السودان: ملء "سد النهضة" قبل الاتفاق يعرّض ملايين الأشخاص للخطر
الحكومة السودانية تقول إن إن إعلان المبادىء حول "سد النهضة" لم ينص على اللجوء الى مجلس الأمن أو محكمة العدل الدولي، وتشير إلى أن تأثيره "تشغيل سد الروصيرص السوداني".
حذّرت الحكومة السودانية اليوم الخميس، من أنّ ملء سد النهضة الأثيوبي دون التوصل لاتفاق بين مصر والسودان وإثيوبيا، "يعرّض حياة ملايين الاشخاص للخطر بسبب تأثيره على تشغيل سد الروصيرص السوداني".
وذكرت وزارة الري السودانية في بيان لها أن "البدء في ملء خزان سد النهضة قبل التوصل إلى اتفاق يترتب عليه تعريض سلامة تشغيل سد الروصيرص، وبالتالي حياة الملايين من الناس الذين يعيشون في المصب للخطر".
وأشارت الوزارة إلى طلب السودان "دعوة قادة الدول الـ3 إلى إظهار إرادتهم السياسية والتزامهم بحل القضايا القليلة العالقة".
ورداً على سؤال حول سبل تسوية الخلافات بين السودان ومصر واثيوبيا بشأن "سد النهضة"، قالت وزيرة الخارجية السودانية أسماء محمد عبد الله إنه "لم ينص إعلان المبادىء الموقع في آذار/مارس 2015 على اللجوء إلى مجلس الأمن أو محكمة العدل الدولية".
وتابعت: الإعلان "نص على رفع الأمر لرؤساء الدول الـ3 للنظر في الوسيلة الممكنة لحلّ النزاع إذا ما عجز وزراء الموارد المائية عن التوصل إلى اتفاق"
وزراء الخارجية العرب طالبوا في وقت سابق إثيوبيا بعدم البدء في ملء خزان سد النهضة قبل التوصل إلى اتفاق، مؤكدين أن "الأمن المائي المصري والسوداني جزءٌ لا يتجزأ من الأمن القومي العربي".
وشدد الوزراء المجتمعون عبر الفيديو، على رفض "أي عمل أو إجراء يمس بحقوق كافة الأطراف في مياه النيل"، معربين عن تقديرهم لمبادرة السودان بـ"الدعوة لعقد جولات المفاوضات التي أجريت خلال الفترة من 25 أيار/مايو إلى 17 أيار/يونيو الحالي، من أجل التوصل إلى اتفاق حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة".
وتقول إثيوبيا إنّ الكهرباء المتوقع توليدها من سد النهضة الذي تبنيه على النيل الأزرق لها أهمية حيوية من أجل الدفع بمشاريع تنمية البلد البالغ عدد سكانه أكثر من 100 مليون نسمة.
وقدّمت مصر إلى مجلس الأمن طلباً "تدعوه فيه إلى التدخل من أجل تأكيد أهمية مواصلة الدول الثلاث، مصر وإثيوبيا والسودان، التفاوض بحسن نيّة، تنفيذاً لالتزاماتها وفق قواعد القانون الدولي من أجل التوصّل إلى حلّ عادل ومتوازن لقضيّة سدّ النهضة الإثيوبي". لكنّ مصر تقول إنّ السد يهدد تدفق مياه النيل التي ينبع معظمها من النيل الأزرق، مع أثار مدمرة على اقتصادها ومواردها المائية والغذائية.
وتأتي خطوة السودان رغم معارضتها قرار مصر اللجوء لمجلس الأمن الدولي للنظر في النزاع.
وبدأت إثيوبيا في بناء السد في عام 2011، ومع الانتهاء منه، سيصبح أكبر سد هيدروكهربائي في إفريقيا. ويبعد السد عن الحدود السودانية حوالي خمسة عشر كيلو وحوالي مئة كيلو متر عن سد الروصيرص أكبر سدود السودان والذي تم انشاؤه في العام 1963.