اثيوبيا تتعهد بعدم ملء سد النهضة قبل التوصل لاتفاق
رئيس جنوب أفريقيا يترأس اجتماعاً طارئاً بمشاركة مصرية سودانية اثيوبية بالإضافة إلى ممثلين عن مالي والكونغو الديمقراطية وكينيا، لمناقشة ملف سد النهضة، ويخلص الاجتماع إلى الاتفاق على تشكيل لجنة من الأطراف المشاركة لبلورة اتفاق ملزم.
عقد الاتحاد الأفريقي اجتماعاً طارئاً لبحث تطورات ملف سد "النهضة"، المتعثّرة مفاوضاته بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا.
ووفقاً لوكالة الأنباء الرسمية السودانية "سونا"، فإن الاجتماع الطارئ انطلق بعد ظهر الجمعة، عبر تقنية "الفيديو كونفرانس"، برئاسة سيرسل راما فوزا، رئيس جنوب أفريقيا والدورة الحالية للاتحاد الأفريقي.
وأفاد بيان مصري بعد انتهاء الاجتماع، أنه "لا إجراءات أحادية بشأن ملء خزان سد النهضة"، مؤكداً أن "أجواء القمة كانت إيجابية وبناءة للغاية، وسيتم إخطار مجلس الأمن بهذه التطورات".
بدوره، السودان أعلن أن إثيوبيا وافقت على عدم البدء في ملء خزان سد النهضة من دون التوصل لاتفاق، بالإضافة إلى الاتفاق على تشكيل لجنة من مصر والسودان وإثيوبيا وأطراف دولية والاتحاد الافريقي لبلورة اتفاق نهائي ملزم.
وشارك في الاجتماع إلى جانب مصر والسودان وإثيوبيا، ممثلون عن مالي والكونغو الديموقراطية، وكينيا، حسب المصدر ذاته.
يذكر أن السودان دعا مجلس الأمن الدولي إلى "ثني جميع الأطراف" في مفاوضات "سد النهضة" الإثيوبي عن "أي إجراءات أحادية"، بما فيها بدء ملء خزان السد "قبل التوصل إلى اتفاق" مع إثيوبيا ومصر.
وزراء الخارجية العرب طالبوا في وقت سابق إثيوبيا بعدم البدء في ملء خزان سد النهضة قبل التوصل إلى اتفاق، مؤكدين أن "الأمن المائي المصري والسوداني جزءٌ لا يتجزأ من الأمن القومي العربي".
وقبل أسبوع، خاطبت مصر، أيضاً مجلس الأمن،ب هدف إحاطة المجلس بشأْن يمس الأمن والسلم الدوليين، نظراً إلى تعثّر المفاوضات التي دعا إليها السودان حول السد والتي اقترح فيها إحالة المفاوضات مع مصر وإثيوبيا حول سد النهضة، إلى رؤساء وزراء الدول الثلاث، بعدما لم يتم تحقيق تقدم في الجولة الأخيرة من المحادثات.
وتعثرت المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان، على مدى سنوات، وأحدثها منذ نحو أسبوع، وسط اتهامات متبادلة بين القاهرة وأديس أبابا بـ"التعنت" و"الرغبة بفرض حلول غير واقعية".
وتخشى القاهرة والخرطوم من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتهما السنوية من مياه نهر النيل، البالغة 55.5 مليار متر مكعب لمصر، و18.5 مليارا للسودان.
فيما تقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر، وإن الهدف من بناء السد هو توليد الكهرباء بالأساس.
وأكدت الولايات المتحدة الأهمية الإقليمية للنيل في رسالة موجهة إلى إثيوبيا، حيث كتب مجلس الأمن القومي الأميركي على "تويتر" أنّ "257 مليون شخص في شرق أفريقيا، يعتمدون على إثيوبيا لإظهار قيادة قوية وهو ما يعني التوصل لاتفاق عادل".
وأضاف أن "المسائل التقنية تم حلّها.. حان وقت التوصل لاتفاق حول سد النهضة الإثيوبي العظيم قبل ملئه بمياه نهر النيل".
وجاء انخراط واشنطن في المفاوضات، في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت بطلب من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وجهه إلى نظيره وحليفه الأميركي دونالد ترامب.
واتهمت إثيوبيا الولايات المتحدة بأنها "لا تتحلى بالدبلوماسية"، وتحابي أطرافاً معينة في محاولتها حل الخلاف بشأن سد النهضة.
وحذّرت مجموعة "الأزمات الدولية" في بروكسل، من أنه في حالة عدم التوصل لاتفاق خلال الأسابيع المقبلة، ستتصاعد التوترات بين الدول الثلاث "ما يزيد صعوبة توصلها لتسوية".