روسيا تكشف دور تركيا في ناغورنو كاراباخ.. محكٌ جديد لعلاقة البلدين؟
الاستخبارات الروسية تتّهم نظيرتها التركية بالتورّط في صراع ناغورنو كاراباخ، ما يعكس تعارض البلدين في تناولهما للصراع في الإقليم.. أي دلالة لذلك؟
يبدو أن مشاركة تركيا في النزاع القائم بين أرمينيا وأذربيجان حول إقليم ناغورنو كاراباخ، صار مسألةً محسومة، خاصةً بعد كشف جهاز الاستخبارات الروسي عن حصول بلاده على معلومات في هذا الشأن.
فسيرغي ناريشكين، أعلن اليوم بوضوح، أن المخابرات التركية تشارك في أحداث ناغورنو كاراباخ، مؤكداً أن مسلحين سوريين يشاركون كذلك في هذه المعارك.
وبالتوازي، أكد المرصد السوري المعارض، اليوم الجمعة، عن رصده وصول دفعة جديدة من جثث "مرتزقة الفصائل" الموالية لأنقرة إلى الأراضي السورية، ممن قتلوا في معارك إقليم ناغورنو كاراباخ، مقدرةً أعدادهم بـ12 أو ما يزيد.
ليس هذا أول التحذيرات الروسية، ففي وقت سابق، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره التركي رجب طيب إردوغان، عن قلقه الشديد من مشاركة مسلحين من منطقة الشرق الأوسط في الأعمال العدائية، الأمر الذي شدد عليه وزير الخارجية سيرغي لافروف مراراً.
ومنذ بداية المعارك بين الدولتين، أعلنت تركيا بوضوح أنها تقف إلى جانب جارتها أذربيجان، وذلك على لسان وزير دفاعها خلوصي أكار ورئيس الجمهورية رجب طيب إردوغان، الذي قال: "نقف وسنواصل الوقوف بكافة إمكاناتنا وقدراتنا إلى جانب أذربيجان الشقيقة والصديقة، وإن شاء الله النضال سيستمر حتى تحرير كاراباخ".
وفيما تسعى تركيا لتسريع حسم أذربيجان للمعركة حول الإقليم، يبدو أن روسيا مهتمة بإنهاء القتال والتسريع بالمفاوضات ضمن مجموعة "مينسك"، وهذا ما يعكسه تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه يأمل إنهاء هذا القتال في "المستقبل القريب جداً، فهناك سكان يموتون وخسائر ثقيلة في الطرفين".
وما يحول دون انحياز روسيا إلى واحدة من إحدى الجمهوريتين التابعتين سابقاً للاتحاد السوفياتي، هو تحالفها العسكري مع يريفان من جهة، واحتفاظها بعلاقات وثيقة مع حكومة باكو من جهة أخرى.
لكن تركيا مهتمة بحماية قوتها في أذربيجان وتعزيزها، إذ يجمعها بباكو مصالح اقتصادية متعلقة بتبادل التجارة وأمن الطاقة، كما تشكل أذربيجان لأنقرة ضرورة استراتيجية إلى حد وصف رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو، "احتلال" أرمينيا لخُمس الأراضي الأذرية في الحرب "من أهم الخسائر الاستراتيجية التي مُنيت بها تركيا في مرحلة ما بعد الحرب الباردة".
ويحمل كلام رئيس جهاز الاستخبارات الروسي حول التدخل التركي في صراع الإقليم، دلالات تتخطى الأزمة الواقعة في القوقاز، إذ أن الخلافات بين روسيا وتركيا عرفت في السنوات الأخيرة تمدداً بين ليبيا وسوريا، الأمر الذي أثّر سلباً على علاقات البلدين بشكل أو بآخر.