"نيويورك تايمز": تحرير الأسرى الفلسطينيين يُعمّق دعم حماس في الضفة الغربية
صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تتحدث عن تزايد الدعم الشعبي لحركة حماس في الضفة الغربية بعد تحرير الأسرى في الأيام الماضية، في مقابل تراجع شعبية السلطة الفلسطينية.
تحدّثت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، في تقرير، عن تزايد الدعم الشعبي لحركة حماس في الضفة الغربية، بعد تحرير الأسرى في الأيام الماضية، ضمن صفقة التبادل بين المقاومة في غزة والاحتلال الإسرائيلي.
وذكرت الصحيفة إنّ القصف الإسرائيلي على غزة، والابتهاج بإطلاق سراح السجناء، أدّى إلى "تعميق الدعم لحماس في الضفة الغربية، التي تحتلها إسرائيل، فيما تدير السلطة الفلسطينية المدن والبلدات منذ عقدين من الزمن".
فاليوم، أصبح الأسرى المحررين، بالنسبة إلى بعض الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي في الضفة الغربية، "رمزاً قوياً لقدرة حماس على تحقيق نتائج ملموسة واستعدادها للنضال من أجل القضية الفلسطينية".
كذلك، أشارت الصحيفة، في هذا السياق، إلى تردد عبارة "الشعب يريد حماس" بين الحشود مع تحرر دفعات جديدة من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
"الشعب يريد كتائب القسام" و "شكراً شكراً يا غزة".. هتافات الأسرى المحررين والمتجمهرين في #رام_الله.#غزة #غزة_تنتصر #كتائب_القسام #حماس #فلسطين #فلسطين #فلسطين_قضية_الشرفاء #تبادل_الأسرى #الهدنة #الهدنة_الإنسانية pic.twitter.com/mAPO5rl4TS
— Israa Alfass 🔻 إسراء الفاس (@Israa_Alfass) November 24, 2023
وفي الوقت الذي يوجد فيها خشية من انتقال الحرب إلى الضفة الغربية، "يعتقد البعض هناك أنّ حماس والمجموعات المسلحة الأخرى هي الوحيدة التي يمكن أن يثقوا بها لحمايتهم"، بحسب "نيويورك تايمز".
فالسلطة الفلسطينية "لا تحظى بشعبية كبيرة ويُنظر إليها، ضمن نطاق واسع، على أنّها وكيلة للاحتلال الإسرائيلي"، وفق الصحيفة.
وأضافت "نيويورك تايمز" أنّ " مشاعر الإحباط، التي طال أمدها، تفاقمت في العام الماضي تجاه قيادة السلطة، التي طالتها اتهامات الفساد بسبب تصاعد اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين".
وخلُص تقرير الصحيفة إلى أنّ "الدعم المتزايد لحماس اليوم، اتخذ طابعاً جديداً ووجودياً، وذلك مع المخاوف من احتمال اندلاع حرب أوسع نطاقاً في الضفة الغربية".
حماس تستولد الروح الفلسطينية الجديدة
في هذا الإطار، تناول معهد دراسات "الأمن القومي" الإسرائيلي، نجاح حركة حماس مرةً أخرى، في السخرية من ـ"إسرائيل"، وإرهاق أعصابها، وجني المكاسب في المجال المعرفي، أي التأثير في الجمهور.
ووفقاً له، فإنّ هذا الأمر "إشارة مهمة" إلى داعمي الحركة على صمودها وتمسّكها بمواصلة النضال.
كما أشار المعهد إلى الابتهاج الذي قوبل به تحرير الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال، في كل من الضفة الغربية والقدس المحتلة، بحيث تعالت رموز حركة حماس.
ولفت إلى أنّ تحرير الأسرى فُسِّر على أنّه انتصار وإنجاز جديدان لحماس، مؤكداً أنّ هذه العملية تؤدي إلى "تعميق قبضة الحركة على الضفة الغربية، والدعم الشعبي لها، على حساب السلطة الفلسطينية وإضعافها".
من جهتها، أكدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن لا أحد يطرح إمكان أن "تتوقف حماس عن الوجود"، كحركة فكرية وسياسية، "حتى لو تدمّرت مؤسساتها في غزة"، على حدّ قولها.
وفي مقال كتبه محلل شؤون الشرق الأوسط في الصحيفة، تسفي برئل، شدّد على أنّ "الحرب تستولد الآن الروح الفلسطينية الجديدة، وهي بتوقيع حماس"، مشيراً إلى أنّ العدوان على قطاع غزة "لن يغيّر هذه الحقيقة".
ولن تلغي الحرب على غزة وجود حماس السياسي، بين أوساط الجمهور في الضفة الغربية أو في القدس، بحسب الصحيفة، "حتى لو لم تكن مؤسساتها قادرةً على النشاط، ولم يستطع ممثلوها العيش في الضفة".