تركيا: فرنسا تسعى إلى تعزيز الوجود الروسي في ليبيا
الخارجية التركية تقول إنه "يجب على ماكرون الإدراك أن الهجوم بهذا الشكل على تركيا لن يجلب له شيئاً على صعيد السياسة الداخلية"، وتتهم فرنسا باتباع "نهج تدميري" في ليبيا.
ندّدت تركيا في تصريح شديد اللهجة باعتماد فرنسا ما وصفته بـ"النهج التدميري" في ليبيا، متهمة إياها بـ"السعي لتعزيز الوجود الروسي".
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن "فرنسا، التي يقودها ماكرون أو بالأحرى غير القادر على قيادتها حالياً، ليست موجودة في ليبيا إلا لتحقيق مصالحها بعقلية تدميرية".
وأضاف خلال مؤتمر صحافي في أنقرة، أن "من جهة، يعتبر حلف الأطلسي روسيا بمثابة تهديد. لكن من جهة أخرى، تسعى فرنسا العضو في الحلف، إلى تعزيز وجود روسيا في ليبيا"، مشدداً على أنه رغم المصالح المختلفة لتركيا وروسيا في ليبيا، يعمل البلدان "على وقف لإطلاق النار".
وأشار جاويش أوغلو إلى أنه "ما يجب السؤال عنه وانتقاده، هو سياسة فرنسا وبشكل محدد أكثر سياسة ماكرون"، لافتاً إلى أنه "على ماكرون الإدراك أن الهجوم بهذا الشكل على تركيا لن يجلب له شيئاً على صعيد السياسة الداخلية. آمل أن يستخلص العبر من ذلك".
وتأتي هذه التصريحات غداة انتقادات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ندد فيها بـ"المسؤولية التاريخية والإجرامية" لأنقرة في النزاع الليبي.
وتابع ماكرون أن تركيا "لا تفي بأي من التزاماتها في مؤتمر برلين، وزادت من وجودها العسكري في ليبيا، واستوردت مجدداً وبشكل كبير مقاتلين جهاديين من سوريا".
سبق ذلك تصريحات تركية لرئيس البرلمان، مصطفى شنطوب، دعا فيها ماكرون إلى التفكير بالسلام في ليبيا والتخلي عن دعم خيار الحرب والمواجهة في هذه البلاد، غداة تجديد الأخير انتقاده لحلف شمال الأطلسي، في معرض تعليقه على الحادث العسكري البحري الأخير بين بلاده وتركيا في البحر المتوسط، حيث اعتبر ماكرون أن الأمر "يشكّل أحد أبرز الإثباتات على الموت السريري للناتو".
وتتهم تركيا فرنسا بـ"لعب لعبة خطرة" في ليبيا، بدعمها القوات المناهضة لحكومة طرابلس، في حين أن ماكرون من جهته أيضاً يتهم أنقرة بـ"لعب لعبة خطرة" بدعمها لحكومة السراج.
سبق ذلك اتّهام المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، فرنسا بـ"تعريض أمن الحلف الأطلسي للخطر"، وذلك بـ"دعمها" المشير خليفة حفتر في ليبيا.
وقال كالين: "في ليبيا، نحن ندعم الحكومة الشرعية، فيما تدعم الحكومة الفرنسية زعيم حرب غير شرعي، وتعرّض بذلك للخطر أمن الحلف الأطلسي، والأمن في المتوسط، والأمن في شمال أفريقيا، والاستقرار في ليبيا"، بحسب تعبيره.
وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أعلن أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وجّه تعليمات بالعمل المشترك مع الولايات المتحدة في ليبيا.
وقال أوغلو: "واشنطن بدأت تؤدي دوراً أكثر فاعلية في ليبيا وتعاوننا سوياً سيسهم في استقرار المنطقة". كما أضاف أن "هناك مقاربة إيجابية بين الرئيسين ترامب وإردوغان بخصوص ليبيا".
وألمح إردوغان سابقاً إلى استبعاد حفتر من المعادلة السياسية في ليبيا، في ضوء الجهود الدبلوماسية التي تجريها أنقرة مع الولايات المتحدة، مؤكداً وجود مساعٍ للسيطرة على مدينة سرت الليبية بالكامل، وقاعدة الجفرة (600 كيلومتر جنوب العاصمة طرابلس)، إضافةً إلى التقدم على الشريط الساحلي، واستعادة السيطرة على حقول النفط في الجنوب وآبار الغاز على الشريط الساحلي، ولا سيما حول مدينة سرت".
يُذكر أن الرئاسة الفرنسية قالت في منتصف الشهر الجاري إن باريس تريد إجراء محادثات مع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسيّ (الناتو)، لمناقشة ما وصفته بدور تركيا "العدواني" وغير المقبول في ليبيا".
واتهم مسؤول رئاسي فرنسي تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، بخرق حظر فرضته الأمم المتحدة على "تسليح ليبيا"، و"زيادة وجودها البحري قبالة ساحلها"، معتبراً "هذا الموقف العدواني بشكل متزايد غير مقبول".
ورأى المسؤول الفرنسي أنه "من المفترض أن تركيا شريك في حلف شمال الأطلسي. لذا، لا يمكن استمرار ذلك"، في الوقت الذي ذكرت صحيفة "يني شفق" التركية أن أنقرة تنوي إنشاء قاعدتين عسكريتين دائمتين في ليبيا.