"لوقف المرحلة الساخنة من الحرب".. زيلينسكي يطالب الناتو بحماية أوكرانيا
الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، يطالب بوضع الأراضي الأوكرانية الحالية تحت مظلة الناتو، من أجل وقف المرحلة الساخنة من الحرب والأزمة الأوكرانية.
أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أمس الجمعة، استعداده لقبول ضمانات حماية من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، تقتصر في البداية على الأراضي التي تسيطر عليها كييف، من أجل "إنهاء المرحلة الساخنة من الحرب".
وجاء موقف زيلينسكي وسط تصاعد توترات الأزمة الأوكرانية المستمرة منذ ما يقرب من 3 أعوام.
وألمح زيلينسكي إلى أنّه مُستعد للانتظار قبل استعادة المناطق التي سيطر عليها الجيش الروسي - أيّ ما يقرب من خُمس مساحة البلاد - إذا كان هذا الاتفاق يمكن أن يوفّر الأمن لسائر أوكرانيا، ويضع حداً للقتال.
وقال زيلينسكي، لقناة "سكاي نيوز" البريطانية، إنّه "إذا أردنا وقف المرحلة الساخنة من الحرب، فيجب أن نضع أراضي أوكرانيا، التي نسيطر عليها، تحت مظلة الناتو".
وأضاف زيلينسكي أن "هذا ما نحتاج إلى فعله سريعاً، وبعد ذلك يمكن لأوكرانيا استعادة الجزء الآخر من أراضيها دبلوماسياً".
وتطالب روسيا أوكرانيا بالانسحاب من مزيدٍ من الأراضي لمصلحتها، كما أنّها ترفض انضمام أوكرانيا إلى حلف "الناتو"، كون هذا الانضمام يؤثر في أمنها القومي.
روسيا تتقدم في الميدان
وتسيطر روسيا على نحو 18% من أراضي أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، التي ضمّتها موسكو عام 2014. وضمت روسيا مناطق دونيتسك وخيرسون ولوغانسك وزاباروجيا.
وحققت القوات الروسية، خلال الأسابيع الأخيرة، مكاسب على الأرض، بمعدّل لم يسبق له مثيل منذ أوائل عام 2022.
واشتد الصراع في الآونة الأخيرة، بعد أن صعّد حلف "الناتو" دعمه لأوكرانيا، عسكرياً وسياسياً.ـ وسمح الرئيس بايدن لكييف باستخدام أسلحة أميركية بعيدة المدى، من أجل قصف روسيا.
وتصاعد الحديث عن وقفٍ مُحتمل لإطلاق النار، أو التوصّل إلى اتفاق سلام، منذ فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، في وقت سابق هذا الشهر. وانتقد الرئيس الجمهوري المنتخب المساعدات الأميركية لكييف، قائلاً إنه "قادر على وقف الصراع في غضون ساعات، من دون أن يحدد سبيلاً إلى تحقيق ذلك".
وأمس، شارك مبعوث الولايات المتحدة الأميركية إلى أوكرانيا، كيث كيلوج، في إعداد وثيقة سياسية تقترح إنهاء الحرب، عبر سحب الأسلحة من أوكرانيا، إذا لم تقبل كييف محادثات سلام، أو إعطاء المزيد من الأسلحة لها في حال لم تفعل روسيا الشيء نفسه، بحسب ما ذكرت صحيفة "الغارديان".
زيلينسكي يطالب بضمانات
وشدد زيلينسكي على أنّ أي عرض يتعلّق بعضوية "الناتو" يجب أن يكون لأوكرانيا بكاملها، لكنّ تصريحاته تشير إلى أنه يمكن أن يقبل أن تنطبق حماية الحلف (المادة الـ5 من ميثاق الناتو للدفاع الجماعي) على الأراضي التي تسيطر عليها كييف فقط.
وقال زيلينسكي: "إذا تحدثنا عن وقف لإطلاق النار، فإننا نحتاج إلى ضمانات بأن روسيا لن تعود إلى عمليتها".
وكان بوتين دعا كييف، في وقتٍ سابق، إلى التخلي عن طموحاتها إلى الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، إذا كانت تريد التوصل إلى اتفاق سلام.
ومع تصاعد الصراع في أرض المعركة منذ أسبوعين، أجرى زيلينسكي سلسلة مكالمات هاتفية مع زعماء غربيين في الأيام الأخيرة، بمن فيهم رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني، أولاف شولتس.
من جهته، تحدث وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى نظيره الأوكراني، أمس الجمعة، لإطلاعه على "أهداف الولايات المتحدة" لتوفير "دعم مستدام لأوكرانيا"، بحسب ما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، ماثيو ميلر.