إعلام إسرائيلي: بعد رفع السودان من قائمة الإرهاب سيتم تطبيع العلاقات مع "إسرائيل"
معلقة الشؤون السياسية في قناة "كان" الإسرائيلية تقول إنه حصل تقدم كبير في الاتصالات بين "إسرائيل" والسودان بوساطة أميركية، وإعلام إسرائيلي يكشف أنه سيتم تطبيع العلاقات بين "إسرائيل" والسودان.
قالت مصادر إسرائيلية، مساء الإثنين لـ "ynet" إن هناك تفاهمات أنه بعد إزالة السودان عن قائمة الدول الداعمة للإرهاب سيكون هناك إعلان عن تطبيع العلاقات بين "إسرائيل" والسودان. وهذا بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن موافقة السودان على دفع تعويضات لضحايا الإرهاب الأميركيين.
الموقع ذكر أن "الخبراء يقدّرون أن الأرضية في السودان لإقامة علاقات مع "إسرائيل" لم تنضج بعد بسبب النزاعات القبلية التي تهدد بشرذمة البلد".
وأضاف أن "إعلان ترامب يأتي بعد تحذيرٍ للخرطوم اشترط إزالة السودان عن قائمة الدول الراعية للإرهاب مقابل التطبيع مع "إسرائيل". في "إسرائيل" توقّعوا إعلاناً من ترامب عن التطبيع الذي سيُقدّم كإنجازٍ إضافي لإدارة ترامب بعد اتفاقات أبراهام. لكن ترامب لم يطرح الموضوع. على ما يبدو، الـCIA والخارجية حذرتا الرئيس من أن السودان ليس ناضجاً بعد للإعلان عن تطبيعٍ مع "إسرائيل" وأنه من غير الصحيح فرض هذا عليه".
الموقع الإسرائيلي لفت إلى أنه "من الممكن التأنّي في الإعلان عن تطبيع مع "إسرائيل" لأن الولايات المتحدة معنية بمنح السودان هامش مناورة مستقل، بحيث لا يُعتبر عملاً ناتجاً عن إنذار أميركي. كذلك للولايات المتحدة مصلحة في الاتفاق مع السودان، من أجل منع نفوذٍ صيني في هذا البلد. إلى جانب هذا، هناك من يعتقدون أنه من الأفضل للسودان انتظار الانتخابات الأميركية. إذا فاز بايدن ليس بالضرورة أن يربط إقامة علاقات مع "إسرائيل" بإزالة السودان عن القائمة".
وكشف "ynet" أنه "تجري اتصالات سرية بين "إسرائيل" والسودان سُجّل فيها تقدّمٌ كبير".
وكانت معلقة الشؤون السياسية في قناة "كان" الإسرائيلية قالت إنه "حصل تقدم كبير في الاتصالات بين "إسرائيل" والسودان بوساطة أميركية".
ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين كبار قولهم إنه يتوقع في الأيام المقبلة إصدار إعلان رسمي عن تأسيس العلاقات بين "إسرائيل" والسودان.
وأشارت إلى أن "ترامب هو من يفترض أن يعلن عن هذه الخطوة التي تقضي بانضمام دولة إضافية إلى اتفاق ابراهام الذي يضم الإمارات والبحرين".
كما وأكدت أن "إعلان ترامب، وفقاً لمصادرها، قد يكون غداً أو يوم الأربعاء، أي بمعنى أن الموضوع لن يتعدى الأيام المقبلة، وضمن هذا الاتفاق، الولايات المتحدة ستخرج السودان عن لائحة الدول الداعمة للإرهاب، وهو شرط وضعوه في السودان مع منحة مالية مهمة تمهيداً للتطبيع مع إسرائيل".
جاء ذلك عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب "رفع اسم السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب، بعد دفعه 335 مليون دولار كتعويضات لأسر ضحايا الإرهاب الأميركيين".
وكان مسؤولان أميركيان قالا في وقت سابق من اليوم لوكالة "رويترز" إن "إدارة ترامب بصدد الاتفاق مع السودان على رفعه من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب".
وقال أحد المسؤولين إن "الاتفاق قد يؤذن ببداية خطوات من السودان نحو إقامة علاقات دبلوماسية مع "إسرائيل"، لكن لا يزال العمل قائماً على التفاصيل".
وتكثف واشنطن الضغوط على الخرطوم لتطبيع العلاقات مع "إسرائيل" قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في 3 تشرين الثاني/نوفمبر.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت "المونيتور" إن الولايات المتحدة والإمارات تواصلان الضغط لتطبيع السودان مع "إسرائيل".
ونقل مراسل الميادين عن مصادر، الشهر الماضي، طرح شروط إسرائيلية-أميركية-إماراتية على السودان، في موضوع التطبيع، بينها أن يضم الوفد المطبع وزير العدل السوداني الذي يحمل الجنسية الأميركية، والذي سبق أن عمل مستشاراً في مكاتب أميركية وخليجية.
وتضمنّت الشروط وعددها 47، إمكانية أن يكون السودان وطناً بديلاً لتوطين الفلسطينيين، والسيطرة الأميركية في البحر الأحمر السوداني عن طريق جنوب السودان، إضافةً إلى منع السلطات السودانية من منح الشركات الصينية أي استثمار.
كما طالبت واشنطن بالإشراف على الموانئ والمياه الإقليمية السودانية بذريعة محاربة الإرهاب، وبتعديل المناهج التعليمية السودانية، إضافةً إلى تحويل السودان الى منفى لمن تطرده الإمارات و"إسرائيل" وأميركا.
في المقابل، اعتبر زعيم حزب الأمة السوداني الصادق المهدي، أن التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي خيانة، ولا علاقة له بالحريات.
من جهته، أكد القيادي في حزب المؤتمر الشعبي السوداني إدريس سليمان، أن "الشعب السوداني بجميع اطيافه يرفض التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي".
هذا وأكد رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، أن قضية تطبيع بلاده للعلاقات مع "إسرائيل" تبدو "معقدة، وتحتاج إلى توافق مجتمعي"، رافضاً ربط عملية التطبيع بقضية شطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
والتقى رئيس المجلس السيادي الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أوغندا، في شباط/ فبراير الماضي، حيث اتفقا على بدء "التعاون المشترك" الذي من شأنه أن يؤدي إلى "تطبيع العلاقات بين البلدين"، بحسب ما أعلن بيان صادر عن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي، إلا أن الحكومة السودانية أكدت أنه لم يتم إخطارها أو التشاور معها في مجلس الوزراء بشأن لقاء الأخيران.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية في حينها، إن اللقاء الذي جمع بين البرهان ونتنياهو استمر نحو ساعتين، موضحة أنهما ناقشا "إمكانية السماح للطائرات الإسرائيلية التحليق في الأجواء السودانية وذلك لتقصير مدة الرحلات إلى أميركا الجنوبية".