"الجنائية الدولية": قرار ترامب يحمل في طياته إكراهاً وتهديدات
الاتحاد الأوروبي يعلن عن استمرار دعمه للمحكمة الجنائية الدولية مبدياً قلقه من الخطوة الأميركية، والمحكمة تعرب عن استيائها العميق لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
أعربت المحكمة الجنائية الدولية عن "استيائها العميق" لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مشيرة إلى أنه يحمل في طياته "إكراهاً وتهديدات".
وعبّر رئيس جمعية الدول الأطراف (وهي هيئة الإشراف الإداري والهيئة التشريعية للمحكمة)، أو– غون كوون، عن رفضه للإجراءات ضد المحكمة الجنائية الدولية، وقال "ذلك مضر بالجهود المشتركة لمكافحة الافلات من العقاب وتأمين المساءلة عن الجرائم الخطيرة".
وأكد أو– غون كوون في بيان أن "هذه المحكمة هيئة قضائية مستقلة ومحايدة، لا تخرج أعمالها عن الإطار القانوني الذي وضعه نظام روما الأساسي، الذي نشأت بمقتضاه"، وفق تعبيره.
وأشار إلى أنه سوف يدعو إلى "عقد اجتماع طارئ لمكتب الجمعية الأسبوع المقبل لبحث في كيفية تجديد دعمنا الثابت للمحكمة".
رئيس جمعية الدول الأطراف، أو– غون كوون، يعبر عن رفضه للإجراءات ضد المحكمة الجنائية الدوليةhttps://t.co/tAu9ibKvv0
— Int'l Criminal Court (@IntlCrimCourt) June 11, 2020
يأتي هذا في وقتٍ أعلن فيه الاتحاد الأوروبي عن استمرار دعمه للمحكمة مبدياً قلقه من الخطوة الأميركية.
وأعرب الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، عن قلقه إزاء عقوبات ترامب على مسؤولين في المحكمة الجنائية الدولية، على خلفية التحقيق في "جرائم حرب محتملة" ارتكبتها قوات أميركية بأفغانستان.
وقال بوريل في مؤتمر صحفي، أمس الخميس، بالعاصمة البلجيكية بروكسل، إن الاتحاد الأوروبي يقف إلى جانب المحكمة الجنائية الدولية منذ زمن بعيد، مؤكداً أن المحكمة الجنائية "تلعب دوراً كبيراً في تطبيق القوانين الدولية وفرض عقوبات على الجرائم الدولية".
وتعليقاً على القرار الأميركي، اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن المحكمة الجنائية الدولية "تُبتز" الآن من قبل "عصابة خارجة عن القانون تتظاهر كدبلوماسيين"، في إشارةٍ إلى الإدارة الأميركية.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في مؤتمر صحافي مشترك مع وزيري الدفاع والعدل وصف المحكمة الجنائية بـ "المسيّسة".
وقال بومبيو إن "إسرائيل صديق حميم لنا ولا يمكن للجنائية الدولية محاكمة من يدافع عن نفسه"، وفق تعبيره، مضيفاً أنه "لا يمكن أن يخضع الأميركيون للمحاكمة والاعتقال من قبل المحكمة الجنائية الدولية".
وفي وقت سابق، أبدت الأمم المتحدة قلقها من القرار الأميركي ضد "الجنائية الدولية"، وقال الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن المنظمة أصدرت بيانات سابقة أكدت فيها "ضرورة أن تنسجم أية قيود تتخذها الدولة المضيفة للأمم المتحدة مع معاهدة المقر الرئيسي".
وأعلن البيت الأبيض أمس الخميس، إصدار الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمراً رئاسياً بـ"فرض عقوبات على مسؤولين في المحكمة الجنائية الدولية"، بسبب قرارات متعلقة بموافقة المحكمة "على فتح تحقيق خاص بانتهاك حقوق الإنسان وجرائم حرب، وأخرى ضد الإنسانية" في أفغانستان، وهو ما يشمل التحقيق في انتهاكات محتملة من قبل القوات الأميركية.
وقال البيت الأبيض، في بيان، إن الرئيس الأميركي أجاز فرض عقوباتٍ على أيِّ مسؤولٍ في المحكمة الجنائية الدولية يحقق بشأن عسكريين أميركيين أو يوجِه إليهم تهماً "من دون موافقة واشنطن".