مسلحو الفصائل السورية الموالية لتركيا لا يرغبون بالقتال في ليبيا
معلومات عن تقديم أنقرة محفّزات مالية لعناصر الجماعات المسلحة الموالية لها في سوريا للقتال في ليبيا، لكنّ الإقبال على هذه الخطوة لا يُذكر حتى الساعة، بعد كشف الميادين عن توجه تركي لسحب 200 مسلح من الجماعات من شرق الفرات السوري لنقلهم إلى ليبيا.
أكد موقع سوري معارض ما نقلته الميادين بالأمس عن قيام تركيا بسحب 200 مسلح من الجماعات الموالية لها من شرق الفرات السوري من أجل نقلهم للقتال في ليبيا.
وأكّد مصدر عسكري لجريدة "زمان الوصل" السورية المعارضة أنّ الجانب التركي قدّم عرضاً لفصائل ما يسمى "الجيش الوطني" المدعوم من تركيا والعامل في ريف حلب الشمالي والشرقي، يتضمن إرسال مقاتلين لدعم قوّات حكومة الوفاق الليبية، ضدّ قوّات اللواء خليفة حفتر، ما أثار تساؤلات الناشطين السوريين حول مواقف تركيا من الجيش التركي.
وذكر المصدر نفسه أنّ ممثّلين عن الإستخبارات التركية اجتمعوا ببعض قادة فصائل "الجيش الوطني" قبل حوالى يومين لبحث آلية تجهيز قوائم بأسماء وأعداد الراغبين بالذهاب إلى ليبيا من مقاتليهم.
في هذا السياق، بادر فصيلا "السلطان مراد" وفرقة "المعتصم" المنضويان في إطار "الجيش الوطني"، المعروفان بعلاقتهما القوية مع تركيا، فوراً إلى فتح باب التسجيل الطوعي أمام عناصرهم الراغبين بالـقتال في ليبيا إلى جانب القوّات العسكرية التركية.
كما أشار المصدر العسكري للموقع إلى أنّ الجانب التركي قدّم بين 2000 و 3000 دولار لكلّ عنصرٍ يسجّل اسمه للقتال في ليبيا، إلى جانب الطعام والشراب والأسلحة والذخائر، بهدف إغراء أكبر عددٍ من العناصر وحثّهم على الإقدام على أداء مهمةٍ قتاليةٍ لا تقلّ مدّتها عن 3 أشهر في الأراضي الليبية دون تحديد تفاصيل المهام.
ولم تحدّد طبيعة المهام المطلوبة من العناصر المتجهة للقتال في ليبيا، لكن المتوقّع أنّها لا تختلف كثيراً عن مهمّات ريف حلب الممثّلة بحماية القواعد العسكرية التركية أو "المنشآت التابعة لها في حال إقامتها على الأراضي الليبية".
لكن هذه المحفزات المقدّمة من الجانب التركي لم تشجع هذه العناصر لتسجيل أسمائهم، إذ أكّد المصدر العسكري أنّ "حركة الإقبال ضعيفة ولا تذكر حتى اللحظة".
تجدر الإشارة إلى أنّ مراسل الميادين ذكر أن أنقرة سحبت 200 مسلح من الجماعات الموالية لها من شرق الفرات السوري لنقلهم إلى ليبيا أمس الثلاثاء، وبحسب الميادين، طلبت أنقرة من فصائل سورية مقاتلة موالية لها، تزويدها بمسلحين لنقلهم إلى ليبيا، وشملت الدفعة الأولى 60 مسلحاً من كل فصيل.
طلب تركيا، جاء تزامناً مع إعلان الجيش السوري تمكنه في الأيام القليلة الماضية من تطهير ما يزيد عن 320 كيلومتراً مربعاً من ريف ادلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، ودخوله إلى أكثر من 40 بلدة وقرية، طاردين منها جبهة النصرة وبقية التنظيمات المسلحة الموالية لتركيا.
وأمس الثلاثاء أعلن المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، أن "البرلمان قد ينظر في تخويل استخدام القوات المسلحة التركية في ليبيا، وفقاً للأحداث الجارية في العالم"، مشيراً إلى أنه "ربما يكون ذلك على شكل تدريب عسكري وبعثات إنسانية".
في السياق ذاته، قال رئيس "حكومة الوفاق الوطني فايز السراج، إن طرابلس مهتمة حالياً بإحضار دبابات وطائرات مسيرة تركية.
من جهته، سبق للرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن أعلن عزم أنقرة على رفع مستوى الدعم العسكري لحكومة الوفاق "إذا تطلب الأمر"، بعد أن كان قد صرّح في 10 من كانون الأول/ديسمبر أنه مستعد لإرسال جنوده إلى ليبيا دعماً لحكومة السراج إذا طلب هذا الأخير ذلك.