"الدعم السريع" تستعين بمقاتلين ليبيين لحصار الفاشر ويعترف بخروج مقاتليه عن سيطرته
قوات "الدعم السريع" وقوات حفتر في ليبيا، تنشطان في تهريب البشر والاتجار بالمهاجرين غير الشرعيين، ويحققان أرباحاً بملايين الدولارات.
ذكر موقع "الحقيقة" السوداني، أن "قوات الدعم السريع وقوات تابعة للواء خليفة حفتر، تنشط على مسار بين البلدين لتهريب البشر والاتجار بالمهاجرين غير الشرعيين، ويحققان أرباحاً بملايين الدولارات".
ونقل الموقع عن شهود عيان محليين قولهم إن "مليشيا الدعم السريع" يعملون مع "مهرّبي بشر" من ليبيا، وأن "التجارة نشطة بالمهاجرين على الحدود السودانية الليبية".
ويوثق تقرير أصدره المعهد الهولندي للعلاقات الدولية، بعنوان "الأضرار متعددة الأطراف: تأثير سياسات الهجرة في الاتحاد الأوروبي على طرق الصحراء الوسطى" في شهر أيلول/سبتمبر 2018، الانتهاكات التي تمارس بحق المدنيين.
ويشير التقرير إلى أنه "يسلّم عناصر من قوات الدعم السريع المهاجرين، إلى تجار بشر ليبيين يحتجزونهم ويعذبونهم ويضغطون على أقاربهم من أجل دفع المال مقابل إطلاق سراحهم أو إجبارهم على العمل القسري دون أجر".
ويضيف التقرير أن "قوات الدعم السريع تتلقى أموالاً مقابل كل مهاجر يتم تسليمه إلى شركائهم"، ويؤكد أن "أعضاء من كتيبة سبل السلام (تنظيم متشدد تابع لحفتر) متورطون في هذه العملية" بحسب التقرير.
ويتابع التقرير: "تتعاون كتيبة سبل السلام مع قوات الدعم السريع على تهريب المهاجرين عبر المناطق التي تسيطر عليها".
ونقل موقع "الحقيقة" عن أحد المهرّبين قوله: "مهربو البشر السودانيون يتّفقون مع مليشيات الدعم السريع، من أجل السماح بمرور المهاجرين باتجاه ليبيا".
عقوبات أميركية جديدة ضد قادة في "الدعم السريع"
وفي السياق نفسه، أعلنت الخزانة الأميركية، اليوم، فرض عقوبات بحق 2 من قادة "الدعم السريع" في السودان، تتعلّق بالانتهاكات التي أقدمت عليها القوات بقيادة المسؤولين علي يعقوب جبريل، وعثمان محمد حامد محمد، في دارفور الشهر الماضي.
وأعلن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC)، التابع لوزارة الخزانة الأميركية فرض العقوبات على القائدين في "الدعم السريع" وفقاً للأمر التنفيذي 14098.
وأوضح البيان أن جبريل قائد أساسي لعمليات القوات في دارفور، وأنه يقود حالياً الهجوم حول الفاشر، وهو "مشارك رئيسي في أعمال أو سياسات تهدد السلام أو الأمن أو الاستقرار في السودان" وفق ما ذكر البيان.
وأضاف البيان أن حامد محمد (معروف باسم عثمان عمليات) يعتبر مسؤولاً أساسياً عن "جزء مهم من تخطيط عمليات قوات الدعم السريع"، وحسب الأمر التنفيذي، فقد تم تصنيفه باعتباره "قائداً في قوات الدعم السريع، وهي كيان شارك أو شارك أعضاؤه في أعمال أو سياسات تهدد السلام أو الأمن أو الاستقرار في السودان".
وقال وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية بريان إي. نيلسون: "بينما يواصل الشعب السوداني المطالبة بإنهاء هذا الصراع، يركز هؤلاء القادة على التوسع في القتال في جبهات جديدة من أجل السيطرة على المزيد من الأراضي".
حزب الأمة: نائب قائد "الدعم السريع " يبلغ جهات دولية بفقدانه السيطرة على المقاتلين
قال رئيس حزب الأمة في السودان، مبارك الفاضل، إن "عبد الرحيم دقلو" (شقيق قائد قوات الدعم السريع محمد دقلو حميدتي) أبلغ جهة دولية بأنه فقد السيطرة على معظم مقاتليه لأن اتفاقه معهم كان أن يقاتلوا مقابل الغنائم من مال وذهب ونساء".
وأضاف: "لذلك فهو غير قادر على تنفيذ اتفاق جدة بإخراج المليشيا من الأحياء السكنية والمستشفيات والمرافق المدنية الأخرى".
وأكد الفاضل في تغريدة على منصة "إكس": "عبد الرحيم دقلو أتى بالمرتزقة من ليبيا وتشاد والنيجر ومالي والكاميرون وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان".
وشدّد على أن "هذا يؤكد بأننا نواجه عصابات إرهابية تنهب وتروع وتقتل الشعب السوداني، ولذلك على الوسطاء أن يعوا ذلك ويكفوا عن الحرث في البحر ويدركوا أن مليشيا الدعم السريع قد انفرط عقدها وتحولت إلى عصابات إرهابية".
"واشنطن بوست": مقتل العشرات بالفاشر وأكثر من 2.5 مليون مدني
كذلك، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن "عشرات الأشخاص قتلوا في الصراع الدائر في مدينة الفاشر السودانية نهاية الأسبوع الماضي".
وقالت الصحيفة إن استمرار الصراع في السودان "أثار مخاوف بشأن أكثر من 2.5 مليون مدني محاصرين هناك مع تطويق القوات شبه العسكرية للمدينة، وهي آخر مدينة في المنطقة الخارجة عن سيطرتهم".
وكتب أحد أعضاء غرفة الاستجابة للطوارئ بالمدينة في رسالة إلى "واشنطن بوست" قائلاً: "كان الهجوم أحد أصعب الأيام التي شهدناها على الإطلاق. كان الهجوم من ثلاثة اتجاهات. القتال كان داخل المناطق المأهولة بالسكان، واستخدمت كافة أنواع الأسلحة".
وبحسب "واشنطن بوست": "لا يزال من غير الواضح ما إذا كان القتال يمثل هجوماً شاملاً على المدينة أم أنه مقدمة لهجوم أكبر. ومن المرجح أن تؤدي أي محاولة من قبل قوات الدعم السريع للاستيلاء على المدينة إلى حمام دم".