"الغارديان": أدلة دامغة على تورّط الإمارات في الحرب الأهلية السودانية
صحيفة الغارديان البريطانية تقول إن اكتشاف جوازات سفر إماراتية في حطام إحدى الطائرات يشير إلى أن الإمارات لديها قوات سرية في السودان، وتكشف أن هناك جوازات سفر تعود إلى إماراتيين ويمنيين ضبطها الجيش السوداني بعد تحرير أم درمان.
ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن "جوازات السفر، التي تم استردادها من ساحات القتال في السودان، تشير إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة ترسل قوات سرية إلى الأرض، في الحرب الأهلية المدمرة في البلاد، وفقاً لوثائق مسربة".
وتقول الصحيفة إن "وثيقة مكونة من 41 صفحة، أُرسلت إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تحتوي على صور لجوازات سفر إماراتية، يُزعم أنه عُثر عليها في السودان ومرتبطة بجنود من قوات الدعم السريع"، وفق ما ذكرت الصحيفة.
وكانت الإمارات نفت، في وقت سابق، جميع الاتهامات بتزويد قوات "الدعم السريع" بالأسلحة، التي تحاصر مدينة الفاشر في حملة أوسع نطاقاً من التطهير العرقي في دارفور.
وبحسب الصحيفة، فإن "الاقتراح الذي يفيد بأن الإمارات نشرت أفراداً للمساعدة في القتال في السودان من شأنه أن يشكل تصعيداً، ويزيد في تأجيج التعقيدات الجيوسياسية للحرب الأهلية المستمرة منذ 15 شهراً، بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني"، مضيفة أن "السلطات زعمت أن جوازات السفر تم استرجاعها من أم درمان، في منطقة كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع، لكن الجيش السوداني استعادها مؤخراً".
وتبيّن "الغارديان" أن "الوثيقة التي أُرسلت، الشهر الماضي، إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تشير إلى أن الإمارات زودت قوات الدعم السريع بطائرات من دون طيار معدلة لإسقاط قنابل حرارية بصورة مثيرة للجدل. وهذه القنابل أكثر تدميراً من المتفجرات التقليدية ذات الحجم المماثل، وكانت هناك دعوات إلى حظرها".
وتقول الصحيفة إن "الوثائق تضمنت أيضاً صوراً لـ 4 جوازات سفر تعود إلى مواطنين من دولة الإمارات، اثنان منهم من دبي، وواحد من مدينة العين، وآخر من عجمان"، موضحة أن "أعمار هؤلاء تتراوح بين 29 و49 عاماً".
وقال مصدر مطلع على عملية الاكتشاف إن "جوازات السفر تم انتشالها من حطام سيارة عُثر عليها في أم درمان في شباط/فبراير الماضي (...) والتقديرات تشير إلى أنها تعود إلى ضباط استخبارات إماراتيين".
ووفق الصحيفة البريطانية، "عُثر في الموقع نفسه على جوازي سفر ليمنيين، أحدهما يبلغ من العمر 38 عاماً، من مواليد دبي، والآخر يبلغ من العمر 31 عاماً من الضالع، جنوبي غربي اليمن"، مشيرة إلى أن قوات الدعم السريع أرسلت في السابق آلافاً من مقاتليها إلى اليمن للقتال ضد حركة "أنصار الله".
وتضيف أن "الوثيقة تحتوي على تفاصيل المعدات العسكرية التي تم استردادها من ساحات المعارك".
وقال الخبراء إن من المرجح أن تكون الإمارات العربية المتحدة زوّدت الميليشيا بـ"طائرة من دون طيار، رباعية المراوح، ومزودة بأنابيب لإسقاط قنابل هاون معدلة من عيار 120 ملم".
ولفتت إلى أنه تم وضع علامة على صور الصناديق التي تحتوي على أسلحة "زعماً أنها مرسلة من شركة أسلحة صربية إلى القوات المسلحة الإماراتية، القيادة اللوجستية المشتركة، ومقرها أبو ظبي".
وبحسب الوثيقة "تمت استعادة القنابل من مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون السودانية في أم درمان، بعد أن أجبر الجيش السوداني قوات الدعم السريع على مغادرة المبنى".
وفي السياق، قالت شركة "فينيكس إنسايت"، التي تحلل الأسلحة للمنظمات الحكومية وغير الحكومية: "نعلم أن هذه القنابل المعدلة تأتي مع مجموعة الطائرات من دون طيار. إنها كلها حزمة واحدة، تنتجها شركة واحدة، وإذا ذهبت إلى القوات المسلحة الإماراتية، فهذا يعني أنها مسؤولة بصورة مباشرة".
وتتضمن الوثيقة أيضاً صوراً لصواريخ "أرض - أرض" ومدافع مضادة للطائرات، وأنظمة مضادة للدبابات موجهة سلكياً، والخبراء، وفق الصحيفة، قالوا إن هناك معلومات كافية لربطها بالإمارات.