لماذا يصعّد إردوغان ضد أرمينيا في صراعها مع أذربيجان؟
الرئيس التركي يدخل بين أذربيجان وأرمينيا مشتبكاً ومحارباً لم يدع الطرفين إلى ضبط النفس، على خلاف دعوات دولية إلى ذلك.
-
B7محلي للميادين: المعلومات تشير إلى تسليح كبير للجيش الأذري من قبل تركيا
دخلت اشتباكات أذربيجان وأرمينيا يوماً جديداً، ودخل على الخط الرئيس التركي رجب طيب إردوغان. لم يدع الطرفين إلى ضبط النفس، على خلاف دعوات دولية إلى ذلك.
"لن تتردد تركيا في التصدي للهجوم على أراضي أذربيجان"، يقول إردوغان، الذي دان بشدة طرفاً من دون آخر. وبحسب تصريحاته، تهدف أرمينيا إلى إطالة أزمة إقليم ناغورني قره باغ.
البداية مع إعلان وزارة الدفاع الأذربيجانية، يوم أمس الثلاثاء عن قصف مكثف للمناطق السكنية في منطقة توفوز على الحدود مع أرمينيا.
مدير المكتب الصحفي بوزارة الدفاع الأذربيجانية، العقيد فاجيف دارغياخلي، قال إن "القوات المسلحة الأرمينية جددت إطلاق النار المكثف على المناطق السكنية في منطقة "توفوز" ومواقع وحداتنا باستخدام الأسلحة الثقيلة والمدفعية".
في المقابل، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية سوشان ستيبانيان أن القوات الأذربيجانية فتحت النار مجدداً على القطاع الشمالي الشرقي من الحدود في منطقة تافوش.
ويأتي هذا التصعيد الجديد عقب فترة من الهدوء، بعد اشتباك في المنطقة بدأ في الـ12 من تموز/ يوليو الجاري، على الحدود الأرمنية الأذربيجانية، في منطقتي توفوز وتافوش المجاورتين، اللتين تقعان على الحدود مع جورجيا، واستمر لثلاثة أيام متوالية.
محلي للميادين: إردوغان سيسعى إلى التصعيد
وفي السياق، قال الخبير في الشؤون التركية حسني محلي في حديث إلى الميادين إن إردوغان لا يخفي نواياه واهتماماته تجاه أي شبر كان تحت سيطرة السلطنة العثمانية، مضيفاً أن "المعلومات تشير إلى تسليح كبير للجيش الأذري من قبل تركيا".
وأوضح محلي أن إردوغان سيسعى إلى التصعيد في الصراع الدائر بين أرمينيا وأذربيجان، مشيراً إلى أن الرئيس التركي يريد أن يشغل الرأي العام التركي بقضايا خارجية، لأنه يعيش أزمة داخلية بسبب الوضع الاقتصادي الصعب.
كما لفت إلى أن إردوغان يهدد روسيا بشكل مبطن وغير مباشر بتهديداته ضد أرمينيا، معتبراً أن الرئيس التركي يراهن على التناقضات بين الدول، "في وقت وصلت طموحاته إلى القطب الجنوبي"، لافتاً إلى أن لإردوغان "حسابات استراتيجية معقدة ولن يتخلى عنها".
عطوان للميادين: هل بإمكان إردوغان محاربة روسيا في أرمينيا وليبيا؟
من جهته، تساءل رئيس تحرير جريدة "رأي اليوم" الإلكترونية عبد الباري عطوان "هل من الحكمة أن يفتح إردوغان أكثر من جبهة في الوقت نفسه، وهل إمكانات تركيا تسمح بذلك؟".
عطوان أضاف في حديث إلى الميادين "أرمينيا وقّعت اتفاقية دفاع مشترك مع روسيا، وهي الطفل المدلل لموسكو"، متسائلاً "هل بإمكان إردوغان محاربة روسيا في أرمينيا وليبيا؟"، لافتاً إلى "تشتت تركيا على جبهات عديدة يشير الى سوء تقدير في الحسابات الاستراتيجية".
ردود الفعل الدولية
الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، علق على الحادثة قائلاً إن بلاده "لن تتردد أبداً" في التصدي لأي هجوم على حقوق وأراضي أذربيجان، معتبراً أن الاعتداء على حدود أذربيجان بالأسلحة الثقيلة هو مؤشر على أنها تتعرض لهجوم متعمد.
كما أشار إلى أن هجمات أرمينيا على أذربيجان تتجاوز الحدود بهدف إطالة "أزمة إقليم قرة باغ الأذربيجاني"، متهماً أرمينيا بأن هجومها كان متعمداً على الأراضي الأذرية، وأنها تهدف لخلق منطقة صراع جديدة.
وسبق أن أكّد وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، مواصلة تركيا "الوقوف إلى جانب القوات المسلحة الأذربيجانية ضد أرمينيا المستمرة في نهجها العدائي".
وعلى الفور، علق وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، اليوم الأربعاء، قائلاً إن "التوتر الحدودي بين أذربيجان وأرمينيا يشكل تهديداً لأمن المنطقة".
بدوره، أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف استعداد إيران للمساعدة بانهاء التوتر بين أرمينيا وأذربيجان.
أما موسكو، فتمسكت بالدعوة إلى الحوار وحثت الأطراف المتنازعة على ضبط النفس والالتزام بوقف إطلاق النار وأبدت استعدادها لتقديم المساعدة اللازمة لتحقيق الاستقرار.
إقليم ناغورني قره باغ تاريخياً
يقع إقليم ناغورني قره باغ جغرافياً داخل أذربيجان، وغالبيته الساحقة من الأرمن.
في تسعينيات القرن الماضي توغلت قوات أرمينيا إليه، لدعم الأرمن هناك في حرب أعلنوا بعدها إقليمهم دولة لا تحظى بأي اعتراف. وفي المقابل تتمتع ناخيتشيفان بحكم ذاتي منفصل جغرافياً عن باقي أذربيجان، متصل بها سياسياً.
تحيط بالإقليم أرمينيا وإيران، وتحده ببضعة كيلومترات تركيا. ولا يخفى أن بين الأرمن والأتراك ضغائن تاريخية، وأن السياسة التركية الحالية تبدو مشدودة إلى حقبة العثمانيين، فتركيا ما فتئت تتدخل في بؤر توتر عديدة.