"رامات دافيد" و"رافاييل" اللتان رصدهما "الهدهد" في مرمى نيران حزب الله.. ما أهميتهما؟
المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف قاعدة ومطار "رامات دافيد" ومجمّعات الصناعات العسكرية لشركة "رافاييل" التابعة للاحتلال، تعرف عليهما وعلى أهميتهما؟
أعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان - حزب الله، صباح الأحد، استهدفاها مجمعات الصناعات العسكرية لشركة "رافاييل" التابعة للاحتلال، المتخصصة بالوسائل والتجهيزات الإلكترونية، والواقعة في منطقة "زوفولون" شمالي مدينة حيفا المحتلة، بعشرات الصواريخ من نوع "فادي1" و"فادي 2" و"الكاتيوشا".
وأكدت المقاومة أنّ هذه العملية تأتي دعماً للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وإسناداً لمقاومته، وهي رد أولي على المجزرة الوحشية التي ارتكبها الاحتلال في مختلف المناطق اللبنانية، يومي الثلاثاء والأربعاء، عند ارتكابه مجزرة "البيجر" والأجهزة اللاسلكية.
وسبقها استهداف المقاومة، لقاعدة ومطار "رامات دافيد"، لمرتين اليوم، بعشرات الصواريخ من نوع "فادي 1" و"فادي 2"، رداً على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي استهدفت مختلف المناطق اللبنانية، والتي أدت إلى ارتقاء شهداء.
فماذا تعرف عن قاعدة ومطار "رامات دافيد" وشركة "رافاييل"؟ وما أهميتهما؟
مجمّع الصناعات العسكرية شركة "رافاييل"
مجمّعات الصناعات العسكرية "رافاييل"، هي منطقة صناعية عسكرية تتبع لشركة "رافاييل"، وتُعَدّ هذه المنطقة بالغة الحساسية والسرية، وتبلغ مساحتها الإجمالية 6.5 كلم2 وتبعد عن الحدود اللبنانية 24 كلم، وتضم عدداً كبيراً من المصانع والمخازن وحقول التجارب، ويجري فيها تصنيع وتجميع مكوّنات أنظمة الدفاع الجوي الفعّال، ومن أشهر منتجاتها العسكرية "القبة الحديدية" و"قبة الطائرات المسيرة" وصواريخ "سبايدر" و"مقلاع داود".
وتعدّ شركة "رافاييل لأنظمة الدفاع المتقدمة"، أو "هيئة رافاييل لتطوير الأسلحة" سابقاً، إحدى أبرز الأذرع الحكومية الإسرائيلية المعنية بمهمات تطوير التقنيات العسكرية التي يستخدمها "جيش" الاحتلال الإسرائيلي، وقد تمّ تأسيسها كمختبر وطني للبحث والتطوير الدفاعي في كيان الاحتلال عام 1948، ضمن فروع وزارة الأمن الإسرائيلية.
وقد جرى تحويلها شكلياً في عام 2002 إلى شركة مساهمة محدودة، بهدف إنقاذها من سلسلة من الخسائر السنوية المتراكمة، وللمساهمة في الترويج لمنتجاتها بمعزل عن العلاقات الرسمية بين "إسرائيل" ودول العالم، ولفصل كل ما تقوم به شكلياً عن سياسات الحكومة الإسرائيلية، وكذلك للدخول بشكل أوسع في المنافسة مع الشركات العالمية، مع استمرار ملكيتها للحكومة.
أبرز منتجاتها
تركّز الشركة في إنتاجها على الأسلحة التي يحتاجها "جيش" الاحتلال، وبالتالي يمكن دراسة تطور إنتاجاتها العسكرية بناءً على تطور الحاجات الواقعية لـ"جيش" الاحتلال باختلاف ظروف القتال وطبيعة التحديات التي تواجهه، لا سيما أنّ الإسرائيلي يحاول الاعتماد على صناعة أسلحة محلية قدر الإمكان، لاعتباره ذلك ضرورياً حتى يمتلك السيادة عليها والتحكم بقرارات نشرها واستعمالها.
وفي السنوات الأخيرة، تمحورت صناعاتها حول الأسلحة الدفاعية، لا سيما الدفاعات الصاروخية المختلفة، وتعدّ "رافاييل" المسؤولة عن تطوير وإنتاج منظومة "القبة الحديدية" للدفاع الصاروخي ضدّ القذائف قصيرة ومتوسطة المدى، بالإضافة إلى تطوير وإنتاج منظومة "مقلاع داوود" للتعامل مع التهديدات الصاروخية ذات المديين المتوسط والبعيد، بالإضافة إلى محاولات تطوير نظام دفاع ليزري، كردّ فعل على تعاظم القدرات الصاروخية لحركات المقاومة في المنطقة.
وأنتجت الشركة كذلك نظام "تروفي" للدفاع النشط عن الدبابات ضد الصواريخ الموجهة، كمحاولة لحلّ أزمة دبابات "جيش" الاحتلال التي ظهرت في عام 2006 في الحرب مع المقاومة في جنوبي لبنان.
كما طوّرت الشركة وأنتجت، إلى جانب الصناعات الدفاعية، صواريخ "سبايك" أرض-أرض الموجهة المضادة للدبابات والتحصينات، وصواريخ "بوب آي" جو-أرض، وتعديل آخر بحر-أرض ليتمّ إطلاقه من الغواصات، ومنظومة قيادة عن بعد للزوارق والآليات والأسلحة، بالإضافة إلى صواريخ "كاسر الموج" بحر-بحر. وهنا أبرز المنظومات والأسلحة التي تقوم بتصنيعها، لاستخدامها في كيان الاحتلال أو لتصديرها دولياً، وهي:
-الصواريخ:
1- عائلتي صواريخ "جو-جو" قصيرة المدى موجهة بالأشعة تحت الحمراء، صاروخ "شافرير" (Shafrir)، وسُمي لاحقاً "بايثون" (Python).
2- سبايك (Spike) الجيل الرابع: هو صاروخ موجه مضاد للدبابات.
3- بوب آي (Popeye): وهو صاروخ "جو-أرض" ثقيل.
4- داربي: صاروخ "جو-جو"/ "أرض-جو" موجه بالرادار متوسط المدى.
5- باراك (Barak 8): مضاد للطائرات "بحر-جو"/ "أرض -جو".
6- صاروخ بوب آي توربو (Popeye Turbo SLCM): ويُعتقد أنه صاروخ كروز برأس نووي يُطلق من غواصة.
-أنظمة الدفاع الجوي:
1- سبايدر: يعتمد على صواريخ "بايثون" و"ديربي".
2- القبة الحديدية (Iron Dome): منظومة لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى ما بين 4 كم حتى 75 كم تقريباً.
3- قبة مضادة للطائرات المسيرة (Drone Dome): منظومة لاعتراض الطائرات دون طيار باستخدام مستشعرات مختلفة، بما في ذلك رادارات (RADA Electronic Industries RPS-42) ونظام التصوير (CONTROP Precision Technologies) وكاشفات إشارات الراديو.
4- مقلاع داوود (David's Sling): نظام صاروخي "أرض-جو" طور بالاشتراك مع شركة "رايثيون" الأميركية، وتم تصميمه لاعتراض الصواريخ والقذائف المتوسطة والبعيدة المدى وصواريخ كروز والطائرات (سواء المأهولة أو دون طيار).
5- الشعاع الحديدي (Iron Beam): نظام دفاع صاروخي نشط يعتمد على أسلحة الليزر للحماية من الصواريخ قصيرة المدى وقذائف الهاون والطائرات.
-أنظمة الكترونيات الطيران:
1- منظومة البرق المسؤولة عن توجيه الأسلحة الموجهة للطائرات المقاتلة.
2- رادار (TOPLITE) الذي يؤمن المراقبة الكهروضوئية للمنصات الجوية والبحرية والبرية.
-أنظمة للقوات البرية:
1- ديفيد:جهاز كمبيوتر لسلاح المدفعية.
2- منظومة (OWS) للرشاشات المتوسطة على الآليات المدرعة.
3- مدفع آلي ثقيل يتم التحكم به عن بعد من عيار 20 ملم إلى 40 ملم.
4- أنظمة لاختراق حقول الألغام.
بالإضافة إلى مجموعات الحماية والدروع، وتعمل على الحماية السلبية والتفاعلية مثل نظام تروفي (Trophy) وهو نظام حماية يتم تثبيته حالياً على مئات منصات القتال البرية في "الجيش" الإسرائيلي، بما في ذلك دبابات ميركافا "3" و"4"، بالإضافة إلى ناقلات الجنود المدرعة من طراز "نامير".
-أنظمة للقوات البحرية:
1-الحامي (Protector USV): وهي مركبة غير مأهولة تطفو على سطح البحر، وتعتبر نظاماً قتالياً بحرياً مستقلاً.
2-صواريخ "كاسر الموج" بحر-بحر.
بالإضافة إلى منظومة قيادة عن بعد للزوارق والآليات والأسلحة، والعديد من الصواريخ لحماية السفن، وزورق غير مأهول...
أهمية الصناعات العسكرية بالنسبة للاحتلال
تعتمد "إسرائيل" على منتجاتها العسكرية والأمنية المتقدمة، أو "التكنولوجيا العسكرية" التي تدّعي أنها متقدّمة على المستوى العالمي في هذا المجال، لتسويق أهمية العلاقات معها. وتبيع "إسرائيل" أسلحة وتكنولوجيا أمنية وعسكرية للعديد من الدول، كأذربيجان ونيجيريا والإمارات والبحرين والأرجنتين وفنلندا، ما يساهم في زيادة نفوذها في حكومات هذه الدول عبر امتلاك القدرة على التأثير في أمنها وقوتها العسكرية.
وتعدّ الأسلحة الإسرائيلية ذات ميزة عالمية بأنها "مجربة في الميدان"، وهي الميزة التي تفتخر بها الصناعات العسكرية الإسرائيلية أمام منتجات دول أخرى لا فرصة لديها لتجربة أسلحتها في حروب حقيقية. وبالتالي، تعدّ الحروب والاعتداءات المتكررة على الفلسطينيين بشكل خاص، فرصاً أمام شركات التصنيع العسكري والتطوير الإسرائيلية، لتجربة أسلحتها في ميدان حرب حقيقي.
مصانعها
يقع المقرّ الرئيسي للشركة في منطقة خليج حيفا، ويضمّ مكاتبها الرئيسية. كما يقع مجمع المصانع الرئيسي في شرقي حيفا في الوسط بين الساحل وبحيرة طبريا، خارج الكتلة العمرانية للمدينة، ويضمّ المصانع الأساسية للشركة.
كما تملك الشركة عدداً من المصانع والمختبرات في مستوطنات في الجنوب والشمال.
ومن أبرز هذه المنشآت معهد "داوود في كريات"، ومعهد "ليشيم في غوش مشغاف"، ومركز الابتكار في منطقة "ثيريديون" الصناعية، وفروع للأبحاث والتطوير في مدن "تل أبيب" والقدس وبئر السبع المحتلة، بالإضافة إلى عدد من الحقول التجريبية في وسط فلسطين المحتلة وجنوبها وفي صحراء النقب.
قاعدة "رامات دافيد" الجوية
أمّا قاعدة "رامات دافيد" الجوّية التي استهدفتها صواريخ حزب الله، اليوم، فتعد من أهم القواعد التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، وهي القاعدة الجوية الوحيدة لـ "جيش" الاحتلال في الشمال، والرمز العسكري لها:" الجناح رقم1".
ومنها تنطلق، باعتراف وسائل إعلام إسرائيلية، الطائرات الحربية الإسرائيلية لاستهداف مناطق في لبنان وسوريا تحديداً، وهي واحدة من أهم ثلاث قواعد جوّية في "إسرائيل"، إذ تحوي بين جنباتها مطاراً عسكرياً حديثاً مجهّزاً بكل التقنيات الخاصّة بإقلاع وهبوط الطائرات بمختلف أنواعها وأحجامها، إضافةً إلى مواجهة الحالات الطارئة التي يتطلّب العمل فيها قدرات استثنائية.
وتضم هذه القاعدة مجموعة من الاختصاصات الجوية، تتوزع بين -مقاتلات حربية، -مروحيات قتالية، -مروحيات للنقل والإنقاذ، بالإضافة إلى مروحيات استطلاع بحري، ومنطومات حرب الكترونية هجومية.
وتحتوي التشكيلات العضوية الشاغلة، 3 أسراب قتالية، وهي "الوادي 109"، و"المعركة الأولى 101"، و"العقرب 105"، كما تحوي هذه التشكيلات، "سرب الاستخبارات البحري، حماة الغرب 193"، و"سرب الحرب الإلكترونية 157"، يضاف إليها 4 أسراب أركانية لمهام خدمات الدعم والصيانة والإدارة.
ويخدم في قاعدة "رامات دافيد" أكثر من 1200 ضابط وجندي، وهي تقع إلى الجنوب من مدينة حيفا شمال فلسطين المحتلة، بالقرب من كيبوتس "رامات دافيد" الواقع في سهل مرج ابن عامر بالقرب من مستوطنة "مجدو".
استهدفت #المقاومة_الإسلامية في لبنان قاعدة "رامات دافيد" الجوية بعشرات من الصواريخ من نوع فادي 1 وفادي 2، رداً على الاعتداءات التي استهدفت مختلف المناطق اللبنانية وأدّت إلى ارتقاء عدد من المدنيين.. لماذا اختيرت للاستهداف؟#الميادين_لبنان #لبنان pic.twitter.com/ocjyUvKQEr
— الميادين لبنان (@mayadeenlebanon) September 22, 2024
"رافاييل" و"رامات دافيد" تحت أنظار "الهدهد" وبنك أهداف لحزب الله
وفي 18 حزيران/يونيو الفائت، نشر الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية في لبنان - حزب الله، مقطع فيديو تم التقاطه بواسطة طائرة مسيرة، وحمل عنوان "هذا ما رجع به الهدهد"، وعرضت فيه مشاهد لمجمّع الصناعات العسكرية شركة "رافاييل" ومعلومات عنه إلى جانب المنشآت التي يضمها من بينها مخازن صواريخ الدفاع الجوي وقبة اتصالات ومنصات للقبة الحديدة، ومنشآت تصنيع المكوّنات الصاروخية، مصانع أنظمة التحكّم والتوجيه، بالإضافة إلى رادارات التجارب الصاروخية.
بماذا عاد #الهدهد؟ الجزء 1 | مجمع الصناعات العسكرية – شركة رفائيل:
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) June 18, 2024
هنا مشهد كامل وعالي الدقة للمجمع يظهر فيه:
🔻منصات القبة الحديدية
🔻نفق اختبار محركات صاروخية
🔻مخازن محركات صاروخية
🔻مخازن صواريخ الدفاع الجوي
🔻منشآت تصنيع المكونات الصاروخية
🔻منصات مقلاع داوود
🔻مصانع… pic.twitter.com/Mf6CZ9KuFY
وفي 24 تموز/يوليو، عرض الإعلام الحربي حلقة خاصة من "هذا ما رجع به الهدهد"، إذ رصدت المشاهد القاعدة الجوية الوحيدة لـ "جيش" الاحتلال الإسرائيلي شمالي فلسطين المحتلة، والتي تبعد 46 كيلومتراً من الحدود مع لبنان، وهي قاعدة "رامات دافيد".
وحينها، قدّمت المقاومة معلومات تفصيلية عن "رامات دافيد"، ولا سيما ما تضمّنته من اختصاصات جوية وتشكيلات عسكرية، كما كشفت مبنى قيادة القاعدة والمسؤولين فيها، بينهم قائدها الحالي، العقيد أساف إيشد، إضافة إلى مساكن الضباط، ومبنى القيادة المحصّن، ومركز القيادة والسيطرة.
ومن بين أبرز ما كشفته مشاهد "الهدهد"، تحديد مواقع منصات القبة الحديدية داخل القاعدة، مخازن الذخيرة، مراكز قيادة ومرآب الأسراب ومراكز تجهيزها وأقسامها التقنية، مواقع رادارات الملاحة الجوية، أقسام الصيانة وكبسولات الوقود.
مشاهد كان قد عاد بها "#الهدهد 3" لقاعدة رامات دافيد الجوية التي استهدفتها المقاومة اليوم.pic.twitter.com/N3egwlzEKw#الميادين #الميادين_لبنان
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) September 21, 2024