"فيتو" أميركي ضد المقترح البرازيلي الذي يتضمن منع تهجير سكان غزة

الولايات المتحدة تصوّت ضد مشروع القرار البرازيلي الذي يتضمن منع تهجير سكان غزة إلى صحراء سيناء، فيما أيّده 12 عضو من المجلس. في المقابل أعربت الصين عن صدمتها بشأن فشل مجلس الأمن في تبني مشروع القرار البرازيلي.

  • مجلس الأمن الدولي
    مجلس الأمن الدولي

صوتت الولايات المتحدة الأميركية في مجلس الأمن الدولي، اليوم الأربعاء، ضد مقترح البرازيل، الذي يدعو إلى إلغاء الأمر الإسرائيلي بتهجير سكان قطاع غزة في اتجاه صحراء سيناء المصرية، مستخدمةً حق "الفيتو".

وصوت 12 من أعضاء مجلس الأمن بالموافقة على مشروع القرار البرازيلي، وصوتت الولايات المتحدة برفضه، وفيما امتنعت روسيا والمملكة المتحدة عن التصويت على القرار.

في المقابل، أكد مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، تشانغ جون، أنّ الصين تشعر بالصدمة وخيبة الأمل لفشل مجلس الأمن الدولي في تبني مشروع قرار اقترحته البرازيل.

وقال تشانغ، خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي، اليوم الأربعاء: "يجب أن نقول إننا نشعر بالصدمة"، مضيفاً أنه "من الصعب تصديق ذلك".

وأشار إلى أنّ مشروع القرار الروسي الذي فشل مجلس الأمن في تمريره قبل أيام، كان يهدف لحماية المدنيين، وقد أيّدته العديد من الدول، ثم صوتوا أيضاً ضد القرار البرازيلي".

وأوضح المندوب الصيني أنه "خلال الأربعين ساعة الماضية، لم يتم إبداء أي اعتراض على المشروع البرازيلي، وكنا نأمل أن يصوتوا اليوم لصالح هذا القرار.. لذا فإن ّنتائج التصويت من الصعب تصديقها".

من جهته، قال أسامه عبد الخالق، مندوب مصر بالأمم المتحدة، في كلمته أثناء جلسة مجلس الأمن: "إننا نرفض وندين الإرهاب، وأي استهداف للمدنيين". 

وأضاف:"نرفض كل الجرائم التي ارتكبت من جانب إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة"، مشدداً أيضاً: "نرفض التهجير القسرى لسكان قطاع غزة ".

كما دان المندوب المصري "الإرهاب وأي استهداف للمدنيين"، و"نرفض سياسية الكيل بمكيالين، وندين هجمات إسرائيل على مستشفى المعمداني".

وشدد على ضرورة "عدم التعرض للمنشآت الطبية والمدنية من جانب الاحتلال الإسرائيلي"، مجدداً تأكيد موقف بلاده الرافض "للتهجير القسري لسكان قطاع غزة"، إضافةً إلى "بذل كل الجهود لإطلاق سراح الأسرى كافة".

وكان مجلس الأمن قد رفض التعديلات التي اقترحتها روسيا على مشروع القرار البرازيلي، بشأن الوضع في "إسرائيل" وقطاع غزة، ورفض من بين أمور أخرى، تضمين النص إدانة القصف الإسرائيلي على المستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة، أمس الثلاثاء.

وفي 12 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، دعت البرازيل التي تتولى حالياً الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي إلى عقد اجتماع جديد، لبحث "الحرب المستمرة بين إسرائيل وحركة حماس"، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية البرازيلية.

رفض سياسات التهجير

وفي وقت سابق اليوم، أكّد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، رفض محاولات "إسرائيل" بدفع الفلسطينيين إلى الهجرة من قطاع غزة، واللجوء إلى سيناء في مصر عبر معبر رفح.

وقال السيسي خلال كلمته بالمؤتمر الصحافي المنعقد على هامش استقباله المستشار الألماني، إنّ "مخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر، قد يؤدي إلى تهجير مماثل من الضفة الغربية إلى الأردن، وهذان الأمران يمنعان إقامة دولة فلسطينية".

ورأى السيسي أنّ  "سيناء ستصبح قاعدة للعمليات ضد إسرائيل، وفي هذه الحالة، ستقوم بتوجيه ضربات للأراضي المصرية"، بحسب تعبيره.

وكان الرئيس المصري قد شدد في وقت سابق، على "ضرورة أن يبقى سكان غزة صامدين وموجودين على أرضهم في القطاع"، محذّراً في الوقت نفسه من أنّ خروجهم قد يؤدي إلى "تصفية القضية" الفلسطينية.

فيما أعربت قناة "كان" الإسرائيلية  عن "خيبة أمل إسرائيل" من موقف السيسي، بشأن معركة "طوفان الأقصى". 

من جهته، قال سامح شكري، وزير الخارجية المصري، إنّ "هناك اتصالات دائمة مع إسرائيل بشأن الأمور الإنسانية والأمنية والتهدئة، وهناك ضغوط على دول الجوار بشأن تهجير الفلسطينيين وليس مصر فقط". 

وأضاف: "نرفض التهجير القسري للفلسطينيين لتصفية القضية الفلسطينية، وسنعمل على تسهيل دخول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة". 

وتابع: "هدفنا الإسراع بإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وسنشرف مع الأمم المتحدة والهلال الأحمر المصري على دخول المساعدات"، مشيراً إلى أنّ تصريح الرئيس الأميركي جو بايدن، بشأن إدخال المساعدات تطور إيجابي كنا طالبنا به". 

اقرأ أيضاً: مصر تُحذّر من مطالبة "إسرائيل" بإخلاء مناطق في غزة: مخالفة جسيمة للقانون الدولي

وفي السياق، قال القيادي في حركة "حماس" علي بركة: "شعبنا الفلسطيني لن يترك غزة ولن يهاجرها إلا إلى داخل الأراضي المحتلة عام 48".

وأضاف بركة أنّ "المقاومة لم تستخدم بعد كل قدراتها"، مشدداً على أنه "إذا حاولت قوات الاحتلال الإسرائيلي التقدم باتجاه غزة ستجد مفاجآت".

وأشار القيادي في "حماس" إلى أنّ "الجبهة المفتوحة من جنوب لبنان، وتقول لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إنّ غزة ليست وحدها ولا يمكن الاستفراد بها".

وكان وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، قد أكّد السبت الماضي، خلال لقائه نظيره المصري سامح شكري في القاهرة، أنّ بلاده ترفض تهجير الفلسطينيين إلى مصر، وتقف إلى جانب القاهرة، قائلاً: "نعمل مع السلطات المصرية لإيصال المساعدات الإغاثية إلى غزة".

وأعلنت الأمم المتّحدة في بيان، في وقت سابق، أنّ أكثر من 338 ألف شخص أُجبروا على النزوح من منازلهم في قطاع غزة الذي يتعرّض لقصف إسرائيلي عنيف منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الجاري. 

اقرأ أيضاً: أبو عبيدة: لا يزال في جعبتنا الكثير.. والهجرة في قاموسنا غير واردة

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك