"معاريف": وقف إطلاق النار في غزة قد يكون فرصتنا الأخيرة قبل "حمسنة" الضفة
قبل أن يقدّم "الجيش" معالم واضحة لنصر في قطاع غزة، تقحمه قيادته السياسية في أتون الضفة الغربية، ليقف بين نارين، المقاومة التي لن تقبل الاعتراف بأي هزيمة أو استسلام، والمتطرفين المدعومين من وزراء في الحكومة الذين بدأوا يحضرون لإقامة مستوطنات في الضفة.
أكدت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أنّ صفقة إعادة الأسرى، ووقف إطلاق النار في غزة، ربما تكون "فرصتنا الأخيرة لمنع رؤية أبوكاليبسية في الضفة"، داعيةً إلى هدوء في غزة يسمح بهدوء معين في الضفة الغربية.
وفي مقال نُشِر على صفحاتها اليوم، قالت الصحيفة الإسرائيلية إنّ الحرب في غزة "ترفع مستوى التصعيد في الضفة الغربية على المستويات كافة، فعلى الجانب الفلسطيني، تتزايد الدوافع للمقاومة جنباً إلى جنب مع الزيادة في تهريب وسائل قتالية، ويتفشى عنف المستوطنين أكثر من أي وقت مضى تحت رعاية حكومة اليمين المتطرف".
وأضافت الصحيفة أنّ "الجيش" الإسرائيلي بدأ في تعزيز وجوده في الضفة الغربية "بوسائل وشدة تتأثر بشكل مباشر بالقتال في غزة"، وأصبح قتل الأبرياء أمراً روتينياً بأعداد لم يكن من الممكن تصورها قبل الحرب في غزة.
وكل ذلك، بحسب "معاريف"، في ظلّ "القمع الاقتصادي المستمر" الذي تسيطر عليه "إسرائيل" هناك منذ تشرين الأول/أكتوبر، و"الدوس السياسي للسلطة الفلسطينية، رغم أنها لا تزال الشريك الوحيد على الأرض لكبح الإرهاب".
وتشير "معاريف" إلى أنّ هذا الاتجاه "سيؤدي حتماً في مرحلة ما إلى حمسنة كاملة للضفة الغربية"، وستكون هذه "غزة ثانية".
أي أهداف سعى إليها جيش الاحتلال من اقتحام #الضفة_الغربية؟
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) September 7, 2024
محلل #الميادين للشؤون الفلسطينية والإسلامية عبد الرحمن نصار #فلسطين_المحتلة pic.twitter.com/mLkdy9Yd6r
وفي الوقت نفسه، تعمل حركة الاستيطان على "إعداد البنية التحتية للمستوطنات المدنية في عمق قطاع غزة قدر الإمكان". "نحن نعرف - تتابع "معاريف" - كيف تحدث هذه الأمور، لأننا رأيناها في الضفة الغربية وفي غزة قبل فك الارتباط": أولاً، كُنُس لخدمة الجيش، وبعد ذلك سيكون هناك حاخامات ومدارس دينية دائمة، ثم سيتحوّل كل هذا إلى "مستوطنات".
وكما نقلت شاني ليتمان في صحيفة "هآرتس" في نهاية الأسبوع، عن يمينيين يستعدون للعملية: "أولاً، سيوافقون لنا على إقامة صلاة ما خلف السياج، ثم سيسمحون لنا بالبقاء هناك لفترة أطول قليلاً. ثم سيسمحون لنا بالنوم هناك ليلاً، وهكذا نأمل شيئاً فشيئاً أن نصل إلى وضع نستوطن فيه خلف السياج".
كما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أمنية، الثلاثاء، أنّ الضفة الغربية "تحولت من قنبلة موقوتة، إلى قنبلة في طور الانفجار".
وكشفت صحيفة "إسرائيل هيوم" أنّ أحداث الأيام الأخيرة في الضفة الغربية، "دفعت المؤسسة الأمنية والعسكرية إلى تغيير كبير في سياستها تجاهها"، بحيث سيتمّ تعريفها من الآن فصاعداً على أنّها "ساحة قتال ثانية، مباشرةً بعد غزة"، بعدما كانت تُعرّف على أنّها "ساحة قتال ثانوية منذ بداية الحرب".