استئناف محاكمة نتنياهو وسط احتجاجات على تعامل الحكومة مع أزمة كورونا
استؤنفت اليوم الأحد محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتهمة الكسب غير المشروع، بعد توقفها لمدة شهرين، وسط احتجاجات متصاعدة ضد الفساد وتعامله مع أزمة فيروس كورونا.
تعقد جلسة استماع أولية في المحكمة المركزية في مدينة القدس المحتلة، اليوم الأحد، للنظر في ملفات فساد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ومن المتوقع أن يتم تحديد عدد الجلسات التي ستعقد كل أسبوع في هذه القضية.
ووفق وسائل إعلام إسرائيلية، فإن الادعاء طلب محاكمة عاجلة تعقد فيها أربعة جلسات كل أسبوع، بينما عارض طاقم الدفاع عن نتنياهو وطلب بعقد جلستين، فيما تشير التقديرات الى أن تذهب المحكمة لعقد 3 جلسات أسبوعية.
وستحدد المواعيد لانعقاد جلسات الاستماع وبدء المحاكمة بشكل فعلي. وستعقد الجلسة من دون حضور المتهمين وستقتصر على مشاركة وحضور طواقم الدفاع ومن ضمنهم طاقم الدفاع عن نتنياهو.
رئيسة المحكمة القاضية ريفكا فريدمان فلدمان حددت سلسلة تواريخ لمحاكمة نتنياهو، وقالت إنه على الأطراف الاستعداد لسماع الشهادات في القضية بشهر كانون الثاني/ يناير من العام 2021.
وأضافت أن "كل المداولات ستفرض على المتهمين المثول في المحكمة وستعقد ثلاث جلسات في الأسبوع في أيام الإثنين والثلاثاء والأربعاء".
يأتي ذلك بالتزامن مع خروج آلاف المتظاهرين، مساء السبت، في القدس المحتلة تنديداً بالفساد وبإدارة الحكومة الإسرائيليّة لجائحة كوفيد-19 وتداعياتها. وتصاعد الغضب الشعبي خلال الأيّام الأخيرة، في أعقاب فرض مزيد من القيود لمواجهة عودة الوباء الذي ألحق أضراراً بالاقتصاد. ويتّهم المحتجّون الحكومة بأنّها "منفصلة" عن الواقع.
يذكر أن قضايا الفساد التي يواجهها نتنياهو هي أولاً القضية التي تسمى "الملف 1000"، ويتهم فيها بأنه تلقى أنواعاً فاخرة من السيجار وزجاجات الشمبانيا ومجوهرات تتجاوز قيمتها 700 ألف شيكل (240 ألف دولار) مقابل حصول من قدموها على امتيازات مالية شخصية.
وفي القضية الثانية، التي تسمى "الملف 2000"، يقول المحققون إن نتنياهو حاول التوصل إلى اتفاق مع الناشر أرنون موزيس مالك صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أكثر الصحف انتشاراً في "إسرائيل"، للحصول على تغطية إيجابية له.
أما القضية الثالثة هي بيزيك أو "الملف 4000" وتعتبر الأخطر على نتنياهو. إذ يشتبه المحققون بأنه حاول الحصول على تغطية إيجابية في الموقع الإلكتروني "والا". في المقابل يشتبه بأنه أمّن امتيازات حكومية درّت ملايين الدولارات على شاؤول إيلوفيتش رئيس مجموعة بيزيك للاتصالات وموقع "والا". ويؤكد نتنياهو أنه لم يقبل سوى هدايا من أصدقاء من دون مقابل.
بدوره، هاجم رئيس الحكومة السابق إيهود باراك بنيامين نتنياهو في أعقاب كلامه في تغريدة له على "تويتر" ضد التظاهرة أمام منزله أمس.
وقال "نتنياهو واهم وخائف ومرتبك، يسير نحو التحريض ونشر الأخبار الكاذبة. هؤلاء ليسوا فلسطينيين. إنهم شعب إسرائيل الذي خرج إلى الشوارع. لأنه لا يوجد لديهم خبز ولا مال ولا يوجد ديمقراطية، خذ إجازة واستعد لثلاث جلسات بالأسبوع في محكمة القدس اللوائية".
وكان نتنياهو كتب في تغريدته ضد التظاهرة "بانت الحقيقة، علم السلطة الفلسطينية في تظاهرة اليسار التي نظمها إيهود باراك".
موشيه يعلون: نتنياهو يدير الدولة مثل رئيس عصابة إجرامية
من جهته، لفت رئيس الأركان السابق وعضو الكنيست موشيه يعلون في مقابلة له صباح اليوم مع إذاعة "أف أم 103" إلى أنه "نحن موجودون في أزمة قيادة خطيرة جداً، أزمة عدم ثقة الجمهور بهذه القيادة، خطيرة جداً جداً. الناس ليسوا اغبياء وهم يدركون ما قلته حينها، عندما احتفل نتنياهو بالانتصار على كورونا".
وأضاف يعلون "أنا أعطيه عشر علامات على التسويق الكاذب، وأعطيه أيضاً 5 علامات على عدة قرارات صحيحة، والآن أعطيه صفراً على هذا وأعطيه صفراً على المصداقية. الناس يفهمون ذلك، وفي نهاية الأمر يجب تغيير هذه الحكومة السيئة، وبأسرع ما يمكن وبأي طريقة، سواء عبر إزاحة نتنياهو من التركيبة الحالية أو عبر الذهاب إلى انتخابات".
ورأى أن "نتنياهو يقود الدولة الآن إلى الفوضى. وهو في السنة الأخيرة جرّ المؤسسة السياسية إلى ثلاثة انتخابات، وتسبب بنفقات هائلة تقدر بعشر مليار شيكل، لأنه يريد الهرب من قفص المتهمين. لذلك الشرط الضروري وحتى وإن كان غير كاف لإصلاح هذا الأمر هو أن لا يكون هناك. إنه يدير الدولة مثل رئيس عصابة إجرامية. ليس لدي كلمات أخرى، إنها كلمات قاسية، لذلك هو يجب أن يتنحى".