"تلغراف": أزمة المهاجرين عبر المتوسط يمكن أن تسبب انهيار الاتحاد الأوروبي

تخبط كبير يسود أوروبا في اعتماد السياسة المناسبة مع اللجوء. وزعيم حزب العمال البريطاني، يقترح عقد صفقة مع الاتحاد الأوروبي، تقضي باستقبال بلاده طالبي لجوء من أماكن مختلفة من القارة، مقابل استقبال فرنسا للاجئين الذين قدموا إلى بلاده على متن قوارب.

  • تلغراف -- أزمة المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط يمكن أن تسبب انهيار الاتحاد الأوروبي
    7000 لاجئ وصلوا إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية في يومين فقط، وهو رقم يفوق عدد سكان الجزيرة البالغ 6000 شخص (رويترز)

خلل كبير يكتنف خطة زعيم حزب العمال البريطاني، كير ستارمر، في إبرام صفقة مع الاتحاد الأوروبي بشأن المهاجرين.

وبحسب مقال في صحيفة "تلغراف" البريطانية، تقتضي خطة ستارمر، قبول طالبي اللجوء من أماكن مختلفة من القارة الأوروبية، مقابل موافقة فرنسا ودول أخرى على استقبال المهاجرين الذين قدموا إلى بريطانيا بشكل غير قانوني على متن قوارب صغيرة.

ويتسائل كاتب المقال: "كيف يتوقع أن يوافق الاتحاد الأوروبي على صفقة مع بريطانيا، بينما لا يمكنه حتى حل قضية المهاجرين داخلياً بين أعضائه"؟

ويتابع: "ما يقترحه ستارمر هو الكيفية التي ينبغي أن يتعامل بها نظام اللجوء في أوروبا على أرض الواقع".

ويلفت المثال إلى أنه لا بد من إلزام طالبي اللجوء بتقديم طلباتهم في أول بلد آمن يصلون إليه، "على أن يتم إعادة أولئك الذين يتنقلون بين البلدان الآمنة إما إلى أول بلد آمن تطأه أقدامهم، أو إلى مباشرة نحو وطنهم الأم".

وكجزء من الصفقة، يجب أن يتم تقاسم عبء التعامل مع طالبي اللجوء، "بشكل عادل بين دول الاتحاد الأوروبي".

 لكن الاتحاد الأوروبي فشل في "بناء نظام فعال"، فكانت النتيجة وصول 7000 مهاجر، إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية، في يومي الأربعاء والخميس فقط.

ومع أن  الاتحاد الأوروبي تبنى خطة لإعادة التوطين لطلبات اللجوء منذ عام 2015، إلا أن الخطة هذه طوعية، والعديد من الدول الأعضاء لم تنفذها.
 
وعليه، تسائل مجدداً الكاتب: "إذا لم يتمكن الاتحاد الأوروبي من التوصل إلى اتفاق بشأن القضية الأساسية المتعلقة بكيفية التعامل مع المهاجرين، فما الهدف من الاتفاق معه أساساً"؟

ويرى الكاتب بأن "للهجرة قدرة على تمزيق الاتحاد الأوروبي".

وأضاف: "عندما تبدأ الدول الصديقة للمهاجرين سابقاً مثل ألمانيا والسويد في التنصل من المهاجرين الذين يصلون إلى شواطئ أوروبا الجنوبية، سينتهي الأمر بسرعة لتصبح قضية اللاجئين حالة فردية لكل دولة، من دون وضع سياسة شاملة للاتحاد ككل".

ويستنتج المقال أن هذا "سيؤدي حتماً إلى رد فعل كبير من البلدان المعرضة بشدة لتدفقات المهاجرين".

اخترنا لك