثلاث ثغرات شرق الثغرة التي غير الشرعية في منطقة الكركات".
وجاء في البيان أنه في الوقت نفسه تجاوزت قواتها المسلّحة ما وصفته بـ"جدار الذل والعار" قرب الثغرة من أجل الالتفاف على المنطقة وتطويقها.
كما أوضح البيان أن "هذا الفعل تصدّى له جيش الحكومة الصحراوية وبالمحصلة بدأت المعارك واندلعت الحرب المفروضة على شعبنا ومعها ولجنا مرحلة جديدة وحاسمة من كفاح شعبنا الأبي المدافع عن حقه المشروع في الحرية والكرامة والسيادة".
هذا ودعت أيضاً موريتانيا إلى احترام وقف إطلاق النار في الصحراء الغربية.
بالتزامن، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن "غوتيرش يأسف لفشل جهوده لتجنب التصعيد في الصحراء الغربية، وإنه يساوره قلق كبير حيال التداعيات المحتملة للتطورات الأخيرة في المنطقة".
وأضاف دوجاريك أن "غوتيرش ما زال ملتزماً تجنب انهيار وقف إطلاق النار الساري بين المغرب وجبهة البوليساريو منذ 30 عاماً".