منظمة أممية: أكثر من نصف اليمنيين يعانون من انعدام الأمن الغذائي
تحذيرات أممية من الوضع الصحي المدمر في اليمن بسبب انتشار فيروس كورونا، في وقت يواجه اليوم كارثة ثلاثية تتمثل في الصراع وفيروس كورونا والاقتصاد المتدهور.
أكد البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة أن أكثر من نصف اليمنيين يعانون من انعدام الأمن الغذائي مع إنخفاض الدخل وزيادة الواردات الغذائية إلى 90%.
وأعلنت الأمم المتحدة في برنامجها الإنمائي أن فيروس كورونا سيعمل على الإضرار أكثر بفرص سُبل العيش المتضائلة والأمن الغذائي المتدهور في اليمن، لافتةً إلى أنه ومع صعوبة التباعد الجسدي في اليمن قد تضطر السلطات للاختيار بين إنقاذ الأشخاص من تفشي كورونا أو إنقاذ سبل عيشهم.
تحتاج البلدان التي تعاني من نظام صحي هش مثل #اليمن إلى جهود مكثفة لدعم البنية التحتية الصحية ولتمكين الاستجابة للأمراض المتفشية والأوبئة. دعمت منظمة الصحة العالمية بفضل الدعم المقدم من دولة #الكويت 🇰🇼 حوالي 3,100 عامل صحي من خلال توفير الحوافز المالية. pic.twitter.com/ry9hR0Jr11
— WHO Yemen (@WHOYemen) May 28, 2020
وفي السياق، ذكر البرنامج الإنتمائي أنه "إذا وقع الاختيار على فرض التباعد الجسدي لإنقاذ حياة الناس في اليمن، فلن يتمكن الكثير من العمل لكسب المال اللازم لشراء الطعام ومن المحتمل أن يموتوا من الجوع لاحقاً".
وأشار البرنامج إلى أنه ليس هناك شك في أن النظام الصحي المدمر في اليمن والقدرة المحدودة على إجراء الفحوصات لن تصمد كثيراً في وجه جائحة كورونا، مؤكداً "يجب أن نكون أشد حرصاً على ألّا نتخلى عن اليمن الآن وهو يمر بأصعب مراحل تأريخه".
تفاقم الوضع الإنساني خاصة بالنسبة للفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع بما في ذلك النازحين بسبب الفيضانات والصراع المستمر. قدمت منظمة الصحة العالمية خدمات صحية طارئة للمتأثرين جراء الفيضانات الأخيرة بمديرية فرع العدين في #إب. pic.twitter.com/rSBwR77Ntw
— WHO Yemen (@WHOYemen) May 28, 2020
وفي سياق متصل، كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، أن نحو نصف مليون طفل بحاجة إلى علاج من سوء التغذية الحاد، والذي قد يتسبب بوفاة الكثيرين إذا لم يحصلوا على الرعاية العاجلة.
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، هنرييتا فور، في بيانها إن "أكثر من 8،600 طفل إما قُتلوا أو أصيبوا بجراح منذ بداية الصراع قبل خمسة أعوام، وتم تجنيد 3،500 طفل في الصراع بحسب معطيات مؤكدة".
وقالت فور، بسبب انتشار كوفيد-19 في البلاد، فإن اليمن يواجه اليوم كارثة ثلاثية تتمثل في الصراع وفيروس كورونا والاقتصاد المتدهور، "وكالعادة، فإن الأطفال هم من يعانون أولاً وأكثر من غيرهم".
ومن الحقائق المروّعة الأخرى، بحسب اليونيسف، "هو عدم حصول خمسة ملايين طفل دون سن الخامسة على التطعيم ضد شلل الأطفال. و1.7 مليون لن يحصلوا على لقاح ضد الخُناق (الدفتيريا)، و2.4 مليون طفل لن يحصلوا على تطعيم الكوليرا".
كما أن أكثر من 400 ألف سيّدة في عمر الإنجاب لن يحصلن على لقاح ضد الكزاز (التيتانوس) – وذلك لأن حملات التطعيم تعطّلت بسبب الجائحة، وفقاً لليونيسيف.
ودعت المنظمة أطراف الصراع إلى وضع السلاح جانباً والتفاوض على تسوية سلمية شاملة ووضع مصلحة الأطفال أولاً.
وكتب الموقع الرسمي للأمم المتحدة إن هناك حاجة إلى 2.41 مليار دولار لتوفير المساعدة لليمن في ظل "الكارثة الثلاثية".
بيان مشترك لرؤساء الوكالات الأممية والدولية : قلقون بشكل متزايد من الوضع في اليمن
من جهتهم، أكد رؤساء الوكالات الدولية أن "فيروس كورونا المستجد ينتشر بسرعة في جميع أنحاء اليمن التي تشهد بالفعل أكبر أزمة إنسانية في العالم".
واعتبر الرؤساء أن النظام الصحي في اليمن يتهالك أكثر تحت تأثير الضغط الإضافي لفيروس كورونا المستجد.
في غضون ذلك، قالت الوكالات الدولية والأممية إن الصراع في اليمن له تأثير غير متناسب على النساء والأطفال، وتعد البلاد بالفعل واحدة من أسوء الأماكن على وجه الأرض، معتبرةً أنه بعد 5 سنوات من النزاع يحتاج أكثر من 12 مليون طفل و6 مليون امرأة في سن الإنجاب إلى نوع من أنواع المساعدات الإنسانية.
الوكالات أشارت إلى أن صحة وتغذية وسلامة وتعليم 17 مليون طفل وامرأة في خطر مع انهيار الأنظمة بسبب القتال في اليمن، مشددةً على أن إمدادات اليمن بمجموعات الاختبار قليلة للغاية والتقارير الرسمية متراجعة بشكل كبير عن الأرقام الفعلية للإصابات.
وتابعت " تأكيد وجود حالات إصابة بكورونا في 10 محافظات من إجمالي 22 محافظة يمنية يدل على انتشار واسع النطاق، وإن إجراء الاختبارات وإعداد التقارير في اليمن محدود ومن المرجح أن معظم مناطق البلاد قد تأثرت بالفعل إن لم يكن جميعها".