إردوغان يدعو الاتحاد الأوروبي إلى البقاء على "الحياد" في الأزمة بين تركيا واليونان
في اتصال هاتفي بين الرئيس التركي ورئيس الاتحاد الأوروبي حول الأزمة بين أنقرة وأثينا، إردوغان يدعو الاتحاد إلى البقاء على الحياد، و تشارل ميشال يشدد على أهمية خفض التصعيد بين البلدين.
دعا الرئيس التركي رجب طيّب إردوغان، أمس الأحد، الاتّحاد الأوروبي إلى البقاء على "الحياد" في الأزمة بين تركيا واليونان في شرق البحر المتوسّط، وفق ما أعلنت الرئاسة التركيّة.
وأوضحت الرئاسة أنّ إردوغان دعا خلال الاتّصال الهاتفي مع رئيس الاتحاد الأوروبي تشارل ميشال "المؤسّسات والدول الأعضاء في الاتّحاد الأوروبي، إلى التحلّي بالعدالة والحياد والموضوعيّة والتصرّف بمسؤوليّة في القضايا الإقليميّة، ولا سيّما في شرق البحر المتوسّط".
President @RTErdogan spoke by phone with President of the European Council Charles Michel. pic.twitter.com/YK9PZwsy4u
— Turkish Presidency (@trpresidency) September 6, 2020
وشدد الرئيس التركي على أنّ موقف الاتّحاد الأوروبي شرقي المتوسّط "سيكون اختباراً لصدقيّته في ما يتعلّق بالقانون الدولي والسلام الإقليمي".
وقال إردوغان إنّ المواقف المحرّضة التي يتّخذها بعض المسؤولين الأوروبيين لا تُساهم في التهدئة.
من جهته، شدد ميشال على أهمية خفض التصعيد بين البلدين، داعياً تركيا إلى وقف الأنشطة التي من شأنها تغذية التوتّرات مع اليونان، وفق ما نقله دبلوماسي أوروبي.
ويحتدم الخلاف بين تركيا واليونان، وكلاهما عضوان في حلف شمال الأطلسي، بشكل متزايد بسبب ثروات الغاز والنفط في شرق المتوسط منذ أن نشرت تركيا سفينة استكشاف الشهر الماضي في المنطقة.
وكان إردوغان شدّد السبت لهجته حيال اليونان، محذّراً إيّاها بالقول "إمّا أن يفهموا بلغة السياسة والدبلوماسيّة، وإمّا بالتجارب المريرة التي سيعيشونها في الميدان".
وقال إردوغان في كلمة خلال افتتاحه مدينة طبية في اسطنبول "سيدركون أن تركيا تملك القوة السياسية والاقتصادية والعسكرية لتمزيق الخرائط والوثائق المجحفة التي تُفرض عليها"، في إشارة الى المناطق المتنازع عليها بين تركيا واليونان.
ولفت الى أنّ "تركيا وشعبها مستعدّان لأيّ سيناريو والنتائج المترتبة عليه".
وأعلن حلف الأطلسي في وقت سابق أن محادثات تقنية ستبدأ لتجنب وقوع حوادث بين أسطولي البلدين، لكن أثينا قالت إنها لم توافق على المحادثات. واتّهمت أنقرة اليونان برفض الحوار.
وتحضر الأزمة على جدول أعمال قمّة الاتّحاد الأوروبي في 24 و25 أيلول/سبتمبر. ودعا بعض الأعضاء في الاتّحاد إلى فرض عقوبات على تركيا.
وكان وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل تحدث عن إمكان فرض عقوبات على تركيا، على غرار ما فعلت باريس.
وقال ميشال لإردوغان الأحد إنّ "كل الإجراءات - بما فيها نهج الجزرة والعصا - ستُدرس" خلال القمّة في نهاية أيلول/سبتمبر.
ومع تصاعد التوتّر مع اليونان في شرق البحر المتوسّط، بدأ الجيش التركي الأحد تدريبات سنويّة في "جمهوريّة شمال قبرص التركيّة" التي لا تعترف بها سوى أنقرة.
وأشارت وزارة الدفاع التركيّة من جهتها، عبر "تويتر"، إلى أنّ التدريبات المقرّر أن تستمرّ حتى الخميس، تتواصل "بنجاح".
وتقول قبرص واليونان إن أنقرة تنتهك سيادتهما بتنقيبها عن موارد الطاقة في مياههما الاقليمية.
ونشرت تركيا في 10 آب/أغسطس سفينة الاستكشاف "عروج ريس" يرافقها أسطول من السفن الحربية في المياه بين قبرص وجزيرتي كاستيلوريزو وكريت اليونانيتين.
وتم تمديد بقاء السفينة في المياه المتنازع عليها ثلاث مرات.