الأمم المتحدة: قلقون من القرار الأميركي ضد "الجنائية الدولية"
الأمم المتحدة تقول إن المنظّمة أصدرت بيانات سابقة أكدت فيها "ضرورة أن تنسجم أية قيود تتخذها الدولة المضيفة للأمم المتحدة مع معاهدة المقر الرئيسي"، وذلك بعد تهديد أميركا بعقوبات ضد موظفي المحكمة الجنائية الدولية وأفراد أسرها.
قال الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن المنظمة أصدرت بيانات سابقة أكدت فيها "ضرورة أن تنسجم أية قيود تتخذها الدولة المضيفة للأمم المتحدة مع معاهدة المقر الرئيسي".
وأضاف دوجاريك: "نحن قلقون من الأنباء المتعلقة بالقرار التنفيذي الأميركي الذي يجيز فرض العقوبات ضد أفراد من المحكمة الجنائية الدولية، وسنواصل متابعة أي تطورات تتعلق بهذه القضية عن كثب".
كما أوضح أن "الأمانة العامة للأمم المتحدة ستنظر في أي مضاعفات محتملة لهذا القرار الأميركي على تطبيق معاهدة الدولة المضيفة".
جاء ذلك عقب إعلان البيت الأبيض، أمس الخميس، إصدار الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمراً رئاسياً بـ"فرض عقوبات على مسؤولين في المحكمة الجنائية الدولية"، بسبب قرارات متعلقة بموافقة المحكمة "على فتح تحقيق خاص بانتهاك حقوق الإنسان وجرائم حرب، وأخرى ضد الإنسانية" في أفغانستان، وهو ما يشمل التحقيق في انتهاكات محتملة من قبل القوات الأميركية.
وقال البيت الأبيض، في بيان، إن الرئيس الأميركي أجاز فرض عقوباتٍ على أيِّ مسؤولٍ في المحكمة الجنائية الدولية يحقق بشأن عسكريين أميركيين أو يوجِه إليهم تهماً "من دون موافقة واشنطن".
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن "المحكمة الجنائية الدولية تريد التحقيق في مزاعم عن جرائم ارتكبها جنود أميركيون في أفغانستان"، مضيفاً: "لا يمكن أن يخضع الأميركيون للمحاكمة والاعتقال من قبل المحكمة الجنائية الدولية".
وزير الخارجية الأميركي اعتبر أن "المحكمة الجنائية مسيّسة"، معتبراً أن "إسرائيل صديق حميم لنا، ولا يمكن للجنائية الدولية محاكمة من يدافع عن نفسه".
ورحّب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بـ"إتاحة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المجال أمام فرض عقوبات على مسؤولين في المحكمة الجنائية الدولية".
وأعلن نتنياهو أن المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي تمارس "اصطياد الساحرات" ضد "إسرائيل" والولايات المتحدة و"الديمقراطيات الأخرى التي تحترم حقوق الإنسان".
وكانت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي أكدت في وقتٍ سابق أن حملات التشويه الإسرائيلية التي تستهدفها بشأن حيادها، "لن تؤثر في مجريات التحقيق بشأن فلسطين".
وتعليقاً على القرار الأميركي، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدةٍ له على تويتر، إن المحكمة الجنائية الدولية "تُبتز" الآن من قبل "عصابة خارجة عن القانون تتظاهر كدبلوماسيين"، في إشارةٍ إلى الإدارة الأميركية.