تظاهرات وسحب اعتراف بالسلطة.. أحزاب سودانية تعلن عن خطواتها ضد التطبيع
على خلفية إعلان تطبيع السودان مع "إسرائيل"، "حزب البعث" السوداني أول حزب يعلن سحب دعمه للسلطة الانتقالية في البلاد، ورئيس الحزب الوحدوي الناصري جمال ادريس الكنين يقول إنه قد يتم سحب الاعتراف بالحكم الحالي".
أعلن رئيس "الحزب الوحدوي الناصري"، وعضو المجلس المركزي لقوى "الحرية والعدالة"، جمال ادريس الكنين في حديث للميادين عن إجراءات قريبة "سياسية وميدانية "تعبيراً عن رفضنا للتطبيع وستنظم تظاهرات جماهيرية، ومن بين الخيارات المطروحة سحب الاعتراف بالحكم الحالي".
وقال الكنين إن "التطبيع لا يعبر عن شعبنا، ولا يصب أبداً في مصلحة السودان، وهو يعبر عن التبعية ويناقض موقف شعبنا التاريخي، وهو لا يخدم الا المصالح الشخصية لبعض المسؤولين في السودان".
وشدد على أنه "ليس من حق مجلس السيادة الانتقالي في السياسة الخارجية"، واعتبر أن ما جرى هو "تعدّ على مواثيقنا"، وأن "مسار التطبيع يخلق شرخاً بين القوى السياسية ولا ينطبق أبداً ومسار الثورة".
وأكد الكنين أن من "طبّع مع العدو لن يستفيد منه بأي شيء، فالتطبيع يخالف المبادئ التي تهم الشعب السوداني الذي لم يتم إطلاعه على ما جرى من اتفاقيات".
بدوره، قال رئيس المكتب السياسي لـطحزب الأمة القومي" السوداني محمد المهدي حسن في حديث للميادين، إن "إعلان التطبيع هو كالسمّ في الدسم".
وأضاف أن "الشعب السوداني سيقاوم بكل الوسائل الممكنة التطبيع الذي يحاولون فرضه عليه".
من جهته، أعلن حزب البعث السوداني، أمس السبت، سحب تأييده للسلطة الانتقالية، على خلفية الإعلان الثلاثي بإنهاء حالة العداء بين الخرطوم وتل أبيب.
ودعا الحزب، في بيان له، القوى السياسية، ومنظمات المجتمع المدني الرافضة للتطبيع إلى "الاصطفاف في جبهة عريضة"، لمقاومة ما أسماه "تزييف إرادة الشعب السوداني، ومحاولات تركيعه وإذلاله"، حسب ما ذكرت، صحيفة "التغيير" السودانية.
ووصف البيان، خطوة التطبيع بـ"فصول المأساة"، كما اعتبرها "محاولة من العدو للانتقام من عاصمة اللاءات الثلاث التي ضمّدت جراحات الأمة العربية بعد نكسة 1967، ورسمت الطريق إلى نصر تشرين الأول/أكتوبر 1973".
واتهم الحزب، أطرافاً بالسلطة الانتقالية "بالتهافت"، و"خضوعهم للابتزاز الأميركي-الصهيوني وقفزهم فوق الوثيقة الدستورية التي لم تخوّل لهم اتخاذ قرارات مصيرية، فيما يتعلق بإقامة علاقة مع إسرائيل".
كما اعتبر أن مثل هذه العلاقة هو من صميم عمل برلمان منتخب من الشعب، وأن الأخير وحده هو الذي يقرر خياراته، مشيراً إلى الخطوات السرية السابقة ولقاء رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان.
"حزب البعث" طالب السودانيين بالوقوف في وجه ما وصفها "بالمؤامرة التي تدعمها أطراف دولية وإقليمية لإجهاض الثورة السودانية، وإفراغها من مضمونها، والعودة بالبلاد إلى مستنقع المحاور والتبعية، والتي جاءت الثورة لإعادة السودان إلى موقعه الطبيعي والرائد في قارته الأفريقية ومحيطه العربي".
وأبدى الحزب ثقته في وعي الشعب السوداني ومحافظته على تراثه النضالي، وإحباط هذا التحرك المشبوه، و"لفظ المهرولين والمتهافتين على موائد الكيان الصهيوني، الخارج على القانون الدولي والشرعية الدولية".
من جهته، دان "المؤتمر الشعبي" قرار التطبيع، وطالب الحكومة التنفيذية ومجلس السيادة بالتراجع عنه، مشيراً إلى أن الحكومة الحالية هي "حكومة انتقالية ليس من حقها اتخاذ مثل هذه القرارات المصيرية، ولا سيما أنها حكومة تسيّرها السفارات والمنظمات الأجنبية".
ودعا "المؤتمر الشعبي" كافة الأحزاب وقطاعات المجتمع إلى "الاصطفاف والتكاتف والنزول إلى الشارع في تحركات جامعة تسقط هذا الموقف المسيء إلى الشعب السوداني صاحب المواقف التاريخية المشهودة".
وكان حزب الأمة السوداني قد هاجم يوم الجمعة، مؤسسات الحكم الانتقالي على خلفية سعيها للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وواصلت أحزاب سودانية معارضة التعبير عن رفضها إعلان اتفاق تطبيع السودان مع "إسرائيل"، وكشف الطيب مصطفى رئيس حزب "منبر السلام العادل" السوداني أن الحزب يريد أن يشكل جبهة "لمواجهة هذا الفعل الخياني، ونحن لا نعترف بالحكومة الحالية".
وفي السياق، رفض "تحالف الإجماع الوطني" في السودان اليوم السبت اتفاق التطبيع الذي أجرته حكومته مع "إسرائيل"، وقال إن "السلطة الانتقالية تتعمد انتهاك الوثيقة الدستورية بالمضي خطوات في اتجاه التطبيع".
هذا ويشهد السودان موجة غضب شعب رفضاً للتطبيع، وأقدم متظاهرون سودانيون على حرق العلم الإسرائيلي احتجاجاً على اتفاق التطبيع، وردّدوا هتافات منددة برئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان.
يأتي ذلك، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الجمعة الماضي، اتفاق تطبيع السودان العلاقات مع "إسرائيل". كما أعلن البيت الأبيض أن ترامب وقّع رسمياً إزالة إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وذلك في أعقاب موافقة السودان على تسوية بعض مطالبات ضحايا الإرهاب وعائلاتهم من الولايات المتحدة.